إنه سؤال خارج السياق؛ ظل مؤجلاً في عقلي سنوات عديدة، حتي قبل قيام ثورتين في مصر، الأولي؛ أنهت حكمًا استمر 30 عامًا، والثانية أطاحت بفاشية دينية كانت مقدمة لخلافة مزعومة، لكن بالتأكيد خلقتا حالة من الارتباك لا نزال نعيش آثارها السلبية حتى الآن، سؤال لم يغب عن تفكيري لحظة واحدة، الي أن باغتني القلم به؛ بعد فضيحة عنتيل الغربية المنتمي الي التيار السلفي وتسريب فيديوهات جنسية له؛ أثناء ممارسته الرذيلة مع عدد من السيدات بمكتب دعاية وإعلان خاص به بأحد مراكز المحافظة، وهو لم يكن الحادث الفريد من نوعه وإنما سبقته حوادث أخري مماثلة؛ بعضها وقع في الطريق العام تحت جنح الظلام، والبعض الآخر دارت أحداثه بين جدران البيوت وكأنه استخدام ممنهج للنساء، أو هي ضرورة من ضرورات الثورة؛ تبيح لهم ما أطلقوا عليه جهاد النكاح، ولأن الفكر في معظم الحالات واحدٌ في النهاية، مما يبرر طرح السؤال المؤجل: كيف يري التيار الإسلامي في مصر- بكل مسمياته المتعددة- المرأة؟! قاعدة أساسية تكون منطلقًا لي قبل الإجابة؛ لقد دخلت السلفية مصر مطلع القرن العشرين؛ من خلال الحركة الوهابية التي نشأت في الجزيرة العربية وبلاد الشام، متمثلة في جماعة أنصار السنة وهم يعتمدون في أفكارهم على إحياء تعاليم ابن تيمية وابن قيم الجوزية، وهم مع أفكارهم الصادمة التي لا تقبل اختلافًا في الرأي، يعتبرون المرأة مثل جملة اعتراضية خلقها الله لتكون حبيسة بيتها لا تغادره إلا ّ الي قبرها، أما في عقلهم الباطن فهي مخلوق حقير لا تصلح لشيء إلا للجنس فقط، صوتها وشكلها وخروجها من بيتها ليس عورة فقط، وإنما زنيً أيضا، وربما الدراسة التي أعدها الدكتور سيد زايد عضو لجنة الفتوي بالأزهر الشريف، وتناولت 51 فتوي صدرت من هذا التيار خلال حكم المطاح به مرسي؛ تؤكد جنوح أفكارهم التي لا تحكمها منهجية فقهية ولكن تدل علي فكر مضطرب وسادية، فقد أجازوا في فتاواهم مثلاً أن كذب الزوجة علي زوجها من أجل السياسة هو كذب أبيض مباح، وأن زواج البنت في سن العاشرة حماية لها من الانحراف، واعتبرت نزول المرأة البحر زني، ووصلت فتاواهم المريضة الي المطالبة بإصدار قانون يبيح للمرأة المطلقة شراء عبد ولا يدفع لها مهرًا ليتزوجها ويعصمها من الانحراف! هكذا تكون المرأة في حياتهم إذا تركوها مثل البهيمة السائبة ملأت الدنيا شرورًا وغواية! أما السياق الذي كنت أنتويت نهجه في زاويتي هذه وفرض علىّ حادث الغربية الخروج عنه قليلاً؛ فهو التقرير المهم الذي أصدره مرصد فتاوي التكفير التابع لدار الإفتاء المصرية؛ وقد تم إنشاؤه منذ خمسة شهور للرد على الفتاوي التكفيرية، تناولت الدراسة أبرز حركات العنف التي ظهرت في العالم الإسلامي قديمًا وحديثًا، ومن هذه الحركات الخوارج وهم الذين خرجوا على سيدنا عثمان بن عفان – رضي الله عنه – ونتج عن خروجهم قتله رضي الله عنه، ثم في خلافة علي بن ابي طالب – رضي الله عنه – زاد شرهم وانشقوا عليه وكفروه وكفروا الصحابة وهم أول من استخدم الإرهاب الفكري في وجه مخالفيهم، وهذا ما يحدث الآن من الجماعات الدينية المعاصرة. وتطرقت الدراسة، الي عدد من التنظيمات والحركات الإرهابية منها جماعة التكفير والهجرة؛ التي تولي شكري مصطفي قيادتها ووضع الإطار لأفكارها ومبادئها، وفي السجن أعلن نفسه المهدي المنتظر، وانتهي به الأمر الي أن اُعدم هو وزملاؤه من قادة الجماعة في عام 1978. وقالت الدراسة التي لا تقل أهمية عن الواجب الوطني الذي يؤديه رجال الشرطة والقوات المسلحة في محاربة هؤلاء الخوارج: " إن هناك الكثير من أوجه التشابه والسمات المشتركة بين هذه الفرق قديمًا وحديثًا، ومن هذه الأمور أن هذه الجماعات تعتمد المتشابه من القرآن، وهو ما يحصل من أصحاب القلوب المريضة، ومن الأمثلة على ذلك، استشهاد الخوارج على ابطال التحكيم بقول الله سبحانه: " إن الحكم إلا لله " ورد عليهم علي بن أبي طالب كلمته الشهيرة: " كلمة حق يُراد بها باطل ". وتستخدم هذه الجماعات كما يقول تقرير مرصد الإفتاء المصرية أدوات وأساليب لجذب وتجنيد عناصرها، حيث تستغل هذه الجماعات حافز الجنة الموعودة لاستقطاب عددا كبيرًا ممن يفتقرون الي الإحساس بالهوية أو الانتماء من الشباب صغير السن الذي يرغب في المغامرة في إطار إسلامي دون وعي أو بصيرة. الحافز الثاني الذي تستخدمه هذه الجماعات فهو النساء من خلال ما أطلق عليه جهاد النكاح، تمامًا مثلما استخدم الحشاشون الجواري ليمثلن دور الحور العين في الجنة. العامل الثالث يتمثل في تغييب العقل، فقديمًا استخدم الحشاشون الأفيون والحشيش أداة لتغييب عقولهم، انصياعًا لأوامر أميرهم "حسن الصباح" وحديثًا استخدم داعش مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الفكر المتطرف. وأخيرًا هم يريدونها ردة الي عصور الظلام والانحطاط الفكري، وأخذ الايمان بالغيبيات والهرطقة بدلاً من التفكير العلمي والمنطقي السليم، وحتمًا في هذه المعركة ستنتصر في النهاية القيم الإنسانية النبيلة. ... الي معلومة العنوان: يسعدني أن نسير معًا فوق الجليد أمنيتي أن أسابق الريح وأمشي فوق الماء أن أكون الرجل الاستثنائي لامرأة قادمة من الفضاء [email protected]