الكثيرون يحلمون أن يصبحوا من ضباط الشرطة، بعضهم يحقق حلمه، و البعض الآخر يفشل لكنه يتوهم أنه بإمكانه أن يجعل من نفسه ضابط شرطة، لكن لكل شيء أصول ولكي يتحقق الحلم يجب الالتحاق بكلية الشرطة ولا ننسي كل هذه الأصول ونتقمص دور ضابط شرطة لفرض السيطرة والحصول على إتاوات من المواطنين بدون وجه حق. الأسبوع الماضي شهدت القاهرة واقعتين لضابطين مزيفين الواقعة الأولى بطلها مسجل خطر انتحل صفة عميد شرطة للزواج من السيدات وسرقة الذهب ولكن مباحث الأزبكية كانت له بالمرصاد وألقت القبض عليه، أما الواقعة الثانية كانت في منطقة البساتين عندما ضبطت قوات الأمن عاطلا انتحل صفة ضابط للنصب على المواطنين وسرقتهم! حلم الشرطة أحمد في بداية العقد الرابع من العمر من محافظة المنيا، مسجل خطر محترف، صحيفة سوابقه ممتلئة بالعديد من القضايا، من أسرة فقيرة الحال بالمنيا والده يعمل مزارعًا والأم ربة منزل تعود مأساة أحمد منذ عشرين عامًا مضت عندما حصل على الثانوية العامة وتقدم للالتحاق بكلية الشرطة ولم يحالفه الحظ ومنذ ذلك اليوم وانقلبت حياة أحمد رأسًا على عقب وأصبح إنسانًا آخر، بدأ يتعرف على البلطجية والخارجين على القانون واحترف النصب على المواطنين وتم القبض عليه أكثر من مرة وقضى من عمره 5 سنوات خلف القضبان، ولكنه لم يتعظ أبدًا بمجرد أن خرج من السجن سافر إلى القاهرة واستقر في منطقة الأزبكية وقرر أن ينصب على المواطنين ولكن هذه المرة اختار الجنس الناعم ليكونوا ضحاياه، انتحل صفة ضابط شرطة وكان يخرج صباح كل يوم مرتديًا البدلة العسكرية برتبة عميد ويسير في شوارع الأزبكية وعندما يشاهد أي سيدة تقف بمفردها يتقرب منها ويتعرف عليها ثم بعد مرور أسابيع قليلة يطلب منها الزواج وبعد أن تتم مراسم الزفاف يغافلها ويسرق ذهبها ويفر هاربًا من المنزل، استطاع أن يرتكب العديد من الوقائع حتى ذاع صيته ووصل إلى ضباط المباحث الذين نصبوا له عدة أكمنة حتى ألقوا القبض عليه. بدأت أحداث الواقعة الأولى أثناء مرور المقدم محمد رضا رئيس مباحث قسم الأزبكية بشارع 26 يوليو دائرة القسم حتى تمكن من ضبط المدعو أحمد محمد، عاطل ومقيم مجاورة 25 الشيخ زايد الجيزة واصل بلدته محافظة المنيا مسجل خطر تحت رقم 1521 فئة " ب " المنيا نصب والسابق اتهامه في 14 قضية آخرهم 1138 لسنة 2014م الشيخ زايد-جيزة " تبديد" والمحكوم عليه فيها بالحبس 6 شهور وبحوزته كارنيه منسوب صدوره لوزارة الداخلية يحوي صورته وبياناته بالملابس الأميرية برتبة عميد " مزور"، وبمناقشته أمام اللواء هشام العراقي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، اعترف بحيازته الكارنيه المضبوط بحوزته بقصد انتحال الصفة والنصب على السيدات لإيهامهن بالزواج والاستيلاء على مشغولاتهن الذهبية وأضاف بتحصله على الكارنيه من شخص مقابل مبلغ مالي 1000 جنيه، وتم تحديد الشخص الذي أعطاه الكارنيه وجارٍ ضبطه ، تحرر عن ذلك المحضر اللازم وأحاله الرائد محمد القاضي معاون الضبط بقسم الأزبكية للنيابة العامة لمباشرة التحقيق وجارى تطوير مناقشته عما ارتكبه من حوادث أخرى. كارفور المعادي! أما الواقعة الثانية بطلها شاب يدعى محمد في بداية العقد الثالث من العمر يعيش وسط أسرة متوسطة الحال بالبساتين، والده بالمعاش والأم ربة منزل تعود مأساة محمد عندما تخرج من الجامعة وأخذ يبحث عن فرصة عمل وعندما أسودت في وجهه الدنيا قرر محمد أن يكون ضابط شرطة ولكن ضابطا مزيفا استأجر سيارة ملاكي وبدأ يقف بالقرب من كارفور المعادي مرتدياً بدلة عسكرية ويختار المواطنين البسطاء ويخبرهم بأنه ضابط شرطة ويطلب منهم تحقيق الشخصية ثم يستولى على أموالهم والهواتف المحمولة. وردت معلومات إلى العميد أشرف عبد العزيز مأمور قسم شرطة البساتين تفيد قيام محمد عاطل بانتحال صفة ضابط شرطة للنصب على المواطنين بدائرة القسم، والاستيلاء على ما بحوزتهم من أموال، وبإخطار اللواء هشام العراقي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث ضم اللواء هشام لطفي رئيس مباحث قطاع الجنوب والعميد هشام جمعة مفتش المباحث والمقدم وائل غانم رئيس مباحث البساتين والرائد محمد السيسي معاون المباحث لسرعة القبض على المتهم، وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة انتقلت قوة أمنية ضمت الرواد محمد السيسي ومحمد سلام وأحمد مختار معاونو المباحث والأمين سمير صبري وتم ضبط المتهم أمام كارفور المعادى وعثر بحوزته على سيارة بها بدلة شرطة وبفحص السيارة اتضح أنها لا تحمل لوحات معدنية وادعى المتهم أنه ضابط شرطة وبتفتيشه عثر معه على 13390 جنيها وبطاقة شخصية وكارنيه له بصفته ضابط شرطة وبالفحص تبين أن البطاقة الشخصية مزورة وتم اقتياده إلى قسم شرطة البساتين وأمر العميد أشرف عبد العزيز مأمور القسم بإحالة المتهم إلى النيابة العامة وأمر المستشار شريف معتز رئيس نيابة البساتين بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق أكمنة وهمية! أما الواقعة الثالثة فبطلها شاب يدعي أحمد في بداية العقد الثالث من العمر.. يعيش وسط أسرة بسيطة الحال داخل شقة بالجيزة، الأب بالمعاش ووالدته ربة منزل.. بدأت قصته عندما حصل على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية وبدأ يبحث عن فرصة عمل مناسبة تساعده على توفير مصاريف الحياة لكي يؤمن مستقبله.. وعندما فشل في الحصول على وظيفة أسودت الدنيا في وجهه وقرر أحمد أن يكون ضابط شرطة ولكن ضابط مزيف.. استغل هيئته ووقاره واشترى بدلة نقيب شرطة واستأجر سيارة ملاكي وكان يخرج كل يوم وينصب عدة أكمنة في أماكن متفرقة ويدعى أمام المواطنين بأنه ضابط شرطة ويستولى منهم على أموالهم.. فلا يشك فيه أحدا على الاطلاق حيث أن هيئته تدل بأنه ضابط شرطة.. استمر على ذلك فترة طويلة دون أن يقع في قبضة الشرطة حتى جاء اليوم الذى سقط في فخ المباحث.. ففي يوم ما قرر أحمد أن يذهب للاقامة في فندق شهير بالقاهرة الجديدة لكي يختار ضحية جديدة ينصب عليه.. استقل سيارته وذهب إلى الفندق وبمجرد أن وصل رفض أفراد الأمن دخوله الفندق حيث أن السيارة بدون لوحات معدنية.. ولكنه أخبرهم بأنه ضابط وأصر على الدخول.. دقائق قليلة ووصل الرائد نادر مجدي حسن ضابط مباحث تأمين الفنادق واستمع إليه فأخبره بأنه ضابط شرطة بمديرية أمن الجيزة وأن السيارة ملكه.. طلب منه الرائد نادر مجدي الكارنيه إلا أنه أخبره بأنه ليس معه الآن.. بدأت الشكوك تساور ضابط المباحث حول هذا الشخص واعتمد ضابط المباحث على حسه الأمني وسأل الضابط عن أسماء بعض الضباط في مديرية أمن الجيزة إلا أنه فوجئ به يلتزم الصمت وليس لديه أي اجابات على أسئلة ضابط المباحث.. هنا تيقن ضابط المباحث بأن هذا الشخص نصاب وأنه انتحل صفة ضابط شرطة، وقام الرائد نادر مجدي والنقيب محمود حافظ ضابط قسم الشروق والأمين سعيد عطية بالقبض على الضابط المزيف، وعثر بحوزته على سيارة هيونداي الانترا بدون لوحات معدنية، طبنجة صوت، و جراب طبنجة و اقماع مرور و ملابس عسكرية ورتب عسكرية، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة. تم تحرير المحضر اللازم، وأمرت نيابة القاهرة الجديدة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة. واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة.