أكد د.أحمد الطيب شيخ الأزهر أنَّ »داعش» بغاةٌ مُحارِبون لله ورسوله ومفسدون في الأرض، يجب علي وُلاة الأمر قتالهم ودحرهم وتخليص العالم من شرورهم، وحكم الشرع فيهم محددٌ في القرآن الكريم. وهؤلاء الذين يزعمون ويدّعون زوراً وبهتاناً أنهم يحكمون بما أنزل الله ويكفِّرون الحكام والشعوب ويسعون في الأرض فسادًا، هؤلاء حكمهم الشرعيّ قد حدَّده الله في قوله تعالي: (إنما جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف)، فجزاؤهم حدَّده القرآن بالقتل في الدنيا والعذاب العظيم في الآخرة. وتعد إجابة فضيلة الإمام الأكبر إجابة شرعية وسطية مُحكَمة انطلاقًا من العقيدة الصحيحة التي لا تُكفِّر أحدًا من المسلمين بذنبٍ حتي لو كان من الكبائر، حيث بيَّن فضيلته أنه لا ينبغي أن نقع فيما وقعت فيه »داعش» الإرهابية وأخواتها من تكفير المجتمع حكَّامًا ومحكومين حتي إذا ارتكبوا الذنوب والكبائر، كما بَيَّنَ أن الإيمان يقوم علي أركان هي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وأن الإيمان لا يرتفع عن صاحبه إلا بإنكاره ركنًا من هذه الأركان، فإذا لم ينكر المؤمن بها واحدًا منها، فهو لا يزال في دائرة الإيمان، حتي لو ارتكب الكبائر ، ولا يخرجه من هذه الدائرة إلا جحد ما أدخله فيها. من جانبه أيد الداعية الإسلامي الشيخ خالد الجندي بيان الأزهر بهذا الخصوص مؤكدا أن التكفير مسألة عقائديّة والعقيدة مسألة قلبيّة خاصّة بين الإنسان وربّه لايطّلع علي حقيقتها إلا اللهُ ( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَي )، ولو قام الأزهر بتكفير ( داعش ) سيفتح الباب علي مصراعيه لكل الجهات بالتكفير للمخالف لأدني سبب. و الأزهر هو قلعة علماء أهل السنة والجماعة ، وهم لا يكفرون ( أهل القِبلة ) من فرق المسلمين كالخوارج والشيعة والمعتزلة والمرجئة والذين ارتكب بعضهم ماهو أشنع من ( داعش ) ، وقد أعلن الأزهر أن ( داعش ) عصابة من المجرمين السفّاحين الذين يجب أن يُطبّق عليهم ( حد الحرابة ) والمشار اليه في قوله تعالي : ( إنّما جزاء الذين يُحاربون اللهَ ورسولَهُ وَيَسعَونَ فِي الأَرضِ فَسَادَاً أَن يُقَتَّلُوُاْ أَو يُصَلَّبُوُاْ أَو تُقَطَّعَ أَيدِيِهِم وأَرجُلَهُم مِن خِلَافٍ أَوْ يُنْفَواْ مِن الأَرضِ ) ، وأنت تري أن الله لم يكفرهم في الآية إنما وصفهم بالمحاربين والمفسدين وليس بالكافرين مع الحكم عليهم بأشد العقاب ، فالأزهر يؤكّد ما استقرَّ عليه أهل العلم من وجوب التفرقة بين تكفير ( المُطلَق ) وبين تكفير (المُعَيَّن) فالأول جائز والثاني غير جائز إلا بإقرار الشخص نفسه بالكفر.. مثال لتكفير (المطلق): كل مَن قال أن (قتل) الناس حلال ... لأنه استحلّ ما حرّمه الله.. مثال لتكفير (المعيّن): لو قبض الحاكم علي (قاتل) فيجب محاكمته لأنه قاتل وليس لأنه كافر ، مادام ناطقاً للشهادتين. وأن جريمة (داعش) انما هي ضد ( الإنسانية ) كلها وليست ضد (الإسلام) فقط، فيجب أن يشترك في الحرب عليهم كل البشر وليس المسلمون وحدهم، لذا فمن الخطأ تحويلها لحربٍ ( دينيّة ) بين الإسلام والكفر! إنما هي معركةٌ مصيريَّة بين الإنسان والهلاك.. يقولُ تعَالَي فِي كِتَابهِ الكَريمِ: (وإِن طَائفتَانِ من المُؤمنينَ اقتَتَلُوُاْ فأَصلحُواْ بَينَهُمَا ، فإن بَغَت إحداهُمَا علي الأُخرَي فقَاتلوا التي تَبغي حتَّي تَفِيءَ الي أَمرِ اللهِ) ونلاحظ أن الحق سبحانه وتعالي لم يكفّرهم انما وصفهم ب(البُغاة)، ولم ينف عنهم الإيمان رغم قتالهم للمؤمنين. لذا فنحن نبارك حكمة الأزهر الشريف في تعامله الصحيح مع هذه القضيّة المصيريّة. a