كالعادة، لم تخلو الشوارع المزدحمة خلال ايام العيد، من بعض حالات التحرش الجنسى، والتى وصل بها الى ما يشبة بحفلات التحرش الجماعى، وذلك امام دور السينمات، وداخل بعض المولات الشهيرة، الا ان نسبة التحرش هى التى كانت مفاجأة. فحسب الارقام الداخلية وتصريحات وزارة الداخلية، والتى جاءت مستقة مع بعض المنظمات الحقوقية المهتمة بشئون المرأة، فإن نسبة التحرش الجنسى خلال عيد الاضحى كانت قليلة للغاية عن ما كان يحدث فى المناسبات الاخرى الماضية، وارجع المتخصصين إنخفاض النسبة الى عدة عوامل، من اهمها انتشار الشرطة النسائية بشكل مكثف خاصة فى الاماكن المزدحمة، وايضاً الدفع بعناصر كثيرة من قوات التدخل السريع. "اخبار الحوادث" من خلال هذا التقرير، تكشف كافة الملابسات التى ادت الى انخفاض نسبة التحرش، وحكايات قاسية ايضاً من ارض الواقع، سقطت خلالها فتيات ونساء كضحايا خلال ايام العيد. ولنبدأ بالارقام الرسمية، فحسب ما اعلنته وزارة الداخلية، ان قواتها تمكنت خلال ثلاث ايام العيد الاولى من القبض على قرابة 500 متحرش، اغلبهم من مناطق وسط البلد، وبعض الشوارع المزدحمة التى شهدت اقبالاً شديداً نظراً لتواجد دور عرض فيها، كما اكدت غرفة عمليات الداخلية ان اغلب وقائع التحرش الجنسى كانت لفظية. واتسقت تصريحات الداخلية مع منظمة "شفت تحرش" التى دفعت ايضاً بعناصرها فى مناطق وسط البلد، وبعض ميادين كفر الشيخ، والتى اكدت تسجيلها لحوالى 213 حالة تحرش، واكدت ايضاً ان اغلب حالات التحرش الجنسى، كانت لفظية، وليست عن طريق اللمس او الاحتكاك بالفتيات والنساء، واجمعت ايضاً تقارير وزارة الداخلية مع منظمات المجتمع المدنى، ان اغلب المتحرشين من فئة الشباب خاصة مما يقل عمرهم عن ال 20 عاماً. الحالة الأمنية! وحسب ما اشارت "شفت تحرش" فى تقريرها، فانه لاحظ فريق المتطوعات والمتطوعين بمبادرة شفت تحرش تباين حاد في أداء وزارة الداخلية المصرية، وبخاصة شرطة مكافحة العنف ضد المرأة التي ظهرت بكثافه في أولي أيام عيد الأضحى 2014 فقط ، ولم تشاهد على مدار باقي أيام العيد في محيط وسط البلد بالقاهرة ، وكذلك تباين أداء الإدارة بالمثل في حديقة صنعاء بمحافظة كفر الشيخ، وشهدت الأيام الأربع تكثيف من قبل قوات الانتشار السريع ، والأمن العام ، والمباحث العامة في أماكن متفرقه وبخاصة بعد الساعة 6 مساء طوال أيام العيد. واشارت ايضاً المنظمة الى انه جدير بالذكر أن مبادرة " شُفت تحرش " قد عقدت اجتماع بديوان عام وزارة الداخلية قبيل عيد الأضحى مع القادات الأمنية المسؤولة عن قطاع حقوق الانسان ، وإدارة متابعة جرائم العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية برئاسة اللواء أبوبكر عبدالكريم مساعد وزير الداخلية ، الذي أبدي تعاون غير مسبوق وتفهم لمتغيرات جرائم العنف الجنسي في مصر ، و تلقت المبادرة اتصالات هاتفية من قبل الإدارة العامة لحماية الآداب، والذين قاموا بالتواصل وتقديم الدعم الدائم لفريق المبادرة من خلال ضباط الإدارة الذين تواجدوا في محيط منطقة وسط البلد بالقاهرة. توصيات! وقامت "شفت تحرش" بإعداد عدد من التوصيات بعد تقريرها عن حالات التحرش خلال ايام العيد، حيث طالبت بضرورة مراجعة كافه التدابير والسياسيات التي اتخذتها مؤسسات الدولة للحد من انتشار جرائم التحرش الجنسي، وإعادة طرح الدعوة للمجتمع المدني لعقد حوار مجتمعي فعال يضمن وضع سياسات وتدابير عاجلة ومستدامه من شأنها القضاء نهائياً على جرائم التحرش الجنسي ، بدلاً من تدابير واهيه تحقق للجريمة الاستمرار والنمو في ظل خطابات رجعية تحقر من شأن النساء ، وتستهدف أجسادهن ، وتشجع المجتمع على التعايش مع تلك الجرائم. كما شددت علي ضرورة تقديم تدريبات فورية ، وعاجله لكافه العاملين والمسؤولين داخل إدارة شرطة مكافحة العنف ضد المرأة ، من أجل ضمانه تقديم خدماتهم بشكل أفضل ، ويحقق نجاحات مستمرة ، تساهم في الحد من انتشار جرائم العنف الجنسي. وناشدت "شفت تحرش" وزارة الداخلة بقبول دفعات جديدة من الفتيات بأكاديمية الشرطة حتي يتم سد العجز والفجوة في تعداد الضابطات الكفؤات القادرات على الحد من انتشار جرائم العنف الجنسي ، ولضمانوجود ضابطه بكل ديوان قسم شرطة تتلقى البلاغات من المتعرضات للعنف ، وتقدم لهن الدعم الأولي ، وذلك للتشديد علي أن تكون متلقيه البلاغ من نفس جنس المبلغ.