مازالت قصص سبايا وضحايا داعش من النساء الايزيديات واحدة من القصص التي تثير حماس الصحافة الاجنبية الي نشر المزيد من تفاصيلها القاتمة التي يتصور قارئها انها قصص اقرب للخيال لا يمكن تصديقها بشكل كامل، وتتنافس الصحف جاهدة في تصوير الضحايا والكشف عن هويتهم للقراء، حتي يصدقون حقيقة تلك القصص ولا يعتقدون انها مجرد قصص وهمية من وحي الخيال. تصدرت صور وقصص نساء وضحايا جدد من الايزيديات الصحف العالمية الاسبوع الماضى لتستعيد ضحايا جرائم داعش ولكن بصورهن الحقيقية وصور ابنائهن وهن يحاولن اخفائها قليلا بسبب خجلهن من كشف وجوههن بشكل كامل امام الكاميرات، ويأتى هذا التحقيق ضمن سلسلة من التقارير التى تتناول قصص سبايا او اسرى داعش من الايزيديات، حيث رصدت المنظمات الحقوقية بيع العشرات منهن فى دير الزور بسوريا ويتم بيعهن بمبالغ تتراوح ما بين 500 وألفين دولار وتجهل تلك المنظمات مصير الاطفال المختطفين وعدد كبير من الشباب والرجال خلال هجوم التنظيم على منطقة جبل سنجار شمالى العراق، ودعت تلك القصص عدد من الحكومات الغربية ومنها الحكومة البريطانية التى دعت المجتمع الدولى الى التحرك لمواجهة الاستغلال وعمليات البيع والعنف الجنسى الذى تتعرض له النساء من قبل التنظيم وتقديم المساعدات العاجلة لضحايا حالات العنف. تناول التقرير الأخير قصة امرأتين من اليزيديات تم خطفهن وبيعهن بعد مداهمة منازلهما فى العراق ويحاولن وصف مشاهد من العنف والقسوة التى تعرضتا لها على يد التنظيم حيث تم اعتبارهن عبيد ويمكن استغلالهن فى اى نزوات او علاقات خاصة، المرأة الاولى عمرها 19 سنة وتحمل طفل رضيع وتؤكد ان كانت اسيرة الشخص الذى قام بشرائها من مقاتلى داعش، ليحلل لنفسه اغتصابها طوال الوقت وضرب طفلها الذى يعد السبب الوحيد فى حياتها الذى يمنعها من الانتحار وكشفت عن رحلتها بين التنظيم الاجرامى حيث تعرضت للإغتصاب من عناصر التنظيم لتؤكد انها شاهدت بنفسها اغتصاب سيدات مسنات وفتيات صغيرات. والحالة الثانية التى عرضتها الجريدة كشفت فيها عن قصة امرأة عمرها 25 سنة تعرضت للبيع اكثر من مرة لسلسلة من المتطرفين وتعرضت لحالات عنف عديدة حيث تم تقييدها فى السرير وتخديرها بالمورفين حتى تظل صامتة ولا تصرخ كما تعرضت لضرب مبرح جعلها لا تستطيع المشى شهرين كاملين، وانضمت لهن فتاة ثالثة تدعى "ريحان" وعمرها 19 سنة، كشفت الاسيرات اليزيديات عن الواقع البشع الذى يعشن فيه كسجينات للتنظيم الى ان نجحن فى الهرب واكدت ريحان انها اضطرت الى الموافقة على اغتصابها حتى لا يعاقبها محتجزها بضرب ابنها وعمرها عام واحد فقط فإستجابت تماما لقدرها الى ان وهنت صحتها وكانت تحاول البقاء حية من اجل طفلها فقط. اما عن كيفية تعرضهن للإختطاف فأكدت ريحان انها فوجئت بحوالى 30 سيارة يرفع عليها اعلام داعش تقترب من منازلهم فى شمال العراق وتم اقتيادهن الى بلدة تلعفر ليتم مرحلة فصل النساء والاطفال عن الرجال ثم يتم عرض النساء للبيع حيث عرضت حوالى 200 سيدة فى المزاد العلنى ويتم تجريدهن من ملابسهن وتزداد اسعار الفتيات الجميلات او اللواتى لم يسبق لهن الزواج من قبل. وتكشف ريحان عن رحلتها بين مقاتلى داعش وذلك قبل بيعها الى رجل ليبى يعيش فى الرقة التى يعتبرها التنظيم عاصمة له فى سوريا وعاشت 20 يوم فى المنزل مع سيدتين ايزيديتين وانضمت اليهن ام كبيرة فى السن وابنتها عمرها 5 سنوات، لتشهد بنفسها جريمة اغتصاب ام وابنتها على يد نفس الشخص، ونجحت ريحان فى الهرب والتوجه الى رجل سورى قام بمساعدتها واختفت عنده ليال عديدة ليساعدها فى الهرب مقابل دفع 15 الف دولار، ونجحت فى الحصول على المال من والدتها التى راسلتها لتنجح فى الهرب عبر الحدود السورية العراقية وقابلت والدتها وانتقلت للعيش معها فى "دوهوك" فى احد مخيمات اللاجئين التى تعج بمئات الحالات الانسانية ولا تعلم ريحان وغيرها من سبايا داعش مصير ازواجهن او رجال عائلتهن او آبائهن واشقائهن ويعتقدن انهم تعرضوا للقتل فى الحال. وتؤكد الاسيرة الثانية "بارفو" وعمرها 25 سنة، ان جرائم العنف ضد اليزيديات لا تقتصر على الرجال العرب فى داعش ولكنها رأت عناصر التنظيم من الرجال الاجانب يقومون بإغتصاب النساء وتعذيبهن وكأنها معتقدات يؤمنوا بها وتم اقتياد بارفو الى الموصل العراقية وبيعت الى رجل عمره 30 سنة اعتاد ضربها والاعتداء عليها يوميا لمدة شهرين متواصلين، واثناء وجودها فى الموصل تم بيعها لأكثر من 4 مقاتلين ليتم اعتبارهن عبيد للنزوات والعلاقات الخاصة، وفى احدى المرات قاومت بارفو محاولة الاعتداء عليها ليتم القائها فى سجن تحت الارض 10 ايام متواصلة ولم تستطع رؤية اى شئ، وتمكنت هى الاخرى من الهرب عن طريق رجل سورى اشفق عليها هى وفتاتين اخرتين وقام بتهريبهما عبر الحدود وتؤكد ان باقى افراد عائلتها وشقيقتيها الصغيرتين مازلتا مختطفتين ضمن افراد التنظيم . وكشفت منظمة العفو الدولية عن تعرض حياة مئات او آلاف الحالات من فتيات ونساء الطائفة اليزيدية، وهى طائفة عرقية كردية قديمة، للخطف والقتل والاغتصاب من قبل عناصر تنظيم داعش، ويتم إجبار آلاف النساء على الزواج أو تقديمهم كهدايا لعناصر التنظيم او عبيد لممارسة الاعمال الشاقة وبعضهن يقدمن على الانتحار.