الانتخابات.. تحية للأغلبية وكشفٌ لواقع المعارضة    وزيرة التضامن تتابع إجراءات تسليم الأطفال لأسر بديلة كافلة    استعدادات مكثفة لافتتاح «المتحف المصرى الكبير».. والحكومة: السبت المقبل إجازة رسمية    هيئة سلامة الغذاء تُكرّم 10 مصانع لدخولها القائمة البيضاء لتصدير التمور    خليل الحية: سنسلم إدارة غزة بما فيها الأمن.. وتوافقنا مع فتح على قوات أممية لمراقبة الهدنة    الحزن يسيطر على محمد صلاح بعد خسارة ليفربول الرابعة في البريميرليج.. صور    ترامب: أراقب إعادة حماس لجثث الرهائن خلال 48 ساعة    مدرب إيجل نوار: الأهلي كان قويا رغم الطرد    وزير الرياضة: سنساعد الزمالك وفقا للوائح والقوانين.. وقد نمنحه قطعة بديلة لأرض أكتوبر    أشرف صبحي: هدفنا الوصول لنهائي كأس أمم إفريقيا    الصحة: نقل مصابي حادث طريق "القاهرة - السويس" إلى مستشفيات بدر الجامعي والشروق    مصرع شاب وإصابة شقيقه فى حادث تصادم سيارة نقل بدارجة نارية بالمنوفية    مصرع شخص في حريق شقة سكنية بالعياط    صابر الرباعي وسوما يختتمان مهرجان الموسيقى العربية بحفل كامل العدد    تعرف على برجك اليوم 2025/10/26.. «الأسد»: لا تشتت نفسك بالانتقادات.. و«الجوزاء»: تحقق نتائج إيجابية بالصبر    العيش وخبازه    بعد الظهور في حفل "وطن السلام"، محمد سلام يعلن عن مسلسله الجديد    أكثروا من الألياف.. نصائح فعالة لعلاج شراهة تناول الطعام    السر في فيتامين B12.. أبرز أسباب الإرهاق المستمر والخمول    غادة عبد الرحيم تدعو وزارة التعليم لتبني حقيبة "سوبر مامي" لدعم أطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه    «افتحوا نوافذ السيارات».. تحذير عاجل بشأن حالة الطقس: 5 ساعات حرِجة    صلاح يسجل أمام برينتفورد وليفربول يخسر للمرة الرابعة تواليا في الدوري الإنجليزي    محمد عبد الجليل: قطاع الناشئين بالأهلى أكبر من وليد سليمان    أسعار الموز (بلدي و مستود) والتفاح بالأسواق اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025    عيار 21 الآن.. أسعار الذهب اليوم بعطلة الصاغة الأحد 26 أكتوبر 2025    أحمد الجنايني يغازل زوجته منة شلبي: بالنسبة للعالم نجمة.. وبالنسبة لي كل شيء (صور)    بنغازي تتلألأ بانطلاق المهرجان الثقافي الدولي للفنون والإبداع تحت شعار "من بنغازي... الإبداع يوحدنا والإعمار يجمعنا"    مفاجأة.. اعتذار الدكتور محمد ربيع ناصر مالك جامعة الدلتا عن الترشح بالقائمة الوطنية ممثلًا عن حزب الجبهة بالدقهلية    «الداخلية» تكشف ملابسات اعتداء قائد سيارة على سائق أجرة بمدينة نصر    معاينة حادث طريق السويس: تهشم كامل ل10 سيارات و«تريلا» السبب.. وضبط السائق المتورط    الهلال الأحمر الفلسطينى: أكثر من 15 ألف حالة مرضية بحاجة للعلاج خارج قطاع غزة    رئيس جامعة المنيا يشارك الاحتفالية العالمية «مصر وطن السلام» بمدينة الفنون بالعاصمة الإدارية    نجم الأهلي السابق: دفاع «الأحمر» يعاني.. وعمر كمال ينقصه الثقة    وزير الرياضة يتحدث عن إنجاز الكرة المغربية ويوجه رسالة لجماهير الزمالك بشأن أرض أكتوبر    عمرو أديب: مُهمة التدخل للبحث عن جثث الرهائن فى غزة تظهر قوة مصر وحكمتها    الطفل آدم وهدان: فخور بوقوفى أمام الرئيس ومحمد سلام شخص متواضع    انقلاب سيارة نقل محملة بالفحم على طريق حدائق أكتوبر    ترامب: لن ألتقي بوتين ما لم أتأكد من وجود اتفاق بشأن أوكرانيا    ترامب يؤكد استعداده لخفض الرسوم الجمركية على البرازيل فى ظل الظروف المناسبة    يوسف زيدان: قصة أبرهة الحبشي غير دقيقة.. واستخدام الفيل لهدم الكعبة تصور غير عملي    الأزهر للفتوى: الاعتداء على كبير السن قولًا أو فعلًا جريمة فى ميزان الدين والقيم    امتحانات أكتوبر.. تعليم القاهرة تشدد على الالتزام بالنماذج الامتحانية المعدة من قِبل الموجهين    الضفة.. إصابة 3 فلسطينيين بينهم طفلان برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي    بالصور.. محافظ الجيزة يشارك في افتتاح معرض الوادي الجديد الزراعي الثاني    6 صور ترصد تفاصيل حفل وطن السلام بحضور الرئيس السيسي    حبس تشكيل عصابي لقيامهم بأعمال حفر وتنقيب عن الآثار بالتبين    خالد الجندي: لو تدبرنا إعجاز القرآن لانشغلنا بالخير عن الخلاف    غدا..مؤتمر جماهيري للجبهة الوطنية بالبحيرة دعمًا لشعراوي وعماد الدين حسين في انتخابات النواب    جلسة خاصة بمؤتمر الإيمان والنظام تسلط الضوء على رجاء وثبات المسيحيين في الشرق الأوسط    وحدة «إذابة الجلطات المخية» بقصر العيني تحصد شهادتين دوليتين خلال مؤتمر برشلونة 2025    بث مباشر الأهلي وإيجل نوار اليوم في دوري أبطال إفريقيا    الصناعة: طرح 1128 قطعة أرض صناعية مرفقة بمساحة 6.2 مليون متر    مواقيت الصلاه اليوم السبت 25 أكتوبر 2025 في المنيا    فتح باب التقديم للأجانب بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم    مصر توقع على إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة السيبرانية    صحة كفر الشيخ: انطلاق أول أيام القافلة الطبية المجانية بقرية المنشلين بقلين    قلق عالمي.. الأمير هاري وميجان يدعوان إلى حظر الذكاء الاصطناعي الفائق    اليوم.. جورج إلومبي يتسلم رئاسة «افريكسم بنك» رسميا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبراء يؤكدون العالم يحارب أعراض الارهاب فقط وعلى قدرة العرب على مكافحته
نشر في المشهد يوم 16 - 12 - 2015

في الجلسة الرابعة من المنتدى الاستراتيجي العربي تستشرف المستقبل السياسي للعالم العربي
خبراء يؤكدون العالم يحارب أعراض الارهاب فقط وعلى قدرة العرب على مكافحته
الفيصل: العالم يحارب أعراض الإرهاب وليس مسبباته ودول المنطقة مطالبة بتنمية قدراتها النووية
سلامة: 2016 عام الانتصارات الممنوعة والصراعات المجمدة والعرب لديهم القدرة على محاربة الإرهاب

ناقشت جلسات المنتدى الاستراتيجي العربي افاق استشراف المستقبل السياسي للعالم العربي، واستضافت الجلسة الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية والبروفسور غسان سلامة أستاذ العلاقات الدولية في معهد العلوم السياسية في باريس.
وذكر الأمير تركي الفيصل بتعليق لوزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل والذي تطرق قبل وفاته إلى وضع العالم العربي ووصفه بأنه يشبه حالته الصحية، يحتاج إلى علاج في إشارة منه إلى تداعي هذا الوضع. وقال بأن هذا الوضع سيستمر في العام القادم ولكن لا يدعو ذلك للتشاؤم فالأمل كبير بشباب الأمة لأن ينهضوا بها وأن يتجنبوا ما ارتكبته الأجيال السابقة من أخطاء، فإن لم يكن لهم يد بتغيير الأوضاع فلمن تكون! فهم أصحاب المصلحة من أبناء وبناء الوطن في تحقيق ما نصبو إليه جميعاً.
وحول التغيرات السياسية قال تركي الفيصل أنها كبيرة ولا شك ومن أهمها التدخل الروسي والذي توقع أن يستمر في العام القادم. ولكن التساؤل هو هل التدخل في مصلحة سوريا؟ وقال صاحب السمو الملكي أنه رغم تأكيد المسؤولين في سوريا على ذلك، نرى أنه سيزيد تعقيد المشكلة ولا يسهم في حلها فالوضع سيستمر في تأزمه. وأبدى استغرابه من تقاعس العالم في وضع حد للإبادة التي يقوم بها بشار الأسد في سوريا، مؤكداً أنه لا بد من معاقبة المسؤولين عن هذه الجرائم وقال إن الجميع مسؤولون جزئياً عن تعرض الشعب السوري للبطش لعدم القدرة على مساعدة الشعب السوري حيث ستبقى سوريا للأسف مسرح دماء خلال عام 2016.
وتابع الفيصل قائلاً أن الإرهاب يشملنا جميعاً ودول العالم كلها مسؤولة عن وضع حد لهذا الأمر، ولكن الطريقة المتبعة في الغرب والآن في روسيا تتمثل بعلاج أعراض الإرهاب وليس مسبباته فمشكلة العراق وسوريا موجودة في العواصم نفسها وهو ما أدى لنشوء داعش وغيرها وتمركزها ونشرها لوبائها علينا كلنا. فالقصف الجوي لن ينهي الأزمة، وأتمنى أن نسعى في العام القادم لإصلاح الوضع في الدول المتداعية.
أما فيما يرتبط باليمن فقال الفيصل أن دول التحالف تقوم بواجبها تجاه إخوانها المظلومين في اليمن في وجه ما قامت به ميليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح من لصوصية في الاستيلاء على الدولة اليمينة وحقوق اليمنيين وتوقع أن تعمل عاصفة الحزم على إعادة الوضع إلى ما يجب أن يكون عليه.
وحول العراق قال الفيصل: العراق لا يزال يعاني من تبعات تصرفات القيادات المتتالية بعد الغزو الأمريكي الذي تسبب بتدمير البنية الأساسية للدولة وساهم فيما يشهده العراق من تفكك وتشرذم وحرب أهلية، وكذلك تصرفات حكومة المالكي التي استبعدت السنة العرب، وقال أن حكومة عبادي أعلنت برنامج لتصحيح الوضع ونرجو لها التوفيق، وعلى أرض الواقع فإن الشيء الإيجابي هو الهبة الشعبية ضد الحكومة وفي العام القادم سيكون أثرها واضحاً وستعيد مسار الحكومة العراقية كي تستوعب الجميع ليس فقط في مكافحة الإرهاب إنما في إنماء العراق ونرجو أن نسترجع العراق العربي الحر المسلم الذي يكون رصيداً لنا بدل أن يكون عبئاً.
وحول إيران والاتفاق النووي وتصرفات إيران، قال تركي الفيصل أن عام 2016 سيشهد تعنتاً أكثر من قبل إيران بدلا من التوافق مع جيرانها ودول العالم. وأكد أنه يختلف مع القول أن لا بديل للاتفاق النووي سوى الحرب فلو أن الدول الخمس زائد واحد التي فاوضت إيران شملت دول المنطقة في المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق يتبنى حظر أسلحة الدمار الشامل في المنطقة بأكملها لكانت البديل الأمثل واللبنة الأولى لاتفاقيات أكثر ثباتاً. وأكد الفيصل على ضرورة أن يتناول أي اتفاق مسألة نزع أسلحة الدمار الشامل في المنطقة.
وأكد الفيصل أنه يجب على المنطقة بناء قدراتها في المجال النووي كي تكون قادرة على مواجهة ما سيحصل عند انتهاء مدة الاتفاقية بعد عشر سنوات أو 15 سنة وإيران بالتأكيد تجهز نفسها لذلك، وقال: لا يجب أن نخاطر بالتغاضي عن سؤال ماذا ستفعل إيران بعد انتهاء مدة الاتفاقية ويجب أن نشرع بالتدريب والتعليم وتهيئة البنية الأساسية، كانت الإمارات سباقة في ذلك حيث شرعت ببناء المفاعلات النووية وتأهيل أبناء وطنها ويجب أن يكون لدينا القدرة البشرية للاعتماد على الذات لنكون جاهزين للمستقبل.
وتطرق إلى تكوين تحالف إسلامي جديد قائلاً: أحمد الله أنني عشت لأرى هذا اليوم الذي سيكون فيه مستقبل شبابنا وبناتنا محمياً في الدول الإسلامية وفي صدرها الأمة العربية وفي قلبها دول مجلس التعاون.
أما غسان سلامة فقال في مداخلته أنه لو توقفنا عن ما هو حاصل اليوم لشعرنا بمسحة من التفاؤل ففي هذه اللحظة من المفروض أن يكون هناك وقف لإطلاق النار في اليمن ويتوجه وفدا الحكومة والمعارضة للتفاوض ويفترض أن يكون كيري ولافروف يتحدثان عن إمكانية بدء التفاوض بين النظام والمعارضة في سوريا. ومن الممكن أن يتوجه الطرفان في ليبيا إلى توقيع على اتفاق يتم العمل عليه منذ سبعة يوم الخميس المقبل. أما في العراق فاللحظة الراهنة تسمح بمسحة من التفاؤل ذلك أن الطرف الكردي في سوريا تمكن من قطع الطريق بين الرقة والموصل والجيش العراقي استعاد جزء من الرمادي وتم تكوين تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب. وشدد سلامة على أن كلمة "مسحة" هي الكلمة الأساسية فليس التفاؤل كبيراً ولكنه موجود.
وقال سلامة أن السنة المقبلة ستتميز بواحدٍ من أربع عناصر حيث سيكون 2016 عام الانتصارات الممنوعة وعام النزاعات المجمدة وعام التسويات المزعجة وعام النزاعات المستجدة.
و أوضح سلامة أن هناك صعوبة وإلى حد ما استحالة بل ومنع للانتصارات العسكرية، فبالنظر إلى مناطق النزاعات نجد أن التفاؤل والتشاؤم بالانتصار لدى أطراف النزاع يختلف حتى من أسبوع لآخر. فمع تدخل روسيا تمكن النظام من السيطرة على عدد من المناطق بينما قبل أشهر كان النظام يعاني في سهل الغاب وإدلب. وقال سلامة هناك نوع من الاتفاق الضمني لمنع أي انتصار عسكري واضح في أي من هذه الساحات لذلك اختار عنوان عام الانتصارات الممنوعة.
وتابع سلامة أن 2016 قد يكون عام التسويات المزعجة إذ ليست هناك أي تسوية مثالية فكل الأطراف يجب أن تقدم تنازلات وكل عناصر التسويات التي نراها مزعجة ومقدماً مثالاً على التسويات قال سلامة اليوم نتذكر 20 عام على اتفاق دايتون في البوسنة والنتيجة أن البوسنة بعد عشرين عاماً لا تزال ضعيفة وتواجه العديد من المصاعب. وقال سلامة أن التسويات بطبيعتها ليست أفضل الحلول، قد تكون في ليبيا تسوية مزعجة للجميع بحيث لن يتمكن أي طرف من تثبيت شرعيته والاستحواذ على الحكومة ونفس الشي قد يحدث في سوريا أو العراق أو اليمن.
وتساءل سلامة كيف يمكن التحضير لهذه التسويات مجيباً بأن ذلك يتم بالقبول أن لا نصر عسكري متاح فيكون الخيار بين التسوية المزعجة والنزاعات المجمدة والتي هي النزاعات التي توقف فيه القتال دون الوصول إلى تسوية فهل الأفضل في اليمن أو سوريا نزاع مجمد مثل أوكرانيا أم تسويات مزعجة مثل البوسنة؟
وتابع سلامة أن العام المقبل قد يكون عام النزاعات المستجدة غير القائمة اليوم ولكن قد نراها، وبدأنا نرى نزاع منذ فترة بين تركيا وروسيا تمثل في إسقاط الطائرة الروسية والأحداث في بحر إيجه ومضيق البوسفور وغيرها. هذا النزاع يمكن أن يمتد إلى كردستان العراق وإلى الحدود بين أرمينيا وأذربيجان وقد يمتد إلى آسيا الوسطى وقال سلامة أن هذا نزاع مستجد لا أرى له حلا سريعاً وقد يستفحل قبل أن ينطفئ ولكن إمكانية حدوث حرب لا يريدها أحد نتيجة سلسلة من الأخطاء غير مستبعد. وأخيراً نرى أن هناك توتر متزايد في وادي النيل حول سد النهضة نتمنى أن يبقى اقتصاديا فقط ولا يتطور إلى أكثر من ذلك.

وتابع سلامة قائلاً إن العام القادم قد يكون عام عجز متزايد للمنظمات الإقليمية في لعب دور مفيد، فهناك تعثر في تأثير جامعة الدول العربية على الأحداث وهذا ينطبق على أوروبا حيث هناك صعوبات في التفاهم الأوروبي حول الإرهاب والنازحين وحتى في حلف شمال الأطلسي حيث لم يتضامن مع تركيا كما كان متوقعاً مع دولة عضو فيه.
وأضاف قائلاً أن العجز في عمل المنظمات الإقليمية قد يقابله زيادة في قدرة المنظمات الدولية حيث قد يكون للأمم المتحدة دور أكبر موضحاً أنه سيتم اختيار أمين جديد للمنظمة الدولية خلال العام القادم وهو ما يشكل مؤشراً على جدية الدول في العمل مع بعضها لحل النزاعات فإذا اختيرت شخصية عادية لن يكون هناك رغبة قوية لدى الدول في أن يلعب مجلس الأمن والمنظمة الدولية دوراً هاماً.
وحول مستقبل السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية بعد الانتخابات قال سلامة أن أوباما شكل بسياساته الانكفائية وسعيه لعدم التورط في الحروب بدل بدأها وعدم الاندفاع في التدخل لأن النتيجة كارثية كما حصل في العراق عند التدخل المباشر وفي ليبيا عند التدخل غير المباشر وعند عدم التدخل.
هناك من يرى هذه العقيدة أنها مع رحيل أوباما ستتحول إلى توجه تدخلي جديد وهناك رأي آخر يقول بتعمق هذا التيار الانكفائي في المجتمع الأمريكي.
وفي إجابة على سؤال حول الإرهاب والتحالفات الدولية ضده قال تركي الفيصل أنه يتمنى أن يكون لهذه التحالفات تنسيق في تحديد أسباب المرض وليس عوارض المرض فإن لم يكن هناك إصلاح في دمشق ستبقى داعش وغيرها وتجد مجال لاستقطاب المتطوعين من جميع أنحاء العالم، وإن لم يكن هناك علاج للوضع في طرابلس ستستمر ليبيا في أزماتها.
وقال أن هناك توجه إلى إدارة الأزمات بدل إنهائها أو حسمها والمثال الأكبر فلسطين الأزمة القائمة منذ أكثر من 70 عام ولا تزال قائمة بينما الحلول واضحة وهو حل الدولتين بالاتفاق على الحدود المشتركة ولكن ليس هناك إرادة سياسية فشخص مثل وزير خارجية أمريكا يقضي نصف وقته من أول سنتين في عمله في العمل على هذه القضية ويقوم بعشرات الرحلات إلى المنطقة دون نتيجة لأنه همه إدارة الموضوع بما يحفظ مصالح الإدارة الأمريكية وليس حسمه.
وينطبق ذات الوضع على سوريا حيث نرى أنه يفرض على الشعب السوري أن يتفاوض مع من يقتله وكل الاجتماعات تسعى لإجلاس وفود من المعارضة مع ممثلي الأسد للتفاوض على مستقبل لا يحدد مصير الأسد أو غيره. وتابع قائلاً أنه ليس هناك إرادة سياسية لحسم الأزمات، فالأزمات يجب أن تحسم ولا أن تدار. فعلاج الإرهاب لا بد من وجود حسم يشمل الذهاب إلى الإرهابيين في معاقلهم وتطهيرها وإن احتاج الامر التضحية بالنفس فنحن مستعدين لذلك وهو ما نقوم به في اليمن.
وحول ذات الموضوع قال غسان سلامة أن داعش ليست الخصم الأول لأي شخص يدعي أنه يحاربها، في معظم الأحيان هي الحجة التي تسمح للأطراف بالتدخل لمحاربة خصومها، فمنذ فتح قاعدة انجرليك فإن اقلية من الطلعات الجوية تستهدف داعش والباقي يستهدف حزب العمال الكردستان وفي حالة روسيا كانت قلة ضئيلة من الضربات موجهة ضد داعش والباقي ضد المعارضة في سهل الغاب وإدلب ومناطق ليس لداعش وجود فيها. أما النظام السوري فأقل من 10% من ضرباته موجهة ضد داعش.
وتابع غسان سلامة قائلاً أن كل العالم ضد داعش على الورق ولكن الكل يستخدمها للتدخل في سوريا والعراق لمحاربة خصومهم فهي ليست العدو الأول لأحد إنما العدو الثاني والثالث ولو نظرنا إلى التحالفات فإن تحالف أمريكا عمره سنة و3 اشهر وتحالف روسيا عمره بضعة شهور والتحالف الإسلامي الجديد عمره يوم وأكد أهمية التحالف الإسلامي وضرورته وضرورة إبراز جهود الدول الإسلامية وأضاف أن المسألة ليست في تعدد التحالفات إنما في وضع داعش في خانة العدو الأول.
وقال إن المعارك الحقيقية الأقوى مع داعش حصلت مع أكراد سوريا وذلك لأن وضعهم متميز حيث تدعمهم أمريكا وروسيا معاً وهو وضع استثنائي ولكن هناك حدود لقدرة انتشار العنصر الكردي في سوريا. وفي العراق كانت هناك مشكلة أخرى هي تفضيل حشد طائفي ضد داعش يقوي داعش على الجيش العراقي الوطني فطريقة المحاربة قد تزيد الخصم قوة.

وحول إمكانية مشاركة الدول العربية في عمليات برية قال تركي الفيصل أن المشاركة العربية الأرضية يمكن أن تتم بالتنسيق مع الآخرين مثل أمريكا أوروبا الدول العربية وتركيا وروسيا إن إرادت وهذا إن صدقت النوايا.
وأضاف الفيصل لدينا الرغبة والإصرار على محاربة داعش لأنها البذرة الفاسدة التي خرجت من قمقمنا فمسؤوليتنا محاربتها والقضاء عليها ونحن صادقون في ذلك وإن أتى الآخرون للعمل معنا فيما نحن مقتنعون به فلا تكون محاربة داعش بالقصف بالقنابل والصواريخ أيا كان نوعها بل يجب أن نعمل على الإبادة الفكرية وذكّر الفيصل بكلمة الملك عبدالله لشيوخ المملكة بضرورة محاربة فكر داعش ونرى هذه التوجهات في جهود السعودية وجهود الأزهر وجهود دولة الإمارات بمواجهة الفكر المتطرف ولكن إن لم يتم إصلاح دمشق وبغداد فكل العلاج ناقص فأكبر محفز لداعش تصرفات بشار الأسد والحشد الشعبي الطائفي وهي ما تنمو عليه داعش وتستفيد منه فلا علاج إلا في العواصم وبدلاً من إعطاء مسكنات للجرح يجب علاج الجرح.
واختتم غسان سلامة بالحديث عن استمرار الطابع الإقليمي للنزاعات في المنطقة والتساؤل حول هل ستعود القوى العالمية للتدخل من جديد فقال أن هناك فرق بين الرغبة والقدرة، فقد يكون لدى البعض رغبة ولكن القدرة محدودة، وقدم مثالاً عن الجيش البريطاني الذي لا يتجاوز قوامه مئة ألف عسكري أي ما يساوي ربع أحد جيوش المنطقة. فلا توجد لدى فرنسا أو بريطانيا قدرة على الدفع بجيوشها خاصة أن قسماً منها ينتشر في العمليات الدولية وعمليات الأمم المتحدة وحتى للعمليات الداخلية، وليس لديها القدرة على إرسال القوات.
وبالعكس في دول المنطقة الإقليمية هناك رغبة وقدرة فإيران هناك رغبة دون أي شك وهناك عقيدة تقول أنها محاصرة بأطراف معادية ولذلك يجب أن تكون في كل مكان وبالنسبة لها كلفة التدخل قليلة جداً. لذلك ليس هناك علاقة بين الإفراج عن الأموال الإيرانية ومستوى التدخل لأن الأمر لم يكن أساساً مكلفا لإيران فما عليها سوى أن تؤهل وتدرب البعض الذين سيعملون إلى جانبها.
أما في حالة تركيا فهناك أحزاب تريد الانسحاب من الساحة الشرق الأوسطية ولكنها توغلت في سوريا والعراق لدرجة أنها إن انسحبت سيكون ذلك انهزاماً، وفي اليمن، سيستمر التحالف إقليمي في تأثيره وسيستمر الاتجاه في أقلمة السياسية والأزمات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.