مازلنا في الحل الأول من هذه الحلول وهو التعليم والذي اتفقنا علي أن يشمل كل الأطراف البشرية في المنظومة المرورية وأهمهم مستخدم الطريق من قائدي المركبات والمشاة ثم رجال التحكم المروري (ضباط وامناء ومندوبين وصف وجنود ومحقق الحادث) ومصمم الطريق ومن يصونه ويقوم بفرشه المروري ورجال الإسعاف والخدمات الخاصة بالمركبات علي الطريق ومن يقوم بصيانة وإصلاح المركبات.. إلخ. ولابد أن نعلم أن كل هؤلاء يدور في فلك المشرع فإن كان المشرع بخير وإن كان غير ذلك فسوف نجد العكس. وفي هذه المقالة سنتناول بما لايخل من دور المشرع (المجلس التشريعي ونوابه من الشعب) حلول مشاكل المنظومة المرورية. تأتي مصر في طليعة الدول العربية التي قامت بإفتتاح مدارس لتعليم قيادة السيارات، وذلك تماشيًا مع قرارات مؤتمر فيينا عام 1968م، والمؤتمر العربي الأول للمرور،المنعقد بالقاهرة خلال الفترة من 20مايو إلي الخامس والعشرين منه لعام 1972 م بشأن إنشاء مدارس لتعليم قيادة السيارات والتوسع فيها،ليتعلم فيها السائق فن أصول القيادة حسب أحدث طرق التعليم بالأجهزة العلمية الحديثة،وبعد تَعَلُّمِهَا بالقدر الكافي يُقتصر صرف رخص القيادة علي خريجي هذه المدارس. وقد دخلت جمهورية مصر العربية منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً مرحلة تعليم القيادة بالكمبيوتر،و يشرفني أني كنت أول خبير لهذه الأجهزة، والدارس بمعهد"بنهمنتون" بالولايات المتحدةالأمريكية لتدريب الأطقم التي ستقوم بالتعليم علي هذه الأجهزة،وكذا إصلاح هذه الأجهزة ووضع البرامج الخاصة بها. أَمَّا عن الأسس التنظيمية والفنية لمدارس تعليم قيادة السيارات وفقًا لأحدث النظم العالمية لمدارس تعليم القيادة فهي كما يلي: 1- إتاحة فرص تعليم القيادة السليمة لأكبر عدد من الراغبين فيها 2- توفير قسط كبير من المعلومات الفنية والعلمية عن السيارات وكيفية قيادتها. 3-إتاحة الفرصة لطالبي رخص القيادة من الحصول علي قَدْرٍ كافٍ من المعلومات عن أنظمة ولوائح المرور. 4- وضع برنامج دراسي نظري وعملي وميداني يتناسب مع نوع الرخصة المطلوبة. 5- توفير وسائل الإيضاح لإتاحة فرص تعلُّم القيادة لمن لا يجيد اللغة العربية أو الأُميين. 6- تجهيز المدارس بأحدث ما وصل إليه العلم من وسائل التدريب لتعليم قيادة السيارات،بما في ذلك ميدان التدريب. 7- مراعاة تناسب الرسوم الدراسية مع المستوي المعيشي للغالبية العظمي من المواطنين،تلافيًا لأي إرهاق مادي. 7- تحديد أوقات دراسية مختلفة تتلاءم مع ظروف الدارسين. ويجب العناية باختيار نوعيات ممتازة من القائمين علي إدارة المدرسة والتدريس بها،لأن عليهم مسئولية تحقيق الهدف العام من إنشاء تلك المدارس،وهو تهيئة السائق فنيًّاوسلوكيًّا علي القيادة السلمية. ويجب أن تتكون إدارة المدرسة وهيئة التدريس فيها من التخصصات التالية: مدير مسئول علي مستوي قيادي وإداري ممتاز،يتعامل مع جميع الجهات المعنية بما في ذلك الإدارة العامة للمرور، شعبة إدارة وشعبة المرور المختصة، متخصصين فنيين في تعليم قيادة السيارات عمليًا، متخصصين فنيين في تعليم ميكانيكا السيارات، مدرسين لنظم ولوائح المروروقواعد وإشارات المرور.، موظفين إداريين لشئون الطلبة،والإستقبال،والشئون المالية. هذا ويجب إعلام الإدارة العامة للمرور،وإدارة أو شعبة المرورالمختصة بأسماء ومؤهلات العاملين بالمدرسة. ويجب تدريس المواد التالية بعناصرها الموضحة لتهيئة السائق لإستيعاب المفهوم الكامل للقيادة السليمة،من أجل تخفيف عدد الحوادث: 1- السيارة وأجزاؤها وطريقة قيادتها:- (أ) فهم الطالب لأجزاء السيارة،ووظيفة كل جزء وعلاقته بالجزء الآخر.(ب) شرح عدادات القياس بأنواعها ووظائفها.(ج) شرح أجهزة الفرامل الهيدروليكية واليدوية.(د) شرح دورة التبريد والزيت والوقود.(ه) شرح للصيانة اليومية والوقائية.(و) شرح للأعطال الخفيفة المتكررة وكيفية إصلاحها. القواعد الأساسية للقيادة: (أ) ما يجب القيام به قبل الدخول إلي السيارة.(ب) ما يجب القيام به قبل بدء القيادة.(ج) تشغيل السيارة. (د) بدء السير. (ذ) الدوران بالسيارة. أسلوب القيادة الصحيحة: (أ) القيادة وسط الخط.(ب) التغييرمن خط إلي آخر.(ج) الوقوف استعدادًا الدوران إلي اليمين أوللدوران إلي اليسار.(د) ضبط السرعة طبقًا لإشارات تحديد السرعة. دراسة علامات وإشارات المرور: (أ) معرفة مدلول الإشارات الإرشادية والتحليلية والإعلامية. (ب) معرفة الإ شارات الضوئية. (ج) معرفة الإشارات الأفقية. (د) معرفة أنظمة ولوائح المرور،والمخالفات والعقوبات المترتبة عليها. النتائج المترتبة علي حوادث المرور: (أ) معرفة الخسائر المادية والبشرية لحوادث المرور.(ب) إعطاء إحصائيات لحوادث المرور.(ج) مسببات هذه الحوادث وطُرق الوقاية منها. القيادة الوقائية: (أ) المسافة التي يجب تركها بينك وبين السيارة التي أمامك.(ب) قواعد التجاوز الصحيح.(ج) السير للخلف.(د ) إيقاف السيارة علي المنحدرات والمرتفعات.(و) قواعد السير خارج المدن ليلاً.(ز) حدوث خلل مفاجئ في الفرامل.(ح) التصاق دَوَّاسة البنزين.(ط) إنفجار أحد الإطارات. (ن) حريق في محرك السيارة. الإسعافات الأولية:- (أ ) التعريف بالإسعافات الأولية وقواعدها. (ب) حالات تضميد الجروح-الكسور-الحروق. (ج) حالات الإختناق وصعوبة التنفس،وإستعمال التنفس الصناعي. (د ) إستعمال وسائل إطفاء الحريق بالسيارات. (و ) الصدمات النفسية والعصبية الناتجة عن الحوادث. ولنا أن نتخيل كيف التعامل مع السيارات الحديثة التي تنتجها مصانع العالم اليوم والتي تعمل بدون دريكسيون وتعمل بعصا التوجيه ونظام القطر بدون وصلات حديدية ولكن بالأشعة والتي تتدخل في المواقف الحرجة دون تدخل السائق ونحن لم نرق إلي مرحلة القيادة الثالثة والعالم وصل إلي مرحلة القيادة الخامسة ومراحل هذه القيادة هي: المرحلة الأولي: القيادة الآمنة. المرحلة الثانية: القيادة الحرجة. المرحلة الثالثة: قيادة الحادث. المرحلة الرابعة: القيادة الأكثر أماناُ. المرحلة الخامسة: القيادة بدون حادث. لذا سيدي المشرع لابد أن تكون أول قراراتك التشريعية أن تكون الحصول علي رخصة القيادة بعد الحصول علي إجازة من مدرسة تعليم لقيادة السيارات وهي أولي وأهم خطوات الإصلاح في المنظومة المرورية.