يتمتع المدرب الكبير صبري المنياوى بامكانيات وأخلاقيات عالية، وما من ناد أو فريق ذهب إليه ليقوده من على الدكة الفنية إلا وينجح معه، وأبرز هذه الأندية دراويش الاسماعيلية، وهذه الفرق والأندية عندما كان يغادرها صبرى المنياوى فكان يرحل عنها وهو يحظى بعلاقة طيبة للغاية لترفع رصيد مكاسبه. ولايستثنى كل هذه التجارب العديدة الا التجربة الأخيرة للمنياوى مع المصرى والتى يرى المنياوى أنها تجربة مؤلمة وحزينة خسر فيها خمس سنوات تدريبية من عمره، عن هذه التجربة.. سلبياتها وايجابياتها وتفاصيلها، كان اللقاء التالى "لأخبار الرياضة" مع صبرى المنياوى. ماذا تقول عن تجربتك مع المصري؟ -تجربة احاطت بها الظروف الصعبة من كل جانب من البداية وحتى النهاية، فعندما ذهبت كانت الأمور صعبة، ولم تكن هناك من الماديات التى تساند الفريق خاصة بعد رحيل كامل أبوعلى عن النادى كرئيس له. وماذا عن علاقتك بمجلس الادارة؟ -عندما ذهبت للمصرى لم يكن هناك سوى ثلاثة أعضاء فقط من بينهم ويقودهم ياسر يحيى القائم بأعمال رئيس النادي، وللأسف كانوا جميعا يفتقدون للخبرة الادارية، وبصراحة أنا تنازلت عن أشياء كثيرة حبا فى اتمام مهمتى برجولة وعلى خير وجه. وما الصعوبات التى عشتها فى مهمتك بالمصري؟ -مشاكل وأزمات مختلفة، مادية وغيرها، فمثلا فى أول تمرين حدثت مشكلة كبيرة فالملعب امتلأ عن آخره بالسيدات والرجال والأطفال أهالى من ثم الحكم عليهم بالاعدام فى حادثة استاد بورسعيد يطالبون الادارة بمحام كبير مقابل مليون جنيه للدفاع عن ابنائهم المحكوم عليهم بالاعدام. وكانت الحالة النفسية للاعبين أيضا سيئة وكانت تصل إليهم تهديدات بالقتل وانا متأكد ان هذه التهديدات ليست من جمهور الأهلي. وكيف افتقد مجلس ياسر يحيى للخبرة الادارية؟ -عندما وصلت بورسعيد وجدته قد اعاد عددا كبيرا من لاعبى الفريق بمقابلات مادية كبيرة تتخطى فى أحيان كثيرة ال800 و900 ألف ومن المفارقات الغريبة انه لم يتم رصد مكافآت للفوز الا الفى جنيه فى نفس الوقت الذى كان يأخذ فيه اللاعبون فى الدورى أكثر من أربعة وخمسة آلاف وأكثر، وهذا تسبب فى تأخير اللائحة المهم كانت هناك خلافات فى الرؤي، والأهم ان ياسر يحيى لم يكن هو الذى بيمشى الدنيا، ولكن اللى كان بيمشى الدنيا كلها فى المصري.. الألتراس. وماذا عن تأثير كل هذه الظروف على اللاعبين والجهاز؟ -تأثير خطير ماديا ومعنويا وافتقدوا للتركيز فى كثير من الأوقات والمباريات ففى احدى المرات كنا نستعد للزمالك، وتسبب اصرار الادارة بقيادة ياسر يحيى على ان يزوره عشرة آلاف من الالتراس فى وقت متأخر مع المحافظ للفريق فاضطررنا للسفر فى اليوم التالى لمواجهة الزمالك وانهزم الفريق بعد فقدان التركيز وكان الفريق يفتقد التركيز كثيرا فى مثل هذه المواقف. ويفكر المنياوى قليلا ثم يطلق قنبلة قائلا: تصور قبل مباراة الاسماعيلى تقول الادارة لعدد محدد من اللاعبين غدا بعد المباراة المنياوى ماشى ماشى اذا فازا وانهزم الفريق، ولحب اللاعبين لى قال اللاعبون لبعضهم البعض ياجماعة احنا مش عايزين فضايح بكره وتلقوا الهزيمة صفر/2 فقط، وحدثت الواقعة قبل مباراة الزمالك. ولماذا برغم كل هذه الحرب لم تبادر بالرحيل أو باحراج الادارة؟ -لأننى لا أحب الفشل وتمنيت الاستمرار فى المهمة للنهاية لانقاذ المصري، ولم أحب أن انتقد أو أهاجم فى الإعلام احتراما وعلشان خاطر النادى المصري. ايجابيات و5 سنوات للخلف وماذا عن أهم الجوانب الايجابية فى التجربة؟ -علاقة طيبة جيدة جدا مع اللاعبين ومع الجماهير الوفية العادية التى تشجع المصرى وأهل بورسعيد. -وعلى المستوى الكروى والفنى تقديم واكتشاف أكثر من لاعب متميز مثل.. الحارس احمد حسين، والمساك اسلام صلاح والمهاجم عطية النشوي، ولاعب الوسط محمد بسيونى وهو من أشبال المصري. وماذا تقول فى النهاية؟ -مع احترامى للمصرى ولجماهيره هذه التجربة رجعتنى 5 سنين للوراء، بعد كل ما حققته فى السابق، وخاصة مع الاسماعيلى فى الدورى والكونفيدرالية الافريقية والبطولة العربية ولكن الحمد لله على كل شيء.