ارتكبت وزارة الداخلية خطيئة كبري باستخدامها العنف غير المبرر ضد المعتصمين العزل بميدان التحرير. هذا العنف الغبي سيؤدي بالمصريين كلهم إلي فقدان الثقة في وزارة الداخلية وقياداتها إلي الأبد وسيكون هناك ثأراً لن ينتهي بين الشعب والشرطة. ولا أفهم ماذا اضار الشرطة وقوف 200 معتصم بميدان التحرير؟.. وماذا ازعجهم من هؤلاء العزل؟ حتي يخرج إليهم بشوات الداخلية بكل انواع السلاح ويوسعونهم ضرباً وقتلاً؟ ولايقول لي أحد ان الداخلية لم تبدأ بالاعتداء علي المعتصمين.. أو ان الداخلية كانت في بداية الأمر تدافع عن مبني الوزارة!.. وإلا فما الذي جاء بسيارة الشرطة التي احتجزها المعتصمون في الميدان. التعامل الخاطيء مع 200 معتصم أعزل والغل الذي تعاملت به قوات الأمن والشرطة العسكرية هو ما دفع إلي زيادة اعداد المعتصمين في ميدان التحرير ومحاولتهم الانتقام من مبني وزارة الداخلية ومحاولة مهاجمته.
أعترف ان المعتصمين ليسوا جميعهم ملائكة.. ولكنهم ايضاً ليسوا شياطين حتي تستخدم معهم قوات الأمن هذه الهمجية والضرب بغل والقتل بالذخيرة الحية. وزارة الداخلية الآن وضعت نفسها في موقف يصعب الخروج منه بتعاملها الغاشم الذي لايختلف عن اسلوب تعامل نظام مبارك المخلوع في شيء.. فعندهم قتل الانسان أسهل من تدخين سيجارة!
لست منحازا ضد جهاز الشرطة. ولكنني أري ومعي الغالبية العظمي من الناس ان جهاز الشرطة في أي دولة محترمة لابد وان يكون جهازا محترفا يجيد التعامل مع المتظاهرين ويحميهم ولايقتلهم بهذه الوحشية ثم يبكي بدموع التماسيح ويقول انه يدافع عن مبني الوزارة! منذ شهر تقريبا خرج 30 الف مواطن امريكي واحتلوا ميدان وول ستريت.. واستخدم هؤلاء المواطنون الأمريكيون العنف ضد الشرطة هناك.. ولكن لان أفراد الشرطة الامريكية محترفون ومدربين لم يصب مواطن واحد بخدش.. بل كانت الاصابات كلها وعددها 6 فقط من نصيب أفراد الشرطة الامريكية! هذه هي الشرطة المحترمة.. التي تحافظ علي شعوبها. ولكن الشرطة عندنا للأسف لاتمت لهؤلاء بصلة!
أما حكومة الثورة التي يقودها د. عصام شرف فلنا عليها عتاب كبير عندما اصدرت بيانها تحيي فيه ضبط النفس الذي اتخذته وزارة الداخلية في تعاملها مع المعتصمين. د. شرف يحيي الداخلية علي قتلها 38 مواطنا مصريا اعتصموا وهذا حقهم! د. شرف الذي جاء من ميدان التحرير يحيي قوات الامن علي اصابتها ما يزيد من ألف جريح خلال 48 ساعة بعضهم ينتظرون الموت بين لحظة وأخري! حقيقة لا أجد ما أقوله لهذه الحكومة التي رفعها الثوار علي الاعناق وجاءوا بها إلي مبني مجلس الوزراء سوي كلمة ارحلي غير مأسوف عليك .
التعامل الغاشم من وزارة الداخلية ومجلس الوزراء مع الاحداث سيدفع البلاد إلي المزيد من الدماء وربما إلي حرب اهلية لايعرف مداها الا الله. اللهم أحمي مصر وشعب مصر