الجريمة تقع في لحظة يغيب فيها العقل ويحلق الشيطان فوق الرؤوس هذه الجريمة وقعت بين صديقين كان كل منهما يعشق الآخر ولديه استعداد ان يفديه بروحه.. قتل مصطفي صديق عمره توءم روحه والسبب من اغرب واتفه ما يمكن.. التفاصيل أكثر اثارة فى السطور القادمة .......... أحمد السيد طالب بالمعهد العالي للكمبيوتر يبلغ من العمر "20 عاما" يعيش مع أسرته بالمطرية بعد أن توفى والده .. أصبح العبء ثقيلا على أحمد فهو المسئول عن إعالة أسرته لدرجة أنه فكر أكثر من مرة في ترك المعهد والتفرغ للعمل حتى يلبي احتياجات شقيقيه عمر وخالد خصوصاً أن والده أوصاه قبل أن يرحل الى العالم الآخر بأن يساعدهما فى اكمال دراستهما حتى يحصلا على شهادة مرموقة.. ظل يعمل أحمد ليلاً ونهاراً لكي يوفر لقمة العيش لأسرته.. يذهب الى المعهد فى الصباح وبعد الظهر يتجه الى مصنع البسطرمة الذى يعمل فيه كمدرب لكلاب الحراسة.. تعرف أحمد على مصطفى حتى أصبح من أعز أصدقائه يقضي معه معظم الوقت ويشكو له همومه وأعباء الحياة التى زادت فوق كاهله.. وفى أحد الأيام أثناء تواجدهما داخل المصنع كان أحمد يدرب الكلاب وفجأة وجد صديقه مصطفى يطلب منه أن يأخذ أحد الكلاب ليقوم بتدريبه .. رفض أحمد وأخبر صديقه بأن تدريب الكلاب أمر شاق يحتاج الى شخص محترف .. شعر مصطفى بأن أحمد يسخر منه ولاحظ فى كلامه عبارت إستهزاء وبسرعة البرق تدخل ابليس وأشعل الموقف بينهما حتى أمسك أحمد بسكين وطعن صديقه عدة طعنات فى أماكن متفرقة من جسده حتى لفظ أنفاسه الأخيرة .. وقف أحمد فى حالة ذهول .. القى السكين على الأرض ثم نام بجوار جثة صديقه يطلب منه أن يسامحه ولكن روحه كانت قد فاضت الى بارئها وبعد مرور نصف ساعة اسرع أحمد الى منزله وهو يرتجف من شدة الخوف.. طرق الباب حتى فتحت له والدته.. ارتمى فى حضنها وهو يبكي ويصرخ قائلاً "قتلت مصطفى صاحبي!" طلبت الأم من ابنها أن يهدأ ويقص عليها ما حدث فأخبرها بأنه تشاجر مع صديقه مصطفى وفى ساعة شيطان مزق جسده بالسكين حتى فارق الحياة.. شعرت الأم بالخوف على ابنها وامرته بألا يخرج من المنزل لحين انتهاء التحقيقات فى هذه الجريمة. علي الجانب الآخر تلقى المقدم وائل متولى رئيس مباحث المطرية بلاغاً من عمال مصنع بسطرمة يفيد باكتشافهم جثة عامل يدعى مصطفى ملقى على الأرض وبه طعنات فى أماكن متفرقة من الجسد .. على الفور تم إخطار اللواء أسامة الصغير مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة الذى أمر بسرعة تشكيل فريق بحث تحت اشراف اللواء جمال عبد العال مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة والعميد عصام سعد مدير المباحث الجنائية والعميد سامى لطفى نائب المدير لكشف غموض الحادث ودلت تحريات الرائد محمد عصر معاون المباحث ان وراء ارتكاب الواقعة أحمد السيد "20 سنة" طالب بالمعهد العالى للكمبيوتر وأنه تشاجر مع المجنى عليه بسبب التنافس على تدريب أحد كلاب الحراسة حتى امسك بسكين وطعن زميله عدة طعنات حتى سقط وسط بركة من الدماء. وتم عمل العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة وتمكن المقدم وائل متولى رئيس المباحث والرائد محمد عصر معاون المباحث من القبض على المتهم وبمواجهته بما اسفرت عنه التحريات انهار واعترف بارتكابه الواقعة.. تم تحرير المحضر اللازم وإحالة المتهم الى النيابة التى امرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق مع مراعاة التجديد له فى الميعاد .. أخبار الحوادث التقت بالمتهم أمام سراي النيابة واجرينا معه هذا الحوار.. فى البداية وقف شارد الذهن ينظر الى سقف الطرقة وقال : اسمي أحمد السيد ابلغ من العمر عشرين عاماً .. توفى والدي منذ خمس سنوات.. اصبحت عائلاً لأسرتي كنت اذهب يومياً الى المعهد وبعد الظهر اتوجه الى عملى داخل مصنع للبسطرمة حيث اقوم بتدريب كلاب الحراسة.. تعرفت فى يوم من الأيام على زميلى مصطفى الذى كنت اشكو له همومى .. أشعر بالراحة والطمأنينة وانا اتحدث معه.. كان يحبنى لدرجة أنه كان يفضلنى فى بعض الأشياء على شقيقه سمير.. توطدت العلاقات بيننا وكنا نجلس معظم الوقت سويا داخل المصنع كان شخص بشوش ..الإبتسامة لا تفارق وجهه ..الشيء الوحيد الذى كان يضايقه العائد المادى الضئيل الذى كان يتقاضاه من المصنع.. يصمت المتهم قليلا ثم يعاود حديثه مرة أخرى فى أحد الأيام كنا متواجدين بمفردنا داخل المصنع اقوم بتدريب الكلاب التى اعشقها حتى وجدت مصطفى يطلب منى أن يقوم بتدريب أحد الكلاب.. رفضت وأخبرته بأنه لا يفهم طبيعة عملي.. وفى ساعة شيطان نشبت بيننا مشادة كلامية تطورت الى مشاجرة قمت على إثرها بطعنه عدة طعنات بالصدر حتى سقط غارقاً فى دمائه ثم بعد ذلك نمت بجوار الجثة وطلبت منه أن يسامحنى ولكن بعد مرور نصف ساعة شعرت بالخوف والرعب نتيجة الجريمة التى ارتكبتها والسجن الذى ينتظرنى ولذلك اسرعت الى منزلى واختبأت فيه حتى أكون بعيداً عن أعين رجال المباحث. وفى نهاية حديثنا مع المتهم قال منه لله الشيطان الذى جعلنى اقتل أعز أصدقائي.