** ليست هناك قضية سياسية في الوقت الراهن، أخطر وأعمق من الملف السوري، خاصة في ظل تدخل روسيا عسكرياً، ومن بعدها فرنسا ثم ألمانيا ثم بريطانيا، والبقية تأتي.. وكأن هناك "مزاداً" أقامته الدول الكبري لمن يشارك في ضرب سوريا، وقتل شعبها، في حين يعلم الجميع أن جيش بشار كان يكفي لتصفية وقتل هذا الشعب، الأمر الذي دفع المواطن السوري للهجرة خارج دياره معرضاً نفسه لمخاطر الموت غرقاً ليبتلعه البحر، بعد أن هرب من بارود الأسد.. لا أحد ينكر أن هناك حرباً عالمية ثالثة تدور رحاها حالياً على أرض سوريا، شعارها مصالح الكبار التي تضاربت واختلفت، فأمريكا وحلفاؤها تسير في طريق، وروسيا ومن معها تسير في طريق مختلف، وهنا كما يقولون "عندما تتصارع الأفيال فإن النباتات وحدها تموت".. والشعب السوري هنا هو بمثابة النباتات التي تلقى مصرعها تحت أقدام الأفيال.. دون رحمة أو إنسانية! دول العالم الكبرى تجتمع الآن على قتال تنظيم "داعش"، للقضاء عليه، رغم أنها ساهمت في تمويله وصناعته لكنه فيما يبدو لم يقم بالدور المرسوم له.. فهل فشل التنطيم في إسقاط الأسد، أو بالأحرى في إسقاط سوريا، لتسير على طريق العراق وليبيا..؟!، أم لأنه خرج عن النص عندما قام بالتجرؤ على شعوب الغرب وبدأ إرهابه يصل إليهم في عقر دارهم، خاصة بعد حادثة فرنسا وأخيراً حادثة كاليفورنيا، وإن كانت أمريكا قامت بالتعتيم الإعلامي عليها، رغم مقتل أكثر من 14 أمريكيا وجرح العشرات..وكأنها تعمدت ذلك لأن من نفذ العملية الإرهابية "زوجين من باكستان" وليسا من العرب..؟! ومن الواضح أن المد الشيعي يقلق العرب، خاصة دول الخليج، بعد أن بدأت إيران في التوغل في اليمن عن طريق الحوثيين، الذين نجحوا في تمزيق اليمن الشقيق، وانقلبوا على الشرعية المتمثلة في الرئيس هادي منصور، وها هي السعودية تقود تحالفاً لكسر شوكة الحوثي، في نفس الوقت الذي توغلت فيه إيران في العراق ومزقته إرباً أيضاً، وساعدها في ذلك بعض العملاء الموالين لها هناك.. وبالتالي لا ينقص العرب توغل إيران في سوريا، ويكفي حزب الله في الجنوب اللبناني..! لكل هذه الأسباب اجتمع العالم في سوريا، وكل دولة تركض خلف تحقيق مصالحها، وحماية نفوذها بالمنطقة.. كل هذا يجري على الأرض في نفس الوقت الذي يعلن فيه داعش في ليبيا أن "سرت" عاصمة له.. الأمر الذي سيجعل الغرب يوماً ما يتجه نحو ليبيا للقضاء على التنظيم هناك قبل أن يستفحل أمره، وقد بدأت إيطاليا بالفعل في التحرك ببعض القوات نحو ليبيا حتى لا تنتظر الإرهاب يعبر إليها، مثلما حدث مع فرنسا.. في كل الأحوال سوف يحصد كل من شارك في زراعة الإرهاب ثماره، ولن تسلم بلد من جبروته ودمويته، فالذي يعتقد أنه بعيد عن رصاص الإرهاب فهو واهم.. ومن يعتقد أن إسقاط أوطان سيكون في صالحه فهو واهم أيضاً، بل ستدور الدوائر على الباغي.. وليعلم الجميع أن تدمير الأوطان لصالح بني صهيون لتبقى إسرائيل تغرد وحيدة خارج السرب، لن يحقق الأمن لا لإسرائيل ولا للعالم بأسره، بعد أن تتشرد الشعوب، ويسود الحقد والعنف، ويترعرع الإرهاب ويتغذى على جثث الضحايا..! *************************** ** كلمة ونص: الحوار الذي جمع بين توفيق عكاشة وخالد صلاح، ضل طريقه من قناة "موجة كوميدي" إلى "شاشة النهار"..!! [email protected]