مصطفي عاطف، شاب طموح بدأ حياته من الأزهر الشريف، درس سياسات عربية وإسلامية بجامعة الأزهر، ليصبح الآن أيقونة وقدوة لأغلب الشباب الذين منحهم الله موهبة الصوت العذب. أبواب الشهرة فتحت ذراعيها لمصطفي مرات عديدة، لكنه رفض استخدام منحة ربه إلا في سبيل الدعوة، إعمالًا لقوله تعالي: "لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ"، ويؤكد مصطفي أن طرق الدعوة كثيرة ولابد أن يوظف موهبته في طريق الدعوة الصحيح والمناسب له. بدأ مصطفي، حياته في المحلة الكبري مسقط رأسه، ولاحظ والداه تلاوته الجيدة والمتقنة للقرآن الكريم، وكان إمامًا للمصلين وعمره 12 عامًا، وبات إمامًا في كبري مساجد القاهرة مثل "النور" بالعباسية، و"الرحمن الرحيم" بصلاح سالم. "قلبي يحن إلي مدينة طه"، كانت تلك القصيدة هي الأولي التي يُنشدها، وقرر بعدها تحديد مصيره، فحب الناس لإنشاده وطريقة دعوته كان ظاهرًا عليهم حين سمعوه وتعلقوا به فأصبح حديثه عن حب الله ورسوله صلي الله عليه وسلم بابًا جديدًا يدعو الناس من خلاله للتقرب إلي الله. مصطفي، يري أن الغناء لغة تواصل إنسانية لا تفرِّق بين الديانات ولا اللغات، فلم يكن عدم فهم اللغة العربية في البلاد الأوربية عائقًا أمامه لتوصيل رسالته حينما أنشد في العديد من دول العالم أمام أشخاص غير مسلمين، كانوا يفهمون ما يقوله ويشعرون به، حتي وإن لم يدركوا المعني بدقة. تربي الداعية الكاجوال، علي حب كبار المنشدين أمثال، النقشبندي، ونصر الدين طوبار، ومحمد عمران، وكان يضع سماعات ال"وكمن" في أذنه ويمشي بالساعات ليسمع ويفهم كلامهم عن الرسول صلي الله عليه وسلم، وحينما يتعثر عليه فهم كلمة أو جملة يبحث عن معناها لتظل راسخة في ذهنه. بعض الرسائل والنصائح وجهها مصطفي لمن يريد أن يسير علي نهجه من الشباب، قائلًا:"تأكد أولًا من موهبتك، ولا تأخُذ الإنشاد والدعوة سبيلًا لتحقيق الشهرة أو المال وإنما سبيل لطريق الله ورسوله، وانزع من قلبك هوي البيزنس فالدعوة إلي الله ليست وظيفة إنما حب روحاني، ومن يتحدث عن حب الله ورسوله صلي الله عليه وسلم يجب عليه معرفتهما جيدًا، فلن تصل رسالتك طالما قلبك لا يتعلق بحبهما، وعليك بالصبر واليقين فالله لا يؤخر أمرًا إلا للخير". وقال مصطفي: "حلمي أن أكون سفير الأزهر في كل بلاد العالم، فحينما أذهب إلي أي مدينة بالعالم دائما ما أتحدث عن نشأتي الأزهرية وأنني ابن الأزهر قلعة العلم والمعرفة، فالأزهر نشر السلام القلبي والروحي بالعالم، والإسلام هو دين الإنسانية، والمحبة، والرحمة، قبل أن يكون دين العبادات، والطاعات، هو دين اعتمده الإنسان وأعطي له قيمة ربانية". يُثني عاطف علي عدد من الأشخاص كانوا سببًا رئيسيًا في وصوله لحلمه بداية من والديه وشقيقته الكبري، وشقيقه أحمد، الذي يدعمه طوال السنوات الماضية، مرورًا بمعلمه وقدوته الشيخ أسامة الأزهري، الذي يعتبره والده الروحي، والداعية معز مسعود، الذي يعتبره قدوة للكثير من الشباب. وعن تجربته مؤخراً مع الداعية مصطفي حسني في رمضان، قال: "مصطفي صديق عزيز، وما يقدمه من رسائل متعلقة بالدين، أقوم بتوصيلها بالإنشاد والغناء الذي يصل أسرع لقلب وعقل المشاهد".