نما إلى علمنا أنباء عن نية الحاجة رضا والدة اللاعب محمد زيدان الترشح لانتخابات مجلس الشعب القادمة. اتصلنا بها فأكدت لنا الخبر.. أول دافع يتبادر إلى الذهن لترشح والدة اللاعب الشهير فى الانتخابات البرلمانية هو استثمار شهرة ابنها لكنك لا تحتاج إلى أكثر من عشر دقائق تتحدث فيها إلى هذه السيدة لتسقط هذا الظن من ذهنك هذا فى حالة ما إذا لم تكن من بورسعيد أما إذا كنت من بورسعيد فأغلب الظن أنك تعرفها. فى أول حوار تتحدث فيه عن نفسها وليس عن دورها فى حياة الكابتن فحسب. حكت لى الحاجة رضا عن مشوار كفاحها منذ ان كانت طفلة عمرها عشر سنوات مرورا بزواجها وسفرها إلى الدنمارك ووصولا إلى عزمها الترشح فى انتخابات مجلس الشعب. ........؟ منذ أن كانت (رضا) فى العاشرة من عمرها كان يعتبرها أبوها ذراعه الأيمن حيث إنه كان يعمل فى تجارة الخردة وقطع الغيار ولديه شركة تقوم بخدمات الموانئ من شحن وتفريغ.. كان أخوها الوحيد يعمل فى الكويت أنذاك ولم يكن العمل من أولويات حياة أختيها.. فانقسمت حياة (رضا) الطفلة بين المدرسة والعمل مع والدها. توفى والد (رضا) وعمرها لم يتجاوز الثامنة عشرة تاركا لها مسئولية تجارته وشركته لتديرها وتدير عشرات العمال العاملين بها بمفردها فقد كانت الفرد الوحيد فى أسرتها الذى يفهم فى تجارة الخردة وخدمات الموانئ ومن هنا أصبحت (رضا) العائل الوحيد لأسرتها. لم يكن ذلك بالأمر المعتاد بالنسبة لفتاة فى عمرها فى بورسعيد لكنه لم يكن مستهجنا بل على العكس كان مثار إعجاب وحب ممن حولها تقول «لم يكن لدى أدنى مشكلة فى إدارة العمال فمسألة الإدارة هى موهبة من بها الله علىَّ منذ طفولتى وكان دعاء أمى المستمر لى هو سر نجاحى» فبالرغم من أن عملها كان أمرا غير تقليدى إلا أنه كان سبب شهرتها. لم تكتف (رضا) بتسيير العمل لكنها ما ان أمسكت بزمام الأمور حتى عزمت على تطويرتجارتها ومن هنا بدأت رحلاتها إلى مختلف دول أوروبا لتوسيع نشاطها.. لم يؤثر عملها على دراستها فدرست إدارة أعمال وخدمات موانئ.. وفى سن العشرين شاهدها تاجر (الكريتال) الذى كانت تتعامل معه وأعجب بها فاختارها زوجة لابنه وتصف الحاجة رضا زواجها بأسرع زواج فى العالم فلم يمر أسبوع قبل أن تدخل عش الزوجية. ........؟ كسرتان كبيرتان تعرضت لهما الحاجة (رضا) فى مشوارها.. الأولى كانت على المستوى الشخصى عندما تزوج زوجها بأخرى والثانية كانت على المستوى المهنى عندما تعرضت تجارتها إلى خسائر فادحة أدت بها إلى السفر للدنمارك. كان من المعتاد أن يسافر أحد غير (محمد) مع والدتهم إلى الخارج إلا أنه وفى هذه المرة طلب (محمد) من والدته أن تصطحبه معها إلى الدنمارك قائلاً لها «أرمينى بس قدام أى ناد ومش هاتندمى» وبالفعل وفقه الله وقررت الحاجة (رضا) أن تستدعى بقية أبنائها للعيش معهما فى الدنمارك وطلب زيدان من والدته أن تتفرغ لإخوته ولرعايتهم. وهناك عملت مع أحد المراكز الإسلامية فى عدد من الأنشطة الاجتماعية وكان نشاطها اجتماعياً أكثر من كونه دينياً حيث تعلمت كيفية التعامل مع المشاكل الأسرية وحلها وكان ذلك هو نشاطها.. حل مشاكل التعامل مع الزوج والأبناء. لكن وبالرغم من أن الحاجة رضا تحققت فى الدنمارك حيث حقق ابنها تفوقاً هائلاً فى كرة القدم وتمكنت هى من أن تجد لنفسها حياة اجتماعية ونشاطاً خدمياً تعمل به وتخدم الناس من خلاله إلا أنها تقول أنها شعرت بقيمة مصر عندما ذاقت طعم الغربة لكنها لا تنكر محاسن الغربة التى أثرت فيها من احترام حرية الرأى وبناء كل شىء على أساس الحب. عادت (رضا) إلى مصر وحبها لعملها كان مازال متيقظا داخلها فلم تكتف بما حققته مع ابنها فكما كانت غريزة الأمومة متأصلة داخلها كان العمل بالنسبة لها غريزة استيقظت بداخلها ما أن وطأت قدماها أرض الوطن. فلملمت تجارتها وفتحت مكتبها مرة أخرى. ........؟ كل ما سبق هو قصة كفاح امرأة قوية جدا لكن كان اللافت والمثير للاستغراب بالنسبة لى هو أنها لم تطلب الطلاق من زوجها بالرغم من الجرح الكبير الذى تسبب لها جراء زواجه بإخرى لكنها اكتفت بالانفصال عنه بهدوء وظلت العلاقة بينهما محترمة جداً وليس أدل على ذلك من ظهورهما سويا فى استقبال ابنهما (زيدان) فى المطار أثناء استقبال المنتخب. بل قامت الحاجة رضا باحتضان زوجة زوجها صغيرة السن وأطفالها فتقول أن طفلى زوجها من زوجته الثانية (عبد الرحمن) و(يوسف) هما بمثابة ابنيها ويناديانها «يا ماما» بل إن زوجته نفسها تعتبرها بمثابة والدتها.. وهى تعتبر أن موقفها هو دليل على قوة وليس على ضعف. وإجابة عن سؤالنا عن أسباب تفكيرها فى الترشح لانتخابات مجلس الشعب قالت أم زيدان أن علاقاتها بالناس طيبة جدا وأن الكل يعرفها جيداً ويثق فيها جداً. سألتها بشكل مباشر «هل ترشحك للانتخابات معتمد جزئياً على كونك أم الكابتن؟» فأجابت بضحكة واثقة «أنا معروفة من قبل الكابتن حتى إن الناس فى بورسعيد كانوا عندما يعرفون أننى والدته يسألونه «أنت ابن رضا؟» وليس العكس. مازال برنامج الحاجة رضا الانتخابى غير معلن لكنها وبشكل عام تريد أن تساعد الشباب لإيجاد فرص عمل ومن هنا نشأت فكرة (مؤسسة زيدان الإنتاجية لرعاية الأسرة وحماية الإنسان) التى حصلت على موافقة عليها وبصدد تأسيسها هى ومجموعة من المساهمين لم تكشف عن أسمائهم وتحلم الحاجة (رضا) أن تتوسع هذه المؤسسة وتمتد من خدمة أبناء بورسعيد إلى تقديم خدمات لجميع أنحاء الجمهورية. وفى حالة عدم فوزها بمقعد فى انتخابات مجلس الشعب قالت «لن يحدث أدنى فرق فى حياتى ولا فى نشاطاتى.. فإن عطائى للناس كان ولايزال وسيظل مستمرا كما هو.