جدَّد الأزهر الشريف موقفه من تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميًّا ب"داعش" بأنهم بغاة مُحارِبون لله ورسوله ومفسدون في الأرض يجب على وُلاة الأمر قتالهم ودحرهم وتخليص العالم من شرورهم، لافتًا إلى أنَّ حكم الشرع فيهم محدَّد في القرآن الكريم. وقال بيانٌ لمشيخة الأزهر، الخميس: "هؤلاء الذين يزعمون ويدعون زورًا وبهتانًا أنَّهم يحكمون بما أنزل الله ويكفرون الحكام والشعوب ويسعون في الأرض فسادًا، هؤلاء وحكمهم الشرعيّ قد حدَّده الله في قوله تعالى: إنما جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا...، فجزاؤهم حدَّده القرآن بالقتل في الدنيا والعذاب العظيم في الآخرة". وأضاف البيان: "هذا الرأي لفضيلة الإمام الأكبر بشأن داعش إجابة شرعية وسطية مُحكَمة انطلاقًا من العقيدة الصحيحة التي لا تُكفِّر أحدًا من المسلمين بذنبٍ حتى لو كان من الكبائر، حيث بيَّن شيخ الأزهر أنَّه لا ينبغي أن نقع فيما وقعت فيه تنظيم "داعش" الإرهابي وأخواته من تكفير المجتمع حكَّامًا ومحكومين حتى إذا ارتكبوا الذنوب والكبائر، كما بَيَّنَ أنَّ الإيمان يقوم على أركان هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وأنَّ الإيمان لا يرتفع عن صاحبه إلا بإنكاره ركنًا من هذه الأركان، فإذا لم ينكر المؤمن بها واحدًا منها، فهو لا يزال في دائرة الإيمان، حتى لو ارتكب الكبائر، ولا يخرجه من هذه الدائرة إلا جحد ما أدخله فيها". وأعرب البيان عن التعجب ممن يطالبون بتكفير "داعش"، وماذا سيفيد تكفيرهم؟! مؤكِّدًا أنَّ الأهم من تكفيرهم هو تطبيق حكم الله فيهم وقتلهم والقضاء عليهم وتخليص العالم من شرورهم. ويأتى هذا البيان لمشيخة الأزهر لتوضيح ما نسب للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، خلال لقائه مع طلاب الجامعات، بأنَّه كفَّر تنظيم داعش.