جنون الحكم والسياسة اصحبا عنوان ما يجرى فى تركيا الان، او بالادق فى عهد رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان، بائع البطيخ والسميط كما قال عن نفسه فى مناظرة تلفزيونية مع دنيز بايكال، فالرجل الذى يدعم الاخوان فى مصر، ويناصره الاخوان فى تركيا، يترنح ويتراقص بين اقواله وافعاله، وما بين الاقوال والافعال مساحة شاسعة وكم كبير من التناقضات. وقبل الاشارة الى تلك المساحة الشاسعة وتناقضات "اردوغان" كان يجب الاشارة الى مدى التوافق بين هذا الرجل ونظام الاخوان فى مصر، وهو ما ظهر لزيارته للرئيس المعزول فور توليه الحكم فى مصر، ومعها كانت الضجة الاعلامية التى صاحبت الزيارة، ليرفع الاخوان شعار انهم يريدون دولة اسلامية مثل تركيا، وان مصر ستنهض فى القريب العاجل على نفس نهج الدولة التركية، وسرعان ما سنرى مصر اسلامية متطورة تخيم عليها رفاهية العيش، وكأن مصر قبل او بعد تولى مرسى كانت دولة لا تعرف عن الاسلام شيئاً، وان بوضع يد مرسى فى يد "اردوغان" سارت الدولة نموذجاً للديقراطية والرفاهية، وامتد توافق اردوغان مع الاخوان حتى بعد عزل "مرسى" ليرفع فى اكثر من مناسبة قومية باصابعه الاربعة، متضامناً مع ما اسماه بقضية الشرعية كما يقول ويردد الاخوان، حتى كان قراره الاخير بتنظيم اعتصام فى احد ميادين تركيا للتضامن مع قضية اخوان مصر وذلك فى يوم 3 من الشهر المقبل، والذى يتوافق مع عزل "مرسى" من الحكم بإرادة شعبية. ونعود مرة اخرى الى "اردوغان" الذى يدعم الدولة الاسلامية، فنفس الرجل الاسبوع الماضى صرح بإقامة اول مسابقة من نوعها لاختيار ملك جمال المتحولين جنسياً"، بعد سنوات من معاناة المتحولين جنسياً للحصول على حقوقهم ومحاربة العنف والاضطهاد ضدهم، وذلك حسب صحيفة "ديلى ميل" البريطانية التى علقت على الخبر، بان تلك المثلية الجنسية ليست جريمة فى تركيا. والاكثر اثارة والاغرب، ان نفس حكومة "اردوغان" صرحت بمظاهرة فى اليوم التالى، وقبل شهر رمضان بيومين فقط، قادها الاف المثلين من فترة المغرب وحتى فجر اليوم التالى، بالقرب من ساحة ميدان »تقسيم« - وهو نفس الميدان الذى شهد موجات من الاحتجاج على سياسة اردوغان- ولوح المتظاهرين بأعلام تحمل ألوان قوس قزح، كما حملوا لافتات مكتوبا عليها :«نحن لسنا مرضى ولسنا وحدنا». والحقيقة انه ليس على "اردوغان" اى حرج، فسياساته تخص شعبه، وليس لنا اى تعليق او تدخل فيها، نعلق فقط على سياساته التى تخصنا، التى تدعم الاخوان بدعوى انحيازه للدولة الاسلامية، هل مازال انصار الجماعة الارهابية يعتقدون ان اردوغان يناصر الدولة الاسلامية؟!، اى دولة اسلامية هذه التى تبيح المثلية الجنسية، وتبيح حفلات اختيار ملك جمال المتحولين جنسياً؟!. الواقع ايضاَ يؤكد ان جماعة الاخوان تهذى منذ ظهورها، تتاجر بالدين منذ نشأتها، تترنح بأفكارها منذ طفت على السطح وتوليها مقاليد البلاد لفترة، يؤكد قياداتها انهم يناصرون الدين الاسلامى، بينما هم فى حقيقة الامر يتاجرون بالدين من اجل الوصول للسلطة، والتصريح بالاباحية فى مقابل عدم تعرضهم للنقد من قبل دول الحريات التى تبيح الشذوذ. وعلى نفس المنوال سار مرسى، ففى الوقت الذى اعلن فيه انه لابديل عن الشريعة الاسلامية فى الحكم، صرح لتراخيص الملاهى الليلية بثلاث سنوات بدلاً من سنتين. ما يدعو للجنون ان نفس الفصيل الذى يتغنى بالاسلام فى مصر، هو نفس الفصيل الذى يرى ان اردوغان مثالاً حى على القائد المغوار الذى يحكم الدولة الاسلامية، ولذلك ليس من الغريب ان تغيب عقولهم مع "مرسى" الذى اتبع نفس النهج، اين اخوان مصر "بتوع" الشرعية من اسبوع الشواذ فى تركيا !؟. الى انصار الاخوان وشرعيتكم الكاذبة، الافضل لكم الا تكذبوا على انفسكم سيروا على نهج امرائكم وخلافتكم المزعومة، التى تحرض على الشذوذ والمثلية. اعلم ان هناك من المخطوفين ذهنياً، بعدما تم تغميم اعينهم بايادى قادتهم، لكن بعد كل هذا، هل انتم مازلتوا سعداء بتجارة قيادتكم بالدين، هل تظنون ان خالقنا سيتركم تتمادون وان تعيثون على الارض فساداً وتتاجرون بدين السماحة والسلام؟!. [email protected]