من المستفيد من أحداث ماسبيرو؟ من المستفيد من الوقيعة بين الأقباط والجيش أو بين الأقباط والمسلمين؟ من المستفيد من احراق مصر وادخالها في دوامة الحرب الأهلية والفتنة الطائفية المقيتة؟ اجابة واحدة علي كل هذه الأسئلة: نظام مبارك.
غادر مبارك الحكم.. ولكن نظامه مازال متغلغلا في كل مناحي حياتنا.. في المصالح الحكومية في الاعلام في الوزارات في المحليات في رغيف العيش الذي نأكله كل يوم. نظام مبارك مازال موجودا في كل مكان.. في قلوب البعض منا سواء الفاسدين أو الذين لا يعلمون وهم كثر. هذا النظام هو المستفيد الوحيد من كل ما يجري الآن علي أرض مصر وآخرها أزمة ماسبيرو.
ما جري في مظاهرات الأقباط عند ماسبيرو يؤكد لنا أن نظام مبارك مازال يتحكم في أمور البلاد ويسعي الي خرابها بكل قوته. وما حدث - بناء علي رواية شهود عيان - كالتالي: مسيرة تضم عددا من الأقباط الغاضبين يتوجهون من شبرا الي ماسبيرو لاعلان احتجاجهم علي أحداث كنيسة الماريناب في أسوان.. وفي روض الفرج استقبلهم بعض البلطجية المعروفين بإلقاء الطوب عليهم وحاول الجيش التفريق بين الجانبين.. وهرب أعضاء المسيرة الي ماسبيرو وتجمعوا هناك أمام مدرعات الجيش ثم فوجيء الجميع ببعض المندسين من فلول نظام مبارك يطلقون النار ويحرقون مدرعات الشرطة العسكرية بل ويقتلون الجنود لاشعال نيران لا تنتهي. ويرد الجيش وتنطلق المدرعات تفض المظاهرة ويسقط عشرات الأقباط قتلي الفتنة التي أحدثها نظام مبارك في لحظات.. ومع الغضب المشتعل في القلوب تنفلت العقول من عقالها.
25 قتيلا قبطيا.. وثلاثة جنود سقطوا صرعي الفتنة بالاضافة الي مئات المصابين من الجانبين.. هكذا كانت حصيلة الأزمة. ثم يخرج علينا د.عصام شرف ببيان هزيل لا يسمن ولا يغني.. ويجتمع قادة الطوائف السياسية والدينية.. ولا قرار يشفي غليل الناس. هذا الضعف في الحكومة هو ما سيؤدي ببلادنا الي كارثة محققة. لابد من حل جذري لمشكلة الأقباط في مصر. فلا يعقل أن يتعرض اخواننا الأقباط كل يوم الي حادث حرق كنيسة أو هدم دور عبادة وينتهي الأمر بالصلح وعناق مزيف. الأقباط لهم مشاكل ولابد من حلها هكذا يأمرنا الاسلام ولا يأمرنا باتباع مشايخ التعصب والجهل والردة 14 قرنا من الزمان.
ان مصر تستصرخ كل عاقل.. وكل مسلم حق ومسيحي حق أن يحذروا ذئاب نظام مبارك الفاسد.. وأن يفوتوا الفرصة عليهم. الشعب المصري يطالب حكومته بالقضاء علي البلطجية المعروفين بالاسم لأجهزة الأمن لا بالقضاء علي الثوار. الشعب المصري يطالب اعلامه بتوخي الحذر والدقة وعدم سكب الزيت علي النار فالتغطية الاعلامية الرسمية كانت كارثة أكبر من كارثة أزمة ماسبيرو وتدل علي أن نظام مبارك الفاسد مازال يجلس في مكانه في كل وسائل الاعلام المصرية. الأقباط لهم حقوق.. واجهوا الأمر بشجاعة. فالأحضان والقبلات المزيفة ستؤدي بمصر الي كارثة.. وسيندم الجميع.