مستشار ترامب يدعو إلى فرض عقوبات على مسؤولي الجنائية الدولية    رصدنا جريمة، رئيس إنبي يهدد اتحاد الكرة بتصعيد أزمة دوري 2003 بعد حفظ الشكوى    جوميز يتحدى الأهلي: أتمنى مواجهته في السوبر الأفريقي    حلمي طولان: مستاء من سوء تنظيم نهائي الكونفدرالية.. وأحمد سليمان عليه تحمل الغرامات    أهالي سنتريس بالمنوفية ينتظرون جثامين الفتيات ضحايا معدية أبو غالب (فيديو وصور)    متحدث "مكافحة الإدمان": هذه نسبة تعاطي المخدرات لموظفي الحكومة    برقم الجلوس.. موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 الترم الثاني (الرابط والخطوات)    بالصراخ والبكاء.. تشييع جثامين 5 فتيات من ضحايا غرق معدية أبو غالب    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق.. مقترح يثير الجدل في برنامج «كلمة أخيرة» (فيديو)    زيادة يومية والحسابة بتحسب، أسعار اللحوم البتلو تقفز 17 جنيهًا قبل 25 يومًا من العيد    ب1450 جنيهًا بعد الزيادة.. أسعار استخراج جواز السفر الجديدة من البيت (عادي ومستعجل)    جوميز: عبدالله السعيد مثل بيرلو.. وشيكابالا يحتاج وقتا طويلا لاسترجاع قوته    عاجل.. مسؤول يكشف: الكاف يتحمل المسؤولية الكاملة عن تنظيم الكونفدرالية    سيراميكا كليوباترا : ما نقدمه في الدوري لا يليق بالإمكانيات المتاحة لنا    نائب روماني يعض زميله في أنفه تحت قبة البرلمان، وهذه العقوبة الموقعة عليه (فيديو)    السفير محمد حجازي: «نتنياهو» أحرج بايدن وأمريكا تعرف هدفه من اقتحام رفح الفلسطينية    دبلوماسي سابق: ما يحدث في غزة مرتبط بالأمن القومي المصري    روسيا: إسقاط طائرة مسيرة أوكرانية فوق بيلجورود    بينهم طفل.. مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بأسوان    "رايح يشتري ديكورات من تركيا".. مصدر يكشف تفاصيل ضبط مصمم أزياء شهير شهير حاول تهريب 55 ألف دولار    حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 22-5-2024 مهنيا وعاطفيا    إبداعات| «سقانى الغرام».... قصة ل «نور الهدى فؤاد»    تعرض الفنانة تيسير فهمي لحادث سير    إيرلندا تعلن اعترافها بدولة فلسطين اليوم    الإفتاء توضح أوقات الكراهة في الصلاة.. وحكم الاستخارة فيها    طريقة عمل فطائر الطاسة بحشوة البطاطس.. «وصفة اقتصادية سهلة»    لعيش حياة صحية.. 10 طرق للتخلص من عادة تناول الوجبات السريعة    اليوم.. قافلة طبية مجانية بإحدى قرى قنا لمدة يومين    وزيرة التخطيط تستعرض مستهدفات قطاع النقل والمواصلات بمجلس الشيوخ    موعد مباراة أتالانتا وليفركوزن والقنوات الناقلة في نهائي الدوري الأوروبي.. معلق وتشكيل اليوم    دعاء في جوف الليل: اللهم ألبسنا ثوب الطهر والعافية والقناعة والسرور    «معجب به جدًا».. جوميز يُعلن رغبته في تعاقد الزمالك مع نجم بيراميدز    بالصور.. البحث عن المفقودين في حادث معدية أبو غالب    أبرزهم «الفيشاوي ومحمد محمود».. أبطال «بنقدر ظروفك» يتوافدون على العرض الخاص للفيلم.. فيديو    هتنخفض 7 درجات مرة واحدة، الأرصاد الجوية تعلن موعد انكسار الموجة شديدة الحرارة    قناة السويس تتجمل ليلاً بمشاهد رائعة في بورسعيد.. فيديو    شارك صحافة من وإلى المواطن    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الأربعاء 22 مايو 2024    قبل اجتماع البنك المركزي.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 22 مايو 2024    محافظ كفر الشيخ يتفقد أعمال تطوير شارع صلاح سالم وحديقة الخالدين    إزاى تفرق بين البيض البلدى والمزارع.. وأفضل الأنواع فى الأسواق.. فيديو    مواصفات سيارة BMW X1.. تجمع بين التقنية الحديثة والفخامة    أول فوج وصل وهذه الفئات محظورة من فريضة الحج 1445    عمر مرموش يجرى جراحة ناجحة فى يده اليسرى    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    بعبوة صدمية.. «القسام» توقع قتلى من جنود الاحتلال في تل الزعتر    المتحدث باسم مكافحة وعلاج الإدمان: نسبة تعاطي المخدرات لموظفي الحكومة انخفضت إلى 1 %    محمد حجازي ل"الشاهد": إسرائيل كانت تترقب "7 أكتوبر" لتنفيذ رؤيتها المتطرفة    ضد الزوج ولا حماية للزوجة؟ جدل حول وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق ب"كلمة أخيرة"    خبير تغذية: الشاي به مادة تُوسع الشعب الهوائية ورغوته مضادة للأورام (فيديو)    حدث بالفن | فنانة مشهورة تتعرض لحادث سير وتعليق فدوى مواهب على أزمة "الهوت شورت"    أخبار × 24 ساعة.. ارتفاع صادرات مصر السلعية 10% لتسجل 12.9 مليار دولار    "مبقيش كتير".. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    حجازي: نتجه بقوة لتوظيف التكنولوجيا في التعليم    موقع إلكتروني ولجنة استشارية، البلشي يعلن عدة إجراءات تنظيمية لمؤتمر نقابة الصحفيين (صور)    وزير الري: إيفاد خبراء مصريين في مجال تخطيط وتحسين إدارة المياه إلى زيمبابوي    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماهر فهمي يروي ذكريات انا والسادات والرياضه الحلقه الثانيه
تحقيقات
نشر في أخبار الحوادث يوم 13 - 10 - 2014

يكشف الكاتب الصحفي الكبير ماهر فهمي أسراراً‮ ‬جديدة في حياة الرئيس البطل محمد أنور السادات قائد مصر إلي نصر‮ ‬1973‮ ‬وبعد‮ ‬41‮ ‬عاما علي العبور العظيم و33‮ ‬عاماً‮ ‬علي رحيل الرئيس السادات لاتزال هناك حكايات وقصص نادرة لم‮ ‬يعرفها الأمن عاصروه واقتربوا منه ومنهم ماهر فهمي الذي ساقته الأقدار لأن‮ ‬يقترب من القائد التاريخي في فترات ما قبل توليه الرئاسة وما بعدها‮. ‬ويقدم حكايات تحمل الكثير من الجوانب الإنسانية والرياضية للرئيس السادات‮..‬
في عام‮ ‬57‮ ‬فكر والدي وفريق الشمس انتخاب السادات رئيسا للأهلي‮.. ‬وطلب مني والدي أن أشكل مجموعة من الأعضاء الرياضيين للمرور علي أعضاء النادي‮ ‬غير المنتظمين في التردد في منازلهم‮.. ‬وفريق الشمس‮ ‬يتولي الأعضاء داخل النادي،‮ ‬ولم‮ ‬يكن أعضاء الأهلي بالأعداد الفلكية التي نراها هذه الأيام‮.. ‬وجندت حوالي‮ ‬30‮ ‬شابا من مختلف الفرق،‮ ‬وجمعنا في ظرف‮ ‬3‮ ‬أيام‮ ‬700‮ ‬توقيع بترشيح أنور السادات رئيسا‮.. ‬فذهب فكري أباظة وأمين شعير مدير النادي إلي الرئيس السادات في مجلس الأمة‮ ‬يرجو أنه‮ ‬يترك أحمد عبود باشا رئيسا للنادي‮..‬
افضال عبود باشا
فابتسم السادات وأنا موافق‮.. ‬فعبود باشا أفضاله لا تحصي علي النادي الأهلي وطمأنهم بأنه لن‮ ‬ينزل الانتخابات‮.. ‬ثم وجد الحزن علي وجه والدي لرفضه‮.. ‬فخاطبه وبكل حزم أنت لم تستشرني فيما أنت صممت عليه‮.. ‬وأنا لا‮ ‬يمكن أدخل في هذه اللعبة ليس بصفتي عضو مجلس ثورة فقط‮.. ‬ولكن حتي لا أدخل في صراع مع أحد‮.. ‬فأنت تعلم أن المشير عبدالحكيم عامر زملكاوي حتي النخاع‮.. ‬وهو صديق عزيز‮.. ‬ولا استطيع أن أغضبه كلما فاز الأهلي أو كلما قامت مشكلة طرف فيها الأهلي‮.. ‬ثم أن عبدالحكيم عامر‮ ‬ينوي أن‮ ‬يكون رئيسا لاتحاد الكرة فتتعقد المشكلة أكثر‮.. ‬أن أحمد عبود فقد كل نفوذه ولم‮ ‬يبق له‮ ‬غير النادي الأهلي‮.. ‬ولما جاء النادي قال لي‮: ‬أشكر زملاءك الرياضيين الذين جمعوا التوقيعات،‮ ‬وأنا أقٍدر لكم مشاعركم النبيلة‮.. ‬ثم أدي طقوسه الرياضية كالعادة‮.. ‬وكان فكري باشا أباظة صعد للجلوس مع فريق الشمس‮.. ‬وخاصة أن أستاذ الكيمياء بالكلية الحربية الأستاذ أحمد الريس كان سريع النكتة وصاحب قفشة‮.. ‬وفكري باشا‮ ‬يحب الدخول معه في معارك خفيفة الظل‮..‬
مداعبة فكري أباظة
فقال ليغيظ فكري باشا أنت لم تتزوج والقطار فاتك،‮ ‬ومحمود فهمي خلف وهو فوق الستين‮.. ‬وجايب العيل معاه فرحان به،‮ ‬وعلشان‮ ‬يغيظنا بعد ما نحن خلصنا‮.. ‬هذا والرئيس السادات مغطي رأسه بالفوطة ومسترخي في الشمس‮.. ‬فقال لهما‮: ‬ما هو قال لكما علي سر الصنعة الجزر الأصفر والجرجير‮.. ‬فقال أحمد الريس أنا أممت الجرجير والجزر الأصفر اللي في مصر كلها‮.. ‬عصرت الجزر الأصفر وأكلت الجرجير كله‮.. ‬يدوبك نظري قوي فضحك السادات ضحكته المميزة‮.. ‬ولكن الفنان التشكيلي أحمد شعير ووالد النجمة السينمائية ليلي شعير وشقيق أمير شعير مدير النادي‮.. ‬هاج وماج وهات‮ ‬يا تخبيط في محمود فهمي‮.. ‬أنت كل‮ ‬يوم شايل الواد ده وبتستعرض علينا‮.. ‬يا عم أرحمنا بقي‮.. ‬فجأة فكري باشا وبكل هدوء قال لأحمد شعير‮: ‬ما سبب هياجك‮.. ‬هو مش ابنه‮.. ‬ده مأجره‮.. ‬فوجدت السادات رفع الفوطة من علي رأسه واستغرق في الضحك مع باقي فريق الشمس‮.. ‬وأنا اعتقدت لصغر سني أن فكري باشا بيتكلم بجد‮.. ‬فقلت والله العظيم ده أخويا‮.. ‬وهاتوا المصحف وأنا أحلف عليه‮.. ‬أمي ولدته أمامي‮.. ‬فوجدت الضحك ازداد‮.. ‬فخشي السادات أن أكون قد تأثرت نفسيا‮.. ‬ربطت علي كتفي وقال‮: ‬دول بيهزروا‮ ‬يا ولد‮ ‬يا ماهر‮.. ‬وهنا أنا ضحكت‮.. ‬فالنكتة وصلت متأخرة‮..‬
عديات الرئيس
وكان السادات حنونا‮ ‬يفرق عيديات كبيرة علي عمال النادي والجناينية وكان‮ ‬يعيد علي الجميع‮.. ‬ولا‮ ‬ينسي أن‮ ‬يجامل أعضاء فريق الشمس في جميع المناسبات‮.. ‬ووالدي كان قد ترك الشغل معه بعد بلوغه سن المعاش‮.. ‬وعمل عملية البواسير في مستشفي علي باشا ابراهيم بميدان فيني‮.. ‬فوجد إلي جواره بعد العملية فكري باشا وأمين شعير‮ ‬يداعباه‮.. ‬وفجأة دخل أنور السادات وبعد السؤال عن صحة محمود فهمي‮.‬
قال الضاحك الباكي فكري باشا أباظة هو الحمد لله بخير‮.. ‬لكن فتيل الصنعة اليود المركز تحت نار ومش بخير أبدا‮.. ‬فضحك السادات بعد أن اطمأن علي صديقه‮.. ‬وكان السادات صديقا لفكري باشا ويحب سخريته‮.. ‬فالرئيس السادات في فترة طرده من الجيش عمل محررا في روزاليوسف ثم دار الهلال أو بالعكس‮.. ‬وهو سريع البديهة ولماح ولكنه صبور جدا‮.. ‬ممكن أن‮ ‬يغفر الخطأ نتيجة حسن النية وفي العمل‮.. ‬ويكره الخطأ المتعمد ويعتبره خيانة‮.. ‬ووقف معي ففي آخر الخمسينيات اعتزلت السباحة وكرة الماء وهويت أن أعمل ادارياً‮.. ‬فعملت وكانت جميع المناصب تطوع وفقا للقانون الدولي سكرتيرا مساعدا‮ ‬‮ ‬لألعاب الماء‮.. ‬وكان السكرتير هو المهندس مصطفي عبيد‮.. ‬وأنا طالب في الجامعة‮.. ‬ووالدي كان في شدة الحزن لتصرفي هذا‮.. ‬وقاطعني ولعبت الظروف لعبتها وبعد بطولة الجمهورية في السباحة‮.‬
بالمايو والشبشب
في الجمهورية
وكانوا استعانوا بي لمرض سباح الصدر لأكمل التتابع،‮ ‬وحتي لا يفقد الأهلي نقطة‮..‬
‮ ‬فنأخذ مركزا يجمع النقط‮.. ‬وبعد أن خرجت من الماء وأنا مبلول ارتديت الشورت والشبشب لأنزل ابدل في‮ ‬غرفة خلع الملابس‮.. ‬وجدت مصطفي عيد يأخذني من يدي بهيئتي هذه،‮ ‬ويدفع في يدي مجموعة من الأوراق فيها نتيجة البطولة‮.. ‬وهو كان يغطي ألعاب الماء لجريدة الجمهورية‮.. ‬ورئيس القسم عمنا عبدالرحمن فهمي‮.. ‬ودفع لسيارة أجرة مبلغا من المال ليذهب بي،‮ ‬وأعود‮.. ‬ونزلت في شارع نجيب الريحاني حيث دار التحرير وأنا عاري وبشورت وشبشب‮.‬
فالتف حولي عدد من الناس لأن مظهري‮ ‬غير مألوف‮.. ‬وفي أمن الدار اندهشوا وسألوني عن مقصدي‮.. ‬قلت معي شغل لا يستحمل التأخير للأستاذ عبده فهمي كما كنا نناديه‮.. ‬وعندما وصلت إليه قال لي أنت بين وازاي تيجي بالشكل ده‮..‬اعطيته أوراق مصطفي عبيد وطلبت منه مجموعة من الأوراق وجلست أكتب بضعة أخبار‮.. ‬وقلت له‮: ‬هذا رزق يا أستاذ عبده‮.. ‬فقال‮: ‬أنا مش فاضي يالله مع السلامة‮.. ‬فقلت له‮: ‬اقرأ ما كتبت‮.. ‬فلما قرأ وقع عليه وأرسله للمطبعة‮.. ‬ثم قال‮: ‬تعالي كل يوم معك أخبار مثل هذه الأخبار ولكن تيجي لابس هدومك‮ .‬
ومن هنا بدأت طريقي للصحافة‮.. ‬فغضب والدي شدة الغضب‮.. ‬وقال‮: ‬جامعتك قبل أي شيء‮.. ‬وقال للرئيس السادات الولد ده مش نافع‮.. ‬أنا عاوز الجامعة وهو يعتزل اللعب ثم يعمل جورنالجي‮.‬
السادات شجعني للصحافة
أنا قررت أن أطرده من البيت‮.. ‬وهنا نظر السادات بغضب لوالدي وقال له رجل تعليم مثلك يقول هذا الكلام‮: ‬هذا الولد سيكون له شأن لأنه يبحث عن ذاته‮.. ‬ولابد أن يجد ما هو متفوق فيه‮.. ‬صحيح ممكن يتأخر بعض الشيء في التخرج‮.. ‬لكنه يكون قد وضع رجله علي ما يحب‮.. ‬ويصبح له شأن‮.. ‬وأثناه عن طردي من المنزل‮.. ‬فشكرته‮.. ‬فقال‮: ‬كن عند حسن الظن يا بني وانجح في جامعتك وانجح كإداري ألعاب ماء‮.. ‬ثم سألني أنت بتحب الصحافة‮.. ‬فقلت له منذ كنت في المدرسة الابتدائية‮.. ‬وهي المنيرة التي كان بها مصطفي وعلي أمين وعلي بعد أمتار من ضريح سعد وبيت الأمة‮.. ‬وعملا أول جريدة حائط كما قال مدرس اللغة العربية‮.. ‬وطلب منا عمل جريدة حائط فقمت برسمها وتوزيع المادة الصحفية التي صغتها‮ ‬عليها وهنا قال لي السادات استمر في هوايتك هذه باخلاص وسيكون لك شأن اذا تخرجت من كليتك‮.‬
ونظر إلي أبي وقال له‮:" ‬ابنك هذا طموح ووجب أن تشجعه‮.. ‬فهو يشغل كل وقته في الدراسة وادارة السباحة والجريدة‮.. ‬ولابد أن يكتشف نفسه في واحدة منهم‮.. ‬ولهذا شعرت أن السادات واسع الثقافة والتفكير هو أبي وقدوتي‮.. ‬ورأيت فيه القائد الحكيم بعد أن خاطب أبي ليتركني أبحث عن نفسي‮.. ‬ولم أخذله صحيح تأخرت بعض الشيء في تخرجي من الجامعة‮ ‬،‮ ‬ولكني لمعت جدا في جريدة الجمهورية ونجحت أيضا في عملي كإداري ووصلت لأرفع المناصب في الاتحاد المحلي والاتحاد الدولي للسباحة المسافات الطويلة‮.. ‬ونجحت في الصحافة فتوليت في الأخبار مساعد رئيس تحرير ووضعني أستاذي موسي صبري في أول مجلس تحرير وكنت من مؤ سسي مجلة أكتوبر وهي من بنات أفكار أنور السادات وتوليت عضوية مجلس ادارة دار المعارف بالتعيين مرتين‮..‬
ووصلت إلي منصب مدير التحرير التنفيذي‮.. ‬وبعد السن القانوني‮ ‬65‮ ‬سنة عينت مستشارا للتحرير‮.. ‬وأنا في كل هذا النجاح‮.. ‬قلت لوالدي‮: ‬هل أنت راض عني‮.. ‬قال اقرأ الفاتحة لبطل الأبطال الشهيد أنور السادات‮.. ‬الذي أمرني أن أتركك تبحث عن ذاتك‮.‬
زيارة وتهنئة صديق
وتعرض والدي مرتين أخريين لعمليتين جراحيتين‮ ‬بينهما مسافات‮.. ‬الأولي الفتاق بسبب ممارسته رفع الأثقال من‮ ‬غير الحزام‮.. ‬والثانية البورستاتة‮.. ‬ففي الأولي لم يكن أنور السادات رئيسا للجمهورية بعد‮.. ‬والمستشفي المفضل لدي والدي هو علي باشا ابراهيم‮ .. ‬ودائما فكري باشا سباق لمداعبة والدي‮.. ‬وحتي عندما كون محمود فهمي فريق الشمس ليدفع الناس لممارسة الرياضة‮.. ‬كون فكري باشا فريق القمر لممارسة الحياة الاجتماعية والثقافية ليلا‮..‬
الرئيس‮ ‬يهنئ والدي صديقه
وكان الرئيس السادات يداعبهما كيف يجتمع الشمس مع القمر‮.. ‬مع أن الله خلق الكواكب وخلق لكل مجراه‮.. ‬ثم نظر لوالدي وقال له عمل ايه الرخا مع الفتق‮.. ‬فرد فكري باشا فتق ايه ده حتة خرقة مفرتكة‮.. ‬فرد والدي الفتق لم يأخذ شغلا كثيرا مع الدكتور حلمي عبدالشافي عضو فريق الشمس بالعند في فريق القمر‮.. ‬وبعدها أجري عملية البروستاتة‮.. ‬وكان أنور السادات رئيسا للجمهورية‮.. ‬فأرسل ليتحمل مصاريف العملية فوجدها دفعت‮.. ‬وقالوا له‮: ‬محمود فهمي شفي وخرج للبيت‮.. ‬فأرسل أشرف بكير الأمين الأول لرئيس الجمهورية مندوبا عنه بخطاب شخصي وفازه كريستال مملوءة بأجود أنواع الشيكولاتة‮.. ‬مهنئا له بالسلامة‮.‬
وهنا أطلعت الأستاذ موسي صبري علي الخطاب‮.. ‬فكتب في الصفحة الأولي الرئيس يهنيء صديقه مع صورة لوالدي‮.. ‬وكيف لا يكون السادات وهو بهذا الوفاء إلا حبيب مصر والأكثر انتماء‮.. ‬فلا انتماء بدون وفاء‮.. ‬وأستطيع القول بكل الفم المليان أن السادات عندما يتكلم عن مصر كان قلبه هو الذي يتكلم‮.. ‬وتشعر بذلك في نبراته‮.. ‬فالسادات مخلوق من طمي النيل أي زرع في أرض خصبة‮.. ‬ولهذا كان انتصار أكتوبر‮ ‬73.‬‮. ‬فكيف استغل دهاءه السياسي والعسكري ليضرب ضربته القاتلة لإسرائيل‮.‬
درس في الأدب
وتولي محمود أمين العالم رئاسة مجلس ادارة أخبار‮ ‬اليوم ورئاسة التحرير‮.. ‬وهو اليساري أو بالعربي الفصيح الشيوعي وهذا لا يعيبه لأنها قناعته وفكره‮.. ‬وجرب المعتقلات والزنزانات المظلمة وكل ما لذ وطاب من سوء المعاملة‮.. ‬ودخل أخبار اليوم وقال إنه جاء بجاكتته‮.. ‬وتبرع ب‮ ‬60‮ ‬جنيها من مرتبه لأحسن محرر كل شهر،‮ ‬وعملها ولكن شهر واحد‮.. ‬وكان يدفع شباب المؤسسة دفعا لمنظمة الشباب الاشتراكي للتدريب في حلوان‮..‬وليصبحوا ملتزمين‮.. ‬ولا فرق كبير بين الالتزام والسمع والطاعة‮.. ‬وحكاية ضم اليد ووضعها علي الرأس نقطة نظام‮.. ‬وقابلني علي سلم المؤسسة فسلم عليّ‮ ‬وقبلني،‮ ‬وقال لي‮: ‬أنت الجان برمييه بتاع المؤسسة‮.. ‬فانسحبت من لساني وقلت له‮: ‬أنا في الأخبار صحفي،‮ ‬والتمثيل له رجاله‮.. ‬مع العلم أنني كنت أمثل بالجامعة‮.. ‬وهمش كل قيادات الأخباروالسهرانين علي اخراجها،‮ ‬واستبدلهم بصحفيين يساريين‮.. ‬ولحظي قابلني مرة أخري،‮ ‬وقال لي‮: ‬أنا رشحتك لمنظمة الشباب فقلت له أنا لست سياسيا فقال ندربك لتكون سياسيا‮.. ‬ولكني قلت أنا اقدس حرية واستقلال الفكر‮.. ‬فتركني وركب المصعد‮.. ‬وبعدها عنيك ما تشوف إلا النور‮.. ‬فالذي لا يعرفه الكثيرون أن عبدالمجيد نعمان يساري بل قال لي بعض الشيوعيين انه كان حدتوا‮.. ‬ولكنه كان ضابطا بالقوات الجوية اخفي تماما هذا الاعتقاد‮.. ‬
السادات مشرفا علي أخبار اليوم
وجدت نفسي محروماً‮ ‬من العلاوات وعين عبدالمجيد مشرفا إلي جانب عمله رئيس تحرير الرياضة بقرار من العالم مشرفا عاما علي كل ادارات أخبار اليوم الصحفية وغير الصحفية‮.. ‬والجريدة اسمها الأخبار ولكن بعض مانشيتاتها كانت رأي‮.. ‬وانهار توزيع الأخبار وأخبار اليوم‮.. ‬وفجأة عين علي صبري مشرفا سياسيا علي دار التحرير وأنور السادات مشرفا سياسيا علي أخبار اليوم‮.. ‬وقلت جالك الفرج‮.. ‬فقابلت عمي فوزي عبدالحافظ في المصعد وطلبت منه أن اسلم علي السادات‮.. ‬فأخذني من يدي وسألني عن والدي وابلغني تحياته له‮.. ‬وسلمت علي السادات وقلت له أخبار اليوم نورت‮.. ‬
فقال‮: ‬متشكر يا ابني‮ »‬‬دا هم كبير‮.. ‬وتشجعت فكتبت له خطابا أشكو فيه عبدالمجيد نعمان لحرماني من العلاوة رغم انتاجي الغزير‮.. ‬وفعلا سلمته له‮.. ‬وطلب الرئيس الاجتماع مع العالم بكل صحفييي المؤسسة‮.. ‬
وكان الاجتماع في نادي المؤسسة في الدور الثالث‮.. ‬وفجأة قامت زميلة وهاجمت العالم‮.. ‬وقالت‮: ‬أنه قال أنه جاء بجاكتته فقط ولكنه ملأ الأخبار بأبوزمل كما اعطي سلطات واسعة للذين كانوا في الأخبار من الأصل‮.. ‬وأصبح أبناء أخبار اليوم المنتمين للصحافة فقط مهمشين‮.. ‬وقال زميل لا اتذكره أن الاستاذ العالم رفع مرتبات أي أبوزمل وعين بمرتبات خرافية‮ ‬400‮ ‬جنيه‮.. ‬وهذا المبلغ‮ ‬في هذا الوقت يعتبر فلكيا‮.. ‬وهنا وضح الغضب علي وجه السادات‮..‬
وقال أنا لا أقبل الهجوم علي رئيس المؤسسة فالرئيس أب وله سلطة أبوية‮.. ‬وأنا لا أرضي أن يهاجم أحد أبوه‮.. ‬وأخذ يداعب العالم قائلا‮: ‬نحن مختلفون في الفكر‮.. ‬وفاكر عندما جلسنا عند سفح الهرم نتناقش طول الليل‮.. ‬لا انت عرفت تقنعني،‮ ‬ولا أنا عرفته‮.. ‬غلبتني يا محمود‮.. ‬علي العموم أخبار اليوم أمانة ووجب الأزدهار بها،‮ ‬وأنا أريدها،‮ ‬أقوي من جارتها ويقصد الأهرام‮.. ‬وعليك أن تعلو بشأنها ولم أكن أعرف المصيبة فقد حول السادات أصل خطابي إلي نعمان‮.. ‬فلما سألت الرئيس السادات وأنا مصدوم قال‮: ‬اشكو رئيسك لنفسه وأعرف منه سبب عدم منحك العلاوة‮.. ‬وإلا إذا كل واحد اشتكي رئيسه ارتبك العمل‮.. ‬ونزلت مدلدل الرأس مقهورا حاملا ظلمي داخلي‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.