لاتزال العقول خاوية، ولايزال الطمع يلعب على وتر الثراء لدى بعض الفئات، وطالما الجهل و الطمع لايزالان مزروعان فى العقول ويتم التلاعب عليهما، فسوف نشاهد عمليات نصب كثيرة ضحاياها من عوام وفقراء الشعب المصرى الذي يجرى وراء المال وحلم تحقيق الأمنية ولو كانت غير صحيحة ويشوبها التعكير ولكن هم يبحثون على ىخر ورقة حتى لايندمون، دجال ينصب على المواطنين فى القاهرة ويستولى على أموالهم بحجة تزوج العوانس وشفاء المرضى وتحقيق حلم الثراء حتى يقع الضحية فى الفخ ويكتشف انه ضحية نصاب، هنا يهرب المتهم وكانه فص ملح وذاب، لتبدأ رحلة البحث عنه الى ان تم القبض عليه واحيل الى النيابة التى أمرت بحبسه، والتفاصيل فى السطور التالية. جاء من بلاده حاملا فى جعبته العديد من المواهب غير المشروعة للنصب حتى يتمكن من تجميع ثروة مالية طائلة فى أقصر ممكن حتى يعود إلى بلاده ويضع نفسه ضمن الأثرياء، اسمه يحيى عبد السلام يحيى.. فى بداية العقد الخامس، حينما جاء من بلاده سحرته عروس البحر المتوسط فاستأجر شقة بها حتى يتمكن بعد ذلك التحرك إلى باقى محافظات مصر، ومثله مثل أى نصاب لعب على حوائج البشر.. فهناك من البشر يريد الثراء، وآخرون يريدون الأولاد والإنجاب، والبعض يريد العريس أو العروس، أخذ يدرس يحيى الشهير ب" سراج الروحانى" عقلية الشعب المصري وخريطة البلد حتى يتمكن من التحرك بسهولة.. كما عرف جيدا عادات وتقاليد كل محافظة ومعالمها.. حتى عندما ينزل إلى المكان إلى أحد الزبائن او الضحية يكون على علم بكل شيء دون ان يخطأ.. هكذا نزل يحيى الى مصر حتى يسلك أسهل الطرق من النصب واللعب على عقول البشر.. هو يعرف جيدا ان معظم المصريين طيبين ويسيرون خلف أى شيء لتحقيق أملهم الذي يريدون تحقيقه. حكاية مريبة لم تكن بداية طريق النصب عادية لكنه أنشأ لنفسه صفحة على موقع التواصل الاجتماعى والتقط لنفسه عدة صورة بالجلباب و" العمة" وأمامه أدوات الشغل كساحر يستطيع فعل أى شيء لزبونه حتى يتمكن أنه أصبح فريسة سهلة بين يدية يتحكم فيها كيفما يشاء.. كانت صفحته على الفيس أشبه بحجرة دجال مليئة بأعمال الدجل والسحر والشعوذة حينما تخطو قدماك أول خطى فيها، تشعر بإحساس غريب.. وتنتابك مشاعر الحزن التى تتخلل قلبك مصحوبة "بقشعريرة" ببدنك وكأنها تخطف روحك.. وسط دهشة وذهول يسيطران عليك وكأنك فى عالم أخر من صنع هذا الساحر أو الدجال الماهر الذى لعب على اوتار العاطفة والحاجة و قلة الإيمان. لايزال يحيى او الروحانى كما يطلقون عليه أهالى منطقته التى يقطن بها فى الإسكندرية ينتظر اول زبون عبر صفحته التواصل الاجتماعى او من المنطقة وغير ذلك.. فالصفحة مليئة بأعمال الدجل والشعوذة وكذلك حجم الدعاية والشهرة التى التقطها فى منطقته تجعله يشعر ان الزبائن سوف تهطل عليه بكثرة..وبالفعل عثر على أول طلب صداقة على صفحته على الفيس بوك من سيدة تدعى شيماء. ر، 27 سنه، وبعد موافقته على صداقتها على الفيسبوك، وأثناء جلوسه امام الكمبيوتر منتظرا المدد فوجئ بها تخبره انها تريد التحدث معه عن مشاكل وأمور خاصة بها فى الحياة، ابتسم الدجال المحترف.. وهدا بعض الشيء.. لم يتجعل فى الرد عليها.. وفكر لبضعة ثوان ثم كتب لها رسالة" مما تشتكين ياشيماء، كانت شيماء تنتظر كلماته ورده بسرعة وعلى الفور أرسلت له قائلة:" أبلغ من العمر سبعة وعشرون عاما ولم اتزوج إلى الآن ولا أعرف ما السبب رغم أننى أعتقد أننى على قدر كبير من الجمال على حد وصف زملائى وزميلاتى ولا أعرف ما سبب قلة المتقدمين لطلبي للزواج.. كلمات كتبتها الفتاة وهى ملجلجة وخائفة ان يكون هذا الرجل ما هو الا اسم وهمى ولا يوجد على أرض الواقع. الضحية الأولى و يرد سراج عليها بهدوء وبنبرة كلام توحى بالأمل وأخذ يستمع لمشكلتها، وعلى الجانب تأكد الضحية ان الذي يتحدث معها فعلا معالج روحانى وانه متواجد بعد ان استمعت لصوته فى التليفون حينما أعطاها رقمه للتاكد ثم عادت تستكمل معه قصتها وكيف يأتى العريس وفى اليوم التالى لم تجده ولا حتى مجرد ان يكلف نفسه السؤال أو مجرد إعطار رد بالرفض او الزواج؟.. وأخذت الفتاة" شيماء" تسرد حكايتها مع الفشل وسوء الحظ فى الارتباط والزواج.. فهى رغم ان عمرها 27 عاما الا انها لم تتزوج. طلب منها الدجال ان تحكى له أغرب حكاية حدثت معها بالفعل بمنتهى الصراحة دون خجل.. وبالفعل سردت قصتها مع هذا الشاب الذي تقدم لخطبتها وبعد اول جلسة معها داخل شقتها ادعى المرض حتى يخرج للطبيب وبعدها أرسل لها " دبلة الخطوبة واتصل بوالدتها متنازلا عن الذهب وقيمة الشبكة"، لم تستطع الفتاة الكلام.. وأصيبت بصدمة نفسية صعبة أثتر عليها بعض الشيء لفترة طويلة وبعد رحلة علاج شاقة وطويلة تمكنت من الخروج من ازمتها". وتستكمل قائلة: حكاية غريبة ليست الأولى من نوعها وتنتهى ولكن قبل ذلك حدث معها نفس الموقف ولكن لم تصل الى الارتباط والخطوبة فكانت نوعا ما الصدمة خفيفة.. كما حدثت بعد هذه القصة ولكنها كانت قد استوعبت الدرس وطلبت من المتقدم تقصير فترة الخطوبة لكن هذه المرة تحدث بالتليفون معها وشاهدته مرة ثم بعدها فص ملح وذاب. طلب الدجال سراج الروحانى مقابلتها فأعطته العنوان لكنه رفض الذهاب لها فى المنزل وطلب مقابلتها فى اول مرة هى ووالديها فى مكان عام و مقهى عام.. وبالفعل جاء الدجال وبحوزته كيس مليء بالأوراق.. استمع للفتاة وأثر ذلك نفسيا عليها ثم اخرج بعض الأورق والأعشاب من الكيس الذي بحوزته وكان شكلها غريب ومدون عليها كلمات توحى بالسحر والدجل واخذتها الفتاة على أمل ان يكون من ورائه خير.. وأعطته9 فى البداية مبلغ كبير كمقدم وسوف يحصل على أضعافه حسبما بلغته اذا كتب لها الزواج على يده، وأخذ الدجال الفلوس ولكنه فص ملح وذاب هو الآخر وليس العريس فقط. الضحية الثانية وتدعى هبه علمت بقصته عبر الفس بوك ايضا وعبر الفيس طلبت لقاءه وبالفعل ذهبت اليه فى أحد الأيام، ومشكلتها ان زوجها دائم ضربها ويتخيل أثناء نومه أشياء غريبة تشعرها بالنوم كما انها لا تنجب وتشعر ان مصائب الدنيا أحلت بها، فهى لا تنجب رغم زواجها منذ 9 سنوات وتشعر انها ممسوسه من " جان"وانه ياتيها ليلا ويعاشرها ويضربها اذا رفضت، التقت به واتفق معها على عمل جلسات واخذ منها مبلغ مالى بعد أول جلسة كما اتفق والجلسة الثانية طلب منها مبلغ مالى اخر لشراء عشب من سيناء لمثل هذه العمليات الصعبة .. وبعد هذه المرة اختفى وأغلق تليفونه. سقوط الوهم كان سراج فى ذلك الوقت قد تعرف على شاب أثناء سفره من القاهرة الى الاسكندرية والعكس وعلم انه مريض فعرض عليه ان يعالج بدون مقابل واثناء جلسات العلاج من المس لهذا الشاب الذي يدعى احمد فتحى 35 سنة، لمح فى إحدى المرات مبلغ مالى فى الحجرة احمد فقام بسرقته واختفى. على الفور حررت الفتاتان بلاغا أمام الرائد محمد خميس رئيس مباحث القاهرة الجديدة اول وبتكثيف التحريات وإعداد الأكمنة تم القبض على المتهم بعد أن أثبتت التحريات انه مقيم بالاسكندرية ويدعى يحيى وشهرته سراج الروحانى وتحصل منهم على 8 الاف جنيه من الأولى و 4000 من الثانية و 3000 من الثالث وعلى الفور امر اللواء على الدمرداش مساعد الوزير لأمن القاهرة بتشكيل فريق بحث للقبض على المتهم الدجال وبتكثيف التحريات وإعداد الأكمنة تم القبض على المتهم فى الاسكندرية وأنكر لكن التحريات أثبتت انه ليبي وانه نصب على الفتاتين و الشاب وامر وكيل نيابة القاهرة الجديدة بحبسه اربعة ايام على ذمة التحقيق.