كشفت منظمة العفو الدولية "أمنستي" عما وصفتها ب"فظائع الاستعباد الجنسي"، التي تتعرض لها المئات من النساء والفتيات الأيزيديات على أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي يسيطر على مناطق واسعة في شمال العراق وسوريا. وأورد التقرير، الذي أصدرته المنظمة الثلاثاء، وتلقت CNN بالعربية نسخة منه، شهادات لعدد من الضحايا الذين أكدن تعرضهن ل"انتهاكات جنسية" من قبل مسلحي التنظيم "المتشدد"، المعروف باسم "داعش"، مما دفع عدداً من نساء الأقلية الدينية في العراق، إلى الإقدام على الانتحار. يلقي التقرير الضوء على ما اعتبرها "فظائع الاستغلال الجنسي التي تعرضت لها مئات، بل وربما الآلاف من النساء والفتيات الأيزيديات، بعد سبيهن وبيعهن أو إهدائهن لمسلحي داعش أو مؤيدي التنظيم، وإجبارهن على الزواج بهم قسراً"، لافتاً إلى أن كان يتم أيضاً "إجبارهن على اعتناق الإسلام."
ونقل التقرير عن كبيرة مستشاري الأزمات بالمنظمة، دوناتيلا روفيرا، قولها إن "المئات من النساء والفتيات الأيزيديات تحطمت حياتهن بسبب فظائع العنف والاستعباد الجنسي، أثناء احتجازهن لدى تنظيم الدولة الإسلامية"، وتحدثت روفيرا مع أكثر من 40 سيدة وفتاة كن محتجزات في السابق لدى التنظيم. وتابعت مسؤولة "أمنستي" بقولها إن "العديد ممن وقعن ضحايا عمليات الاستعباد الجنسي هن في واقع الأمر من الأطفال، تتراوح أعمارهن بين 14 و15 عاماً، بل وحتى أصغر من ذلك"، وأضافت أن "مسلحي داعش يستخدمون الاغتصاب كسلاح"، واصفةً الأمر بأنه يُعد "جريمة حرب وجرائم ضد الإنسانية." ووفق التقرير، فقد قام مسلحو داعش باحتجاز آلاف النساء ممن يعتنقون الديانة "الأيزيدية"، عندما سيطروا على منطقة "سنجار"، شمال غربي العراق، في أغسطسالماضي، فيما أشارت تقارير آنذاك، إلى أن التنظيم قام بعمليات "إعدام جماعي" شملت المئات من الذكور من أبناء تلك الأقلية الدينية. وأورد تقرير منظمة العفو الدولية شهادات لفتيات تحدثن عن "انتحار" شابة في التاسعة عشرة من عمرها، على الانتحار، خوفاً من تعرضها للاغتصاب، وبحسب شقيقتها وفتيات أخريات، فقد أقدمت الشابة وتُدعى "جيلان"، على الانتحار عن طريق قطع معصم يدها، وشنق نفسها. كما ذكرت فتاة أخرى، تُدعى "وفا"، وتبلغ من العمر 27 عاماً، أنها حاولت الانتحار مع شقيقتها، أثناء احتجازهما لدى مسلحي داعش، خوفاً من أن يتم تزويجهن قسراً، فيما أشارت "رندة"، 16 عاماً، إلى أنها تعرضت للاغتصاب من قبل رجل يكبرها بضعف عمرها مرتين.