أثناء تواجدنا بمقر الشركة بمساكن شيراتون التي اطلقت مشروع " بينك تاكسي " , التقينا بعض سائقات " بينك تاكسي " لنتعرف منهن عن كيفية خوضهن تلك التجربة الجديدة والمثيرة علي الفتاة المصرية , ورأيهن فيما يتردد بشأن التشكيك في قدراتهن علي تحمل أعباء تلك المهنة الشاقة , وكذا ردهم علي الانتقادات التي وجهت إليهن من قبل سائقي التاكسي الرجال . - تقول رضوي محمد - 31 عاما : علمت بهذا المشروع من خلال إعلان على " فيس بوك " وتوقعت فى البداية أن الأمر يعد مجرد مزحة ولم أتصورأنه حقيقة ستطبق على أرض الواقع إلا عقب قيامى بالاتصال بالشركة وبالفعل تأكدت بنفسى من جدية المشروع وانطلاقه , الأمر الذى أسعدنى كثيرا لأننى أعشق السيارات بجنون منذ صغرى كما أعشق القيادة التى تعلمتها وكان عمرى حينها لم يتجاوز 13 عاما حتى أتقنتها وبات لدى خبرة طويلة فيها وهى الشئ الوحيد الذى لدى استعداد لممارسته على مدار 24 ساعة دون أدنى كلل أو ملل , ونظرا لشدة تعلقى بقيادة السيارات أشارك أصدقائى فى سباقات السيارات بشارع صلاح سالم , لذلك سارعت بالتقديم فى " بينك تاكسى " للعمل سائقة تاكسى والحمد لله تم قبولى والتحقت بالعمل وأمارسه بكل سعادة وحب , مشيرة إلى أنها تشعر بالتفاؤل بنجاح المشروع الذى يلقى كل الدعم من صاحبته والذى يهدف فى المقام الأول إلى تنشيط السياحة لكون الشركة القائمة عليه هى شركة سياحة , كما يهدف أيضا لمحاربة البطالة لدى المرأة والتحرش بالنساء فى المجتمع , وجميعها أهداف نبيلة نسعى لتحقيقها , وبشأن الاستعدادات والتدريبات المؤهلة لهن والتى سبقت نزولهن إلى العمل فى الشارع أضافت قائلة : لقد تلقيت وزميلاتى اللاتى تم قبولنا للعمل كسائقات تاكسى دورات تدريبية أهلتنا للعمل من بينها دورات فى الصيانة وكيفية التعامل مع السيارة فى حال تعرضها لعطل ما مفاجئ , كما تلقينا تدريبات سلوكية فى كيفية حماية أنفسنا وكذا حماية وتأمين العملاء . - وأبدت رابعة عبد الغنى - 35 عاما , سعادتها الغامرة بإلتحاقها بالعمل ضمن سائقات " بينك تاكسى " وخوضها تلك التجربة الشيقة , لافتة إلى أنها تمتلك سيارة وتجيد القيادة التى تعلمتها منذ كان عمرها 20 عاما ولاترى أن هناك فرقا فى أن تقود سيارتها الخاصة وأن تقود سيارة أجرة كما ترى أيضا أنه لا يوجد فرق بين الرجل والمرأة فكلاهما قادر على العمل فى شتى المجالات ومن بينها عملها كسائقة تاكسى , موضحة أنها نشأت فى إيطاليا وكانت ترى فتيات تعمل فى محطات وقود وأخريات تعمل فى ورش ميكانيكا سيارات , لذا تشعر بالحماس الشديد لخوضها تلك التجربة الجديدة مؤكدة أنها بمجرد ارتدائها زى العمل " البينك " تشعر بالحماس والفخر الشديدين وكذا بالتفاؤل بنجاح ذلك المشروع . - فيما أشارت داليا مصباح إلى أنها تمارس القيادة منذ 10 سنوات , مؤكدة أن هذا المشروع أكثر أمانا وحماية للمرأة , وأبدت تحمسها الشديد للفكرة لاسيما أنها أتت ونحن مازلنا نعانى من الظروف الأمنية غير المستقرة بالشكل التام , وترى أن عملها كسائقة تاكسى لا يضر برزق السائقين الرجال ولا يؤثر على دخولهم المالية كما يرددون بأن النساء تسعى لخطف رزقهم قائلة : " كل واحد بياخد رزقه والرزق مكتوب عند ربنا وغير صحيح أننا "هنقاسمهم وهنحاربهم فى أرزاقهم " , وبشأن رؤيتها للهجوم والاعتراضات التى تعرض لها المشروع , أوضحت أن أى مشروع فى بداياته أو أى فكرة جديدة تلاقى هجوما عنيفا وانتقادات عدة وتحديدا إذا كانت تتعلق بالمرأة لكوننا نعيش حتى الآن فى مجتمع ذكورى , ولكنها فى النهاية لاتلتفت لمثل تلك المهاترات والأقاويل الهدامة وتفضل التركيز فى عملها وإجادته على الوجه الأمثل , لافتة إلى أن مثل هذه الانتقادات تدفعها للأمام وتزيدها عزيمة وإصرارا على النجاح , وشددت على أنها غير ملزمة بتوضيح أوتبرير أى قرار اتخذته فى حياتها كقرارعملها سائقة تاكسى من خلال " بينك تاكسى " لكونها لها مطلق الحرية فى ذلك دون تدخلات من الآخرين . استطلاع رأى : حواء ترحب وسائق التاكسي يرفع راية الاعتراض .. لأن المشروع يقدم لخدمة النساء والعائلات فحسب , كان لابد من استطلاع رأى بعض الجمهور من النساء ومعرفة مدى تقبلهن لمشروع " بينك تاكسى" .. - تشيد "جودى محمد" - مهندسة ديكور , بالمشروع الجديد حيث يشكل بالنسبة لها نوعا من الأمان الذى افتقدته فى الشارع المصرى نظرا لغياب الأمن فى أعقاب قيام ثورة يناير , كما تراه أيضا بمثابة حماية للمرأة وأطفالها فى ظل انتشار حوادث الخطف والتحرش ضد المرأة مؤكدة سعادتها بمثل تلك المشروعات التى تخدم المرأة المصرية , وفى الوقت ذاته تطالب بضرورة توافر الدقة فى اختيار سائقات التاكسى لذلك المشروع حيث أن سوء اختيارهن أو عدم الدقة فى الاختيار يؤدى إلى ما لا يحمد عقباه كوقوع جرائم الخطف والسرقة فى حال كانت سائقة التاكسى تعانى من انعدام الضمير أو كان سلوكها غيرسوى . - فيما ترى آيات جمال - موظفة , أن ذلك المشروع يخدم طبقة بعينها أو فئة محددة وهى الطبقة الراقية والتى تمتلك معظمها سيارات فى الأساس , فى حين أن المرأة الكادحة التى تنتمى للطبقات المتوسطة أوالفقيرة هى الأكثر احتياجا لتلك الوسيلة من المواصلات ولكنها بالطبع لن تستطيع استخدامها لارتفاع ثمنها , وتطالب الدولة بالتدخل لتعميم تلك الفكرة على نطاق أوسع فى وسائل النقل العامة على غرار العربات المحصصة للسيدات فى مترو الأنفاق . - أما نيفين مصطفى - محاسبة , فأبدت إعجابها بفكرة المشروع ولكنها فى الوقت ذاته أعربت عن تخوفها من عدم قدرته على الاستمرارية وتحقيقه الأهداف المستهدفة والمرجوة منه , كتعرض الفتاة قائدة السيارة لأى صعوبات أو أخطار على الطريق تعجز عن مواجهتها كحدوث أعطال مفاجئة بسيارتها , أوعدم إلمامها أودرايتها بمختلف شوارع القاهرة , ولاسيما أن المجتمع ينظر للمرأة على أنها ليست قائدة ماهرة ولا يعترف بها حتى وإن وجدت فتيات عدة ماهرات بالفعل فى القيادة فنظرته فى المرأة القائدة لا تتغير . رفض ذكورى - يقول ياسر خلف 37 عاما : أنه يعمل بتلك المهنة منذ ما يقرب من 12 سنة , تعرض خلالها لأصعب المواقف التى لا تنسى والتقى خلالها بمختلف فئات ونماذج البشر , ويؤكد أن مهنة سائق التاكسى شاقة لا يقوى عليها إلا الرجال أما " الستات فما تنفعش فى الشغلانة دى وبعدين كفاية خراب هما كمان جايين يقاسمونا فى رزقنا " , ويلقى باللوم على الرجل الذى يوافق على عمل ابنته أو شقيقته أو زوجته بهذا المشروع واصفا إياه بأنه بذلك يضحى بها لأنها ستتعرض لا محالة للمخاطر فى الشارع وإن لم تتعرض إليها على الأقل ستتعرض لمضايقات ومعاكسات غير محترمة ومرفوضة . - فيما أبدى سيد عبد الغنى - 45 عاما هو الآخر اعتراضه على فكرة " بينك تاكسى " , قائلا : "الفكرة دى مش هتنجح" أنا كرجل أعمل سائق تاكسى منذ 20 عاما تعرضت من خلال عملى لثلاث محاولات اختطاف عقب ثورة يناير فما بالنا بفتاة أو سيدة تقود سيارة أجرة فى ظل الأوضاع الأمنية غير المستقرة , كما أن المرأة بطبعها كائن ضعيف لن تستطع مواجهة المخاطر بمفردها , أضاف : " هى الستات ما سابتش مهنة الا واشتغلتها مش ناقص غير سواقة الأجرة عشان يحاربونا فى أكل عيشنا ده حتى الستات هى سبب أغلب الحوادث " . - أما عماد عبد الخالق – 39 عاما , فأكد أنه لايرفض المشروع من حيث فكرته لكن لابد أن يكون هناك تدقيق منذ البداية فى اختيار السائقات ومنحهن التدريب والتأهيل اللازم قبل ممارسة عملهن لأن الضرر لن يقع عليهن فحسب بل سيقع أيضا على الركاب , لافتا إلى أن" الأرزاق بيد الله وهو مقسم الأرزاق ولا يمكن لأحد أن يأخذ أو يستولى على رزق غيره " .