حينما يتحدث هاني رمزي عن كرة القدم المصرية فهو لا يقف في زاوية حادة هي زاوية وجوده علي قمة الجهاز الفني لنادي الشرطة.. وإنما من فضاء رحب في عالم الساحرة المستديرة. فهاني رمزي صاحب خبرات كروية كبيرة جمعها من تجارب طويلة وكثيرة في أوروبا، نجماً محترفاً في سويسرا ثم ألمانيا، ولاعباً دولياً أساسياً في صفوف المنتخب الوطني شارك في العديد من الإنجازات لعل أبرزها اللعب في مونديال إيطاليا عام 1990. وحينما خرج من المستطيل الأخضر، دخل في رحلة من التحدي مع إدارة الفرق الكروية فنياً، وانتقل من الأندية إلي المنتخبات ووصل إلي قيادة المنتخب الأوليمبي في أولمبياد لندن. هاني رمزي ابن الأهلي والمدير الفني للشرطة حالياً، تولي المهمة في ظروف صعبة وكان مرشحاً للعمل في الجهاز الفني للأهلي مع مارتن يول.. من أبعده عن القلعة الحمراء؟ ومن جعله يقبل التحدي في الشرطة؟ ما هي تصوراته لمستقبل الكرة المصرية؟ ما أسباب عدم تكرار تجربته التدريبية الأوروبية؟! هذه الأسئلة وغيرها يجيب عليها هاني إمبراطور الدفاع المصري في هذا الحوار.. في البداية.. ما سر قبولك تدريب نادي اتحاد الشرطة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها وإخفاق فتحي مبروك في تحسين نتائجه؟ - في الحقيقة قبل قبولي تدريب الشرطة جلست كثيراً مع نفسي وقلت أنت دائماً تقبل التحدي والمدرب الناجح هو من يقبل التحدي ويستطيع بشغله أن يغير إلي الأحسن، وهذا والحمدلله قد حدث بشهادة الجميع تغير أداء الشرطة إلي الأحسن وأصبح له شكل وروح في الملعب خاصة أنهم منذ الدور الأول كان لديهم 10 نقاط وعلي مدار 35 مباراة لم يفوزوا في مباراة واحدة والحقيقة الجميع يشهد بالطفرة التي يقدمها الشرطة. وهناك تعاون بيني وبين مجلس الإدارة في توفير كل الإمكانيات للاعبين وأتمني أن أقدم شيئاً لإنقاذ الفريق ولدينا 12 مباراة باقية نسعي لتحقيق الفوز فيها أو علي الأقل التعادل. وشهادة مني أن مدير الكرة أحمد بدور يسهل لنا كل العقبات وهو همزة وصل بيننا وبين مجلس الإدارة، وأيضاً المدير الإداري هاني عبادة والجهاز المعاون لي نعمل علي قلب رجل واحد حتي نحقق ما يتمناه مجلس الإدارة وكل محبي فريق اتحاد الشرطة وأنا خضت التحدي من قبل مع فريق ليرس البلجيكي وكان مهدداً بالهبوط استطعت بالجهد والعمل إبقائه في الدوري وأتمني بمساعدة اللاعبين أن نحقق هذا الأمر. ما الذي ينقص اللاعب المصري ليكون لاعباً محترفاً يصل إلي العالمية مثل هاني رمزي وأحمد حسام ميدو؟ - أولاً الاحتراف يجب أن يكون اللاعب سنّه صغير لا يتخطي ال25 عاماً من 18 إلي 20 أفضل سن للاحتراف ويكون لديه ثقافة الاحتراف، والقدرة والعزيمة من داخله للاحتراف.. ناهيك عن التنشئة منذ الصغر في قطاع الناشئين، وهناك تخبط شديد في قطاع الناشئين بالأندية المصرية.. لذلك ليس لدينا أعداد كبيرة من المحترفين وهم لا يتعدون ال10 لاعبين حالياً أبرزهم محمد صلاح الذي اعتبره من أفضل العناصر، وأتوقع لصلاح المزيد من التقدم بعد أن أصبح اسمه يتردد عالمياً وهو مؤثر في فريق روما، وأيضاً النني وكوكا وتريزيجيه أتمني أن يزداد العدد ليصل إلي المئات في الأعوام القادمة إذا أحسن إدارة الكرة المصرية وقدمنا استراتيجية مستقبلية لكرة القدم لعشرين عاماً قادمة. وبالفعل أنا تقدمت بدراسات لتطوير الكرة المصرية لاتحاد الكرة وهذه الدراسات أخذت بها ألمانيا بعد خروجها من كأس العالم 2010، والذي تقدم بها زميلي في الملاعب الألمانية للاتحاد الألماني. لماذا رفضت العمل في النادي الأهلي رغم ما تمتلكه من خبرات.. وما رأيك في المدير الفني الجديد مارتن يول؟ - في البداية أنا ابن من أبناء النادي الأهلي شرف لي أن أدرب الفريق الأول كأحد أبناء النادي الأهلي لديّ كل المقومات والشهادة الدولية في التدريب ولديّ دراسات في كل ما هو جديد في عالم التدريب ولديّ الخبرة فأنا أول مدرب مصري وعربي الذي درب أحد الأندية الأوروبية وكان مهدداً بالهبوط. وأنا لم أرفض أن أكون الرجل الثاني لمدرب عالمي مثل مارتن يول ولكن الحقيقة أن وكيل أعماله تحدث معي وقال إن مارتن يول معجب بي وأنا أفضل من يعمل معه مدرباً عاماً فقلت له أنا الآن مرتبط بنادي اتحاد الشرطة واحترم تعاقدي وكلمتي مع الشرطة استأذنوا المسئولين بالشرطة وهذا كل ما حدث. ما رأيك في مستوي المنتخب الوطني في المباراة الأخيرة التي فاز فيها علي نيجيريا.. وما رأيك في المدير الفني كوبر؟ - أولاً لابد أن أؤكد أن المدير الفني للمنتخب هيكتور كوبر مدرب جيد وله رؤية وقد تحدثت معه أكثر من مرة وكان لديّ تفاؤل شديد بأنه يستطيع تحقيق أملنا في التأهل للمونديال المقبل 2018. وكنت متأكداً أننا سنتغلب علي نيجيريا لأن المقومات الفنية جيدة خاصة حينما قرأت العناصر التي يبني عليها خطته خاصة في الدفاع،وأعتقد أننا حينما وصلنا إلي أمم افريقيا أصبحت أمامنا مهمة محددة هي الحفاظ علي قوام الفريق وتصحيح بعض الجوانب الفنية التي ظهرت في المباراتين الماضيتين، وشرف لي أن أتعلم من هذا المدرب العالمي كما عمل حسام البدري مع جوزيه 8 سنوات فهذا ليس عيباً ولكن هذه هي كل الحقيقة، وسيأتي اليوم لأكون مديراً فنياً للنادي الأهلي. كيف تري الوضع بالنادي في الأهلي في ظل قرار حل مجلس الإدارة؟ - في الحقيقة هذا غريب علي النادي الأهلي لم يحدث من قبل وأتمني من الجميع أن يصطفوا لمصلحة النادي الأهلي، والنادي الأهلي ناد كبير ويجب علي الجميع أن يعمل من أجل المصلحة العليا للنادي ناهيك عن المصالح الشخصية. وأنا أرفض أن أكون طرفاً في هذه المهاترات وأي إنسان تربي في النادي الأهلي يعمل علي استقراره وحدته والحقيقة أن المجلس الحالي الذي قبل التعيين ليس عيباً أن يقبل التعيين من أجل المصلحة العليا للنادي وقد حقق الكثير. ما رأيك في اتحاد الكرة المصري؟ - اتحاد الكرة له إنجازات كما له إخفاقات.. إنجازاته أنه تولي في ظروف صعبة كانت تمر بها البلاد واستطاع أن يكمل الدوري.. أما إخفاقاته فتتمثل في فشل المنتخب الأوليمبي في الوصول للأولمبياد وأيضاًِ فرق قطاع الناشئين وهذا يرجع إلي التخبط وعدم وضع خطة بعيدة المدي للكرة المصرية. وأود أن أؤكد أنني قمت بتسليمهم دراسات أعددتها لتطوير الكرة المصرية علي نهج ما فعلته ألمانيا للنهوض باللعبة، ولكن للأسف لم يعمل بها حتي الآن وأتمني من المجلس القادم أن يضعها نصب عينيه إذا كنا جادين في تطوير الكرة في بلدنا، والمدير الفني لاتحاد الكرة هو المنوط بوضع استراتيجية خاصة قطاع الناشئين وبالمناسبة هذه الخطة استطاعت بها ألمانيا الفوز بكأس العالم 2014. متي نري مدرباً مصرياً يدرب في أندية أوروبا؟ - في الحقيقة هناك منافسة شديدة بين المدربين في أوروبا وللأسف الشديد أن المدرب المصري ليس لديه اللغة الأجنبية التي تؤهلهم للتدريب وأن أوروبا غير معترفة بالشهادات الأفريقية. وربما كنت الوحيد الذي لي الشرف أنني أول عربي ومصري كنت مديراً فنياً كما قلت لنادي ليرس البلجيكي لأنني أحمل الشهادة الدولية. ما رأيك في الدوري المصري؟ - الدوري المصري دوري قوي يختلف عن الأعوام الماضية وأصبح من الدوريات المهمة ولكن يحتاج إلي شركات راعية تستطيع تسويق البطولة بأكثر مما هو حالياً، وهناك تنافس علي المربع الذهبي لأكثر من فريق ناهيك عن الأهلي والزمالك فأصبح لدينا أندية تنافس مثل سموحة والمصري والمقاصة خاصة أن النتائج متقاربة وكل الأندية قريبة من بعضها وسيزداد الصراع في الأسابيع القادمة وحتي الآن لم يتحدد من سيفوز بالدوري العام ومن سيهبط إلي القسم الثاني لأن النقاط متقاربة. هل تعتقد أن هاني رمزي كمدرب غير محظوظ لأنه رغم كفاءته وشهاداته لم يحقق الإنجازات التي تساوي هذه الكفاءة؟ - بالعكس أنا حققت مع إنبي الوصول إلي نهائي كأس مصر، وأيضاً مع وادي دجلة استطعت أن ابني فريقاً يعرفه الجميع وأيضاً حققت مع نادي ليرس البلجيكي الذي كان مهدداً بالهبوط وحصلت مع المنتخب الأوليمبي وفريق الشباب ولكني أنا مظلوم إعلامياً لأنني ليس لدي شلل إعلامية أو أنا انطوائي بل أنا اعتبر نفسي محظوظاً لأنني والحمدلله لدي الإمكانيات والكفاءة والخيرة لأنني تدريب مع مدربين عالميين. من أفضل مدرب مصري؟ - أعتقد أن من أفضل المدربين المصريين إيهاب جلال لأنه مدرب لديه خبرة ودراسات ومطلع علي أحدث الدراسات في التدريب، والموسم الثاني عي التوالي في نادي مصر المقاصة يحقق إنجازات، وأعتقد أنه من أفضل المدربين المصريين.