أظهرت قيما اخلاقيه أصيلة طال انتظاره الآن.. حقا علينا أن نسجد لله علي ضفتي قناة السويس غربا وشرقا حفرنا قناة جديدة تخطيطا وتمويلا وتنفيذا مصريا خالصا. الآن.. من حقنا أن نفرح وأن نغني »المصريين أهمه حيوية وعزم وهمه» لكن الأهم بعد السجدة والغنوة أن ندرك وكما قال ربان السفينة عبدالفتاح السيسي إن هذه خطوة من الألف خطوة التي يتعين أن نخطوها فلا مجال للتراخي أو الكسل أو »فوت علينا بكره»!؟ فليس لدينا ترف الوقت بينما التحديات تؤرقنا.. والانجاز الذي تحقق شاهد حي علي أن المصريين لديهم »جينات وراثية» خالدة ومباديء أخلاقية منذ آلاف السنين تقهر الصعاب وتعبر المستحيل.. وتصنع المعجزات لتنفيذ مشروعات تنموية كبري. هذه الجينات الوراثية تظهر عند الشدائد والكروب فمن قهر التتار والهكسوس والصلبيين والصهاينة؟! ومن بني الأهرامات؟ ومن حمل مشاعل النور منذ الفتح الإسلامي ومآذن الأزهر تنطلق برسالة الإسلام الرحمة والعدل والعمل وأجراس الكنائس تشدو بالسلام والمحبة في لحمة وطنية عبرت في 6أكتوبر 73 وحفرت قناة جديدة في أغسطس 2015 بسواعد محمد وجرجس وفاطمة وفاتن دون تفرقة في الجهد أو قطف الثمرة لأننا مصريون ومصر ليست وطنا نعيش فيه بل وطن يعيش فينا جميعا يرفق بنا.. ويحنو علينا ونزود عنه بالروح والعرق. والسؤال الأهم ماذا بعد افتتاح القناة وكيف نعمم هذا النموذج العملي في العمل وقيمته والانضباط وأهميته في ظل تحديات تطاردنا جميعا لبناء وطن تزدهر فيه راية العدل الاجتماعي ويحيا أبناؤه حياة كريمة. علماء الإسلام ورجال الاقتصاد يرصدون ل»اللواء الإسلامي» ماذا بعد افتتاح قناة السويس الجديدة؟! لدينا جينات وراثية ومبادئ وطنية للعمل تظهر عند الشدائد رئيس نادي هيئة التدريس بجامعة الأزهر: 4 محاور رئيسية لتعظيم مشروع قناة السويس لبناء دولة قوية سألت د.حسين عويضة رئيس نادي هيئة التدريس بجامعة الأزهر كيف نعظم مشروع قناة السويس الجديدة في شتي مجالات العمل الوطني لبناء دولة قوية اقتصاديا من خلال تخطيط علمي وإرادة رشيدة؟ - قال دعنا نتفق أولا علي أن هذا المشروع توفرت له 4 مبادئ حاكمة هي الارادة السياسية والتخطيط العلمي والادارة المتكاملة ميدانيا والتمويل الوطني مؤكدا أن هذه العوامل تجسدت علي الأرض ابتداء من 5 أغسطس 2014 حتي تحققت المعجزة في 6 أغسطس 2015 أي بعد عام واحد فقط وهذا يعني أنه إذا خلصت النوايا الوطنية وتجردت الارادة من أي هوي أو مصالح شخصية وصح العزم فإن مصر يمكن أن تخطو خطوات الألف خطوة التي حددها الرئيس السيسي للانطلاقة الكبري نحو التنمية الشاملة. 4 محاور رئيسية سألت.. ما هي آليات الانطلاقة الكبري؟ - قال من خلال 4 محاور رئيسية سياسيا واقتصاديا وثقافيا وأزهريا. قلت.. كيف؟ - نحن مقبلون علي انتخابات برلمانية لانتخاب مجلس نيابي قوي يمثل الأمة وأكاد أجزم من خلال قراءتي للتاريخ النيابي في مصر ضرورة انتخاب نواب أقوياء يحملون آمال وطموحات الشعب وهذا يتطلب تنمية كافة الامتيازات التي يتحصل عليها نواب الأمة وأن يتطوع كل نائب بخدمة مصر رقابيا وتشريعيا دون مقابل بعيدا عن استخدام الحصانة في التربح ونهب المال العام والاستيلاء علي أراضي الدولة وأري أن هذا البرلمان إذا أحسنا انتخاب نوابه سيكون أداة ايجابية تشريعيا ورقابيا. وماذا عن المحور الاقتصادي؟ - لدينا مشروع استصلاح واستزراع مليون فدان بمشاركة شيوخ علماء الزراعة والري لانتاج وتوفير احتياجات الشعب من الغذاء واستعادة المحاصيل الاستراتيجية لعافيتها ويتصدرها القطن المصري لاعادة الحياة لصناعة الغزل والنسيج كواحدة من الصناعات كثيفة العمالة وأن يتم تصديره كخيوط غزل أو نسيج لتعظم القيمة المضافة للقطن. وماذا عن المحور الثقافي والأزهري؟ - رؤية جغرافية للعالم تحت إشراف لجنة ثقافية أزهرية في علوم الدين والحياة قائلا: »كفاية مخاطبة الذات» يجب أن نواجه العالم خارجيا من خلال التصدي الفكري للمفاهيم المغلوطة عن الإسلام من خلال ادارة اتصال بالشعوب الإسلامية وليس الحكومات يستعيد بها الأزهر عافيته لإعادة افتتاح 119 مركزا إسلاميا تم اغلاقها في مناطق متفرقة من العالم وتزويده بعلماء من الأوقاف والأزهر من ذوي المكانة العلمية والفكرية لبيان حقيقة الإسلام في الاصلاح والبناء والتعمير لأن جميع العمليات الإرهابية قادمة من الخارج وليس من الداخل وواجبنا أن نتصدي لأهل الشر الذي يقتلون ويذبحون باسم الإسلام وهو منهم بريء ويبقي بطبيعة الحال الاختيار للكفاءات وأصحاب الخبرات المؤهلة لانجاح وتنفيذ أي مشروع تنموي قادم. مصطفي أبوحديد رئيس جمعية مستثمري الإسماعيلية: رسالة استثمارية جيدة للعالم بقدرتنا علي مواجهة التحديات واجهت مصطفي أبوحديد رئيس جمعية مستثمري الإسماعيلية ماذا عن النتائج الايجابية لمشروع قناة السويس الجديدة. اجابتي كثيرة.. ومتنوعة ويتصدرها ضرورة الالتزام عند تنفيذ أي مشروع بخطة زمنية محددة ووضع معايير قياسية لتنفيذه وقياس مدي النجاح والتقدم الذي يضيفه لمنظومة الاقتصاد الوطني فعلا عن ضرورة مساءلة أي تقصير إذا لم تحقق الأهداف المرجوة لهذا المشروع. رسالة جيدة خطوة من الألف كيف تري مناخ الاستثمار القادم؟ - مناخ الاستثمار أصبح مهيأ الآن لمشوار الألف خطوة كما حددها الرئيس عبدالفتاح السيسي حيث أن مصر لم تعد بلد المشروع الواحد وأن المهم الآن هو مشروع تنمية محور قناة السويس بحيث لا تصبح القناة الجديدة والقديمة مجرد ممر ملاحي لتحصيل رسوم العبور وهي رغم أهميتها إلا أن الأهم أن تتحول المنطقة لمشروعات صناعية منها صناعات السفن والحاويات والصناعات المغذية والامداد والتموين وغيرها من المشروعات علي ضفتي القناة والأهم كذلك أن تنمية محور قناة السويس يفتح آفاق التنمية الشاملة لسيناء بوابة مصر الشرقية لنبني فيها مجتمعات عمرانية تنمو زراعيا وتعدينيا وسياحيا لتوطين ملايين البشر تكون درعا للأمن القومي المصري من خلال فتح أبواب الاستثمار للمصريين والعرب والأجانب والتركيز علي المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تصل نسبة استيعابها للطاقات البشرية عالميا نحو 80% ولم يعد خافيا علينا أن قضية البطالة واحدة من أهم القضايا التي تؤرقنا جميعا وأن اتاحة الملايين من فرص العمل بات مطالبا وطنيا وأمنيا لإزالة الاحتقان بين الشباب وتعميق الاستقرار المجتمعي فلا قيمة لأية مشروعات تنموية ما لم تتعامل جديا مع قضايا البطالة والفقر والعنف. مناخ استثماري جيد وما هو المطلوب الآن من الحكومة؟ - المطلوب مناخ استثماري جيد يبني علي ما تحقق من انجاز نفاخر به عالميا بسرعة اصدار اللائحة التنفيذية لقانون الاستثمار وتفعيل الشباك الواحد وتوفير الأراضي المرفقة لكل مستثمر جاد يرغب في الاستثمار في مصر وتحديدا بمحور تنمية قناة السويس وتنمية سيناء. الشيخ خالد الجندي قناة السويس هدية الله لشعب مثخن بالجراح أكد الداعية الإسلامي الشيخ خالد الجندي أن قناة السويس الجديدة هدية الله لشعب مثخن بالجراح ترعرع بسببها الإيمان وهي صفعة علي قفا كل قزم يتطاول علي هذا الشعب العظيم مؤكداً أنها هزمت مؤامرات قطر ومكائد أردوغان وغل أوباما وتفاهة الإخوان. أشار الشيخ خالد الجندي في تصريحات خاصة ل"اللواء الإسلامي" أن قناة السويس الجديدة أعادت روح محمد علي وعزيمة عبدالناصر ورجولة أنور السادات وإيمان عبدالفتاح السيسي، مؤكداً أنها تمثل حفلة تخرج لمصر قيادة وشعباً عزف فيها جيش مصر ملحمة بطولية بامتياز أرجعت الثقة والاعتبار وأكدت أهمية العمل والانضباط وأن الغد سيكون أكثر إشراقاً من اليوم. وقال إن الانتصار الذي تحقق لا معني له إلا إذا كان له رؤية تنموية شاملة يبني مصر اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وأخلاقياً من خلال انضباط في شتي مناحي حياتنا مؤكداً أن ما تحقق يعكس أن عندنا إيمان وتصميم ورجال وقيادة. وشدد الجندي علي أن قناة السويس الجديدة أعادت الاحترام للعلم المصري الذي يرفرف خفاقاً فوق كل مكان مطالباً بتكرار التجربة ووضع خارطة طريق لمشروعات تنموية كبري قادمة. د.جمال الدقاق عميد كلية الدعوة: نظام عملي للإرادة والتحدي يصلح تطبيقه لمشروعات تنموية قادمة فيما يري د.جمال فاروق الدقاق عميد كلية الدعوة جامعة الأزهر أنه ما أشبه الليلة بالبارحة فنحن أمام مشروع تنموي عملاق وأعني به قناة السويس الجديدة والذي أراه علي غرار مشروع سد ذي القرنين الذي تحدث عنه القرآن الكريم حين قال له قومه إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فرد عليهم كما ينص القرآن الكريم »فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما» يضيف د.الدقاق أن لفظ قوة له معنيان في القرآن الكريم قوة مادية بدنية وقوة معنوية مؤكدا أن مصر الآن تحكمها قيادة وطنية جاءت بإرادة شعبية حرة في ظروف قاسية وحالكة لديها إرادة فولاذية صلبة ورؤيات استراتيجية تنهض بهذا البلد من عثراته اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا. ولكن هذه القيادة وحدها لا تملك عصا موسي لكن يؤازرها ويعضدها إرادة شعبية لدي الأغلبية المصرية وأنه لولا هذه الأعداد الغفيرة التي تجاوزت 50 ألفا ما بين مهندس وفني وعامل ساهمت بروح التحدي والانتماء لهذا البلد في انجاز مشروع قناة السويس الجديدة. سألت وكيف تري أهميته وكيف يمكن استثماره وتعميمه في شتي مناحي حياتنا؟ - أراه مشروعا مهما وحيويا ليس فقط في مشروع حفر القناة في حد ذاته ولكنه نموذج عملي للإرادة والتحدي وقاطرة لمشروعات تنموية عملاقة يحدث طفرة ونقلة للاقتصاد الوطني بما يتيحه من فرص عمل لتشغيل طاقات شبابية عاطلة وبما يوفره من عملات صعبة لخزانة الدولة مؤكدا أن قيمة هذا الإنجاز تتعاظم إذا أدركنا أبعاد الواقع الراهن لمصر من مواجهة للإرهاب ونزيف الأرواح والأموال لكن صمود المصريين وتحديهم لجميع الصعاب أمكن تنفيذه في عام ليعظم مكانة مصر التاريخية والدينية سواء كدولة صاحبة دور حضاري انساني من خلال أزهرها الشريف أو لدورها في واقع حركة التجارة الدولية بما يخدم المصالح الاقتصادية عالميا وهذا له مردود ايجابي علي مشروعات تنموية عملاقة بمنطقة قناة السويس. وحول كيفية تعميم هذا المشروع يري د.الدقاق أن مصر لديها طاقات بشرية هائلة وخبرات علمية وثقافية تحتاج إذا توافرت لها مقومات مشروع قناة السويس الجديدة من حيث العدالة وإتاحة الفرص ستحدث ذات النتائج التي حققها مشروع القناة زراعيا وصناعيا شريطة ألا ينظر الإنسان تحت قدميه وأن يدرك أن أي مشروع يتم تحقيقه هو إضافة اقتصادية تنتفع به كل الأجيال. وحيا د.الدقاق الشعب المصري صاحب الإنجاز الحقيقي فيما جمعه من 64 مليار جنيه في زمن قياسي مؤكدا أن هذا الانجاز تم في ظروف صعبة وشاقة من شق للصخور ورفع للرمال لا ينكره إلا جاحد مؤكدا ضرورة الاقتداء بمقومات النجاح باعلاء قيم العمل والانضباط تأكيدا لحديث الرسول صلي الله عليه وسلم: »إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرسها فليغرسها». د.عبدالدايم نصير مستشار شيخ الأزهر: الآن.. ليس لدينا مبرر للتراخي أو اللامبالاة أو التکاسل د.عبدالدايم نصير مستشار شيخ الأزهر والأمين العام لرابطة خريجي الأزهر يؤكد أن المصريين قيادة وشعبا وهيئة قناة السويس وقوات مسلحة قدموا نموذجا جادا وإنجازا حقيقيا بشق قناة السويس الجديدة يصلح تكراره بمشروعات تنموية أخري تأكيدا لقدرتهم علي التحدي والإرادة الرشيدة والانجاز في زمن قياسي بما يعد أمنية وطموحا لكل المصريين لدخول عصر المشروعات العملاقة بشكل يقترب من حد المعجزة. ويري أن السؤال المطروح الآن هو كيف نستثمر هذا المشروع فيما هو قادم؟ ويجيب د.نصير أن أمامنا تحديات يتعين التعامل معها جديا وهو تقديم النموذج والقدوة بعيدا عن الممثلين والمغنيين ولاعبي كرة القدم فهناك نماذج بشرية مبهرة تصلح لأن تكون قدوة تستوجب إبرازها بعيدا عن هذه الن ماذج وهذا لن يتحقق إلا من خلال تربية وتعليم لتأهيل أجيال تؤمن بروح الفريق ولديها ضمير وطني ونفس لوامة لتنهض مصر من كبوتها لأنه لم يعد لدينا أي مبرر للتقاعس أو التراخي أو الكسل أو اللامبالاة بعد أن نفذنا علي أرض الواقع مشروعا عملاقا بهذه الروح ويتعين أن ينسحب هذا النموذج علي كل مشروعاتنا المتعثرة سواء خدميا أو انتاجيا أو استثماريا. د. سيد جاد عميد تجارة قناة السويس الأسبق: إبعاد القيادات غير القادرة علي الإنجاز بالمعدلات المطلوبة سألت د.سيد جاد عميد كلية التجارة الأسبق جامعة قناة السويس كيف تري مشروع قناة السويس اقتصاديا؟ - المشروع أعطي ثقة ونموذجا يتعين تعميمه علي غرار مشروعات تنموية وخدمية أخري تحققت في الاسكان والطرق والكهرباء وكلها مشروعات تؤكد قدرة المصريين علي فعل ما يرغبون فيه إذا وجدنا القيادة التي تتلاحم مع الشعب وهذا ما حققناه. النقطة الثانية أن انجاز هذا المشروع تخطيطا وتمويلا وتنفيذا في زمن قياسي »عام واحد» يجب أن يجبر أية قيادة وزارية أو تنفيذية لا تقدر علي العمل من متطلبات المرحلة الراهنة من حيث السرعة والجودة والاتقان أن ترحل وتتنحي لأن لدينا مشروعات متعثرة بالمحليات ولدينا قيادات نائمة. وأطالب بتحالف لرجال الأعمال الشرفاء لبناء مدن صناعية وحرفية تستفيد من الميزات النسبية لأية منطقة جغرافية وخاصة الصعيد والدلتا ومدن القناة تقيم عليها صناعات صغيرة ومتوسطة مؤكدا أن مشروع قناة السويس الجديدة له تأثير مباشر وغير مباشر من حيث تسهيل حركة التجارة العالمية لترتفع من 12% إلي 20% بما يوفر الوقت والتكلفة والأمان ويزيد دخل القناة من 5.3 مليار دولار حاليا ليصل إلي 13.2 مليار دولار الأمر الذي يعلي إرادة مصر. ويطالب د.سيد جاد بسرعة اصدار قانون الاستثمار الموحد متضمنا تسهيلات كثيرة لجذب الاستثمارات الواعدة لتنمية محور قناة السويس وسرعة اصدار تراخيص المشروعات التي تتوافق مع خطط وبرامج التنمية المستهدفة.