بخطوات هادئة وضمير يحترق تقدمت الطالبة الجامعية نحو القاضي، قالت أنا شابة في العشرين من العمر؛ منذ صغرى أحب ابن خالتي الذي قدر له بعد انتهاء دراسته الجامعية أن يذهب لإحدى الدول الأوربية؛ كنا نتواصل عن طريق الانترنت فقط كأصدقاء، وكان يحكي لي مشاكله بالغربة فقال لي إنه يحب فتاة من قريتنا تعيش مع أسرتها بنفس المدينة وهى التى ساعدته على السفر إلا أنها لم تبادله نفس الشعور والإحساس وكان يلح عليها دائماً ولكن دون جدوى ولكنه بدأ ينسى الموضوع نهائيا لاختلاف الفكر والثقافة بينهما، فقلت له دعني أتحدث معها فقال لى تمهلى وهنا اشتعلت نار الغيرة فى قلبى فانا أحق منها وبدأت بغريزة الأنثى أنسج شباكى وتحقق لى ما أريد وبعد عدة أشهر بدأت أشعر باهتمامه إلا أني كنت أتغاضى عن الموضوع وجعلته في حدود الصداقة حتى أشعل نار الحب بداخله إلى أن صارحني أنه يحبني بجنون ثم قلت له أنت تريد أن تنساها بي فأقسم مراراً أنه ليس كذلك بل علاقته جدية وهنا أحسست بالفرح وبدأنا كل منا يهتم بالآخر وزادت فترة الحديث بيننا وعندما تسرب هذا الحب لأسرتينا كان يوم عيد عندهما واتفقا على الخطبة والشبكة عند أول زيارة له وبدأت اجتهد فى دراستى بعد أن وصلت للسنة النهائية وفجأة حدث تغير فى علاقتنا فقدت اهتمامه، وكنت أفرط في الاهتمام به وأشعر أنه يكذب علي دائماً، وبدأ يتحدث إلي كما لو أننا صديقان فقط، سكت عن الموضوع ثلاثة أشهر وبعدها بدأت أفقد صبري، وفي إحدى المحادثات قررت حسم هذه العلاقة، هل هي صداقة أم حب ينتهي بالزواج وسألته وحاول أن يتملص من الإجابة لكني أصررت فقال لي أنه لا يحبني وأن ذلك كان مجرد ارتياح لا أكثر صدمت كثيراً ولم أفكران أعاتبه فالعتاب بين المحبين فقط. وهنا أظلمت الدنيا امامى وأحسست بالانكسار والضعف وانهزم كبريائي وأغلقت النت للأبد حتى ظهرت المفاجأة الثانية وهى حضور ابن خالتى لزيارتنا وعندما تقدمت للسلام عليه فى حضور الأسرتين كانت خطواتى ثقيلة كأنني ذاهبة للجحيم ثم جلسنا وتحدث عن الغربة والمعاناة وطلبت منى والدتى الذهاب لحجرتى وعنفتنى لما ارتديته من ملابس رغم جمالى ورشاقتى وأحسست بالفرحة على وجهها، وسألتها لماذا علامات الفرح فقالت لى ان ابن خالتى فى أجازة قصيرة ويريد أن يخطبك ويعقد قرانه عليك قبل سفره، ومن هول هذه الكلمات التى اخترقت جسدى المرتعش لم أستطع أن أبوح بما فى داخلى ولكن أمى سارعت بقولها أن ابن أختها حكى لها بما دار بيننا، وان ظروف الغربة كانت مقلقة له فى الشهور الأخيرة مما جعلك تعتقدين انه لا يحبك، وهنا طار قلبى فرحا وتغير وجهى وجلست بجواره وتمت الخطبة وأخرج الشبكة وارتديتها وتم عقد القران بعد أسبوع، وعشت أحلام الزواج فى شهر الأجازة وعاد زوجى للغربة أملا أن أنهى دراستى وأسافر له حتى تكون ليلة زفافنا وسط الثلوج وعدت للنت بعد أن قاطعته واجتهدت فى دراستي حتى انتهيت منها وأصبحت أحلم بتذكرة السفر لزوجى، لكن عادت ريما لعادتها القديمة بدأ الفتور فى حديثه لى عبر النت وبدأ يتعلل بالحجج وان وقته مزدحم وبغريزة الانثى أحسست انه لايحبنى ومن كلماته فهمت ان والدته ضغطت عليه بينما والده لم يكن موافقا على ارتباطنا من أساسه ومرت الأيام والشهور وانقطع الاتصال بيننا وجاء موعد إجازته السنوية ولم يعد وهنا قررت الانفصال عنه فى هدوء لكن والده طلب الشبكة، وهنا احتدم الخلاف بين أسرتينا، ولجأت إلى القضاء، رفعت دعوى طلاق أمامكم حتى أتخلص من هذا الهاجس نهائيا وأتفرغ لعملي، وينادى حاجب محكمة العمرانية برئاسة المستشار وليد الرحمانى وعضوية القاضيين محمد إبراهيم واحمد عاطف عضوين بحضور احمد برهامى وكيل النيابة وأمانة سر سرحان مسعد هندي، على محامى الزوج الذى يقر الطلاق ويتنازل عن الشبكة وتخرج الطالبة الجامعية من المحكمة، لتجدد أحزانها في قفص الوحدة و جمال قنديل