حقا " إذا عرف السبب بطل العجب" هذا المثل الشعبي ينطبق تمامًا علي هذه الجريمة التى كانت حديث أهالي الخليفة بسبب قيام عاطل بقتل صديقه عندما رفض أن يعطيه 3 جنيه، وقال المتهم أمام ضباط المباحث بأنه طلب من صديقه 3 جنيه وعندما رفض تظاهر أمامه بأنه سامحه ثم تربص له وقام بقتله، المثير للشفقة في هذه الجريمة أن المتهم قام بشراء سكين بسبعة جنيهات ليقتل أعز أصدقائه أمام مسجد السيدة نفيسة، ما هي حكايته؟! وكيف نجحت المباحث في القبض على القاتل في أقل من 24 ساعة؟! هذا ما سنجيب عليه من خلال السطور القادمة.............................................. 3 جنيه! عطيه شاب في منتصف العقد الثالث من العمر، من أسرة بسيطة بمركز العياط بالجيزة، بدأت مأساته منذ عامين عندما انفصل والديه وأصبح وحيدأ في الحياة الأب كان يقضى معظم الوقت خارج المنزل وترك أولاده ومنذ ذلك اليوم ولم يدر ماذا يفعل لدرجة أنه كان يطلب بعض الأموال من والده ولكنه كان يسبه ويطرده أكثر من مرة خارج المنزل.. لديه أخت تبلغ من العمر 10 سنوات كانت كل شيء بالنسبة له.. فشل كثيرًا في البحث عن فرصة عمل أو وظيفة تكون قريبة من مسكنه وعندما أسودت الدنيا في وجهه نزل عطية إلى ميدان السيدة نفيسة وبدأ يتسول بين المواطنين وجمع أموال ليست قليلة.. استمر على ذلك بضعة أشهر وتعرف على شاب متسول مثله يدعى أحمد نشأت بينهما علاقة صداقة وكانا يقضيان معظم الوقت سويًا.. كان عطية يحب صديقه كثيرًا وعندما كان يتعرض أحمد لأي موقف أو ضائقة مالية كان يسرع ويقدم له يد العون، الكل كان يتحدثان عن علاقتهما القوية.. حتى بدأ يدخل بينهما الشيطان ونشأت بينهما خلافات كادت أن تنهى علاقتهما.. وبالرغم من ذلك إلا أن عطية كان متمسك لآخر لحظة بصديقه.. وفي يوم ما لم يجد عطية معه أي أموال وكان يريد شراء بعض المأكولات وذهب إلى صديقه أحمد وطلب منه أن يعطيه 3 جنيه إلا أن أحمد نهره ورفض أن يعطيه الفلوس.. ترك عطيه صديقه متظاهرًا بأنه سامحه وذهب لشراء سكين بسبعة جنيهات ثم عاد في اليوم التالي إلى صديقه في وقت متأخر وسدد له عدة طعنات ولم يتركه إلا جثة هامدة، ثم فر هارباً معتقداً بأنه بعيداً عن مستوى الشبهات. جثة! بدأت الواقعة عندما تلقى العميد عبد الله البمبي مأمور قسم الخليفة بلاغًا من الأهالي يفيد بالعثور على جثة شاب يدعى أحمد 34 سنة بميدان السيدة نفيسة بدائرة القسم، وبالانتقال والفحص بمعرفة المقدم أحمد يسري رئيس المباحث ومعاونه الرائد أشرف سيف تبين أن المجني عليه مصاب بعدة طعنات بالبطن وأماكن متفرقة من الجسد. وبإخطار اللواء أسامة بدير مدير أمن القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث ضم اللواء خالد يحيى مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة واللوائين عصام سعد وهشام العراقي نائبي المدير واللواء محمد توفيق مدير إدارة البحث الجنائي والعميد أحمد عبد العزيز مفتش المباحث والعقيد أشرف عبد العزيز وكيل فرقة مباحث الجنوب لكشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه، ودلت التحريات إلى أن وراء ارتكاب الواقعة عطية عاطل ومقيم بالعياط وعقب تقنين الإجراءات وبعمل العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة تم ضبط المتهم وبحوزته سلاح الجريمة وبمواجهته اعترف بارتكاب الحادث. تم تحرير المحضر اللازم، وأمر المستشار أحمد الأحمدي مدير نيابة الخليفة وبإشراف المستشار طارق أبو زيد المحامى العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق وتشريح جثة المجني عليه لمعرفة أسباب الوفاة واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة. أخبار الحوادث ألتقت بالمتهم أمام سرايا النيابة وتحدثنا معه في البداية وقف شارد الذهن ينظر إلى جميع من حوله غير مصدق بأنه قتل أعز أصحابه وقال لنا يا بيه انا معرفش عملت كده ازاى ده كان أكتر من أخ ليا مش قادر اصدق لحد النهاردة إنى قتلته بإيدي دى، كنت بحبه جدا ولكن جه يوم طلبت منه يعطينى 3 جنيه ولكنه رفض بالرغم إنى كان خيره عليا ولما كان بيمر بأي مشكلة كنت بجرى عليه واساعده بسرعة، ولما رفض يعطيني ال3 جنيه الشيطان وسوس في أذنى بأنى لازم أخلص عليه وفعلا روحت اشتريت سكين بسبعة جنيهات وسدد له عدة طعنات بميدان السيدة نفيسة لحد ما وقع على الأرض جثة هامدة وبعدين هربت من المنطقة لحد ما المباحث ألقت القبض عليا، يتنهد المتهم ثم يواصل حديثه انا كل اللى بطلبه إن صاحبي يسامحنى ويعرف إن الشيطان هو اللى دخل بينا وخلانى اعم فيه كده.