إذا كانت كل الحوادث كُتبت من قبل – كما قال الكاتب والشاعر الإنجليزي المبدع وليم شكسبير – لكن يبقي مصطلح داعش الذي أُضيف الي قاموس الإرهاب الدولي خلال الربع قرن الأخيرة يشكل علامة فارقة في استراتيجية الاعمال المسلحة والمنظمة، وهو نفس الاسم الذي ينتمي الي عائلة واحدة، أوعشيرة انطلقت من بغداد وأطلقت علي نفسها عائلة البغدادي ونسبوا أنفسهم كأحفاد الإمام الحسين رضي الله عنه حفيد النبي صلي الله عليه وسلم وخلافاً لعقيدة هذه الجماعة التي تقود حروبًا في عدة دول عربية، ما بين قتل بدم بارد وتدمير وتفجيرات خلّفت ضحايا بالألاف في العراق والشام؛ تكثر التساؤلات التي تقودنا أحيانا الي رهانات بغيضة، بين كون هذا التنظيم مؤامرة إقليمية يدعمها حكم نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية، ومصلحته في أن تنزلق البلاد في حروب مذهبية بين السنة والشيعة؛ خاصة وأن هذا التنظيم الإرهابي بات يسيطر علي مدن عراقية، في الوقت الذي يرفض فيه المالكي هذا الاتهام، محددًا أيامًا قليلة للقضاء علي هذا التنظيم الإرهابي وبروز اسم عزة ابراهيم الدوري الرجل الثاني في نظام صدام حسين – شيخ المجاهدين – كما يطلق علي نفسه، واجتماعه بقيادات هذا التنظيم في جنوب الموصل، وإعلانه من مخبأه "أنه لن تفصلنا عن معركة التحرير سوي أيام قليلة " محذرًا العراقيين في الأيام المقبلة، من الخروج جماعات الي الشارع ! السؤال إذن: هذا الرجل الذي أعلن نفسه قائد أو أمير الدولة الإسلامية في العراق والشام معتنقًا الفكر الجهادي والتكفير أبوبكر البغدادي؛ ذلك الرجل الغامض الذي يمتلك أموالاً هائلة لا أحد يعلم مصدرها علي وجه الدقة ويسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في العراق والشام أين يختبأ الان؟! حتى صورته تأتينا مشوشة غير واضحة المعالم اللهم إلا صورتان نشرتهما المباحث الفيدرالية الأمريكية "FBI" لرجل ممتلئ الوجه؛ ملامحه تنم عن قسوة وغلظة، تكسوه لحية غير مهذبة تطول صدره، مع صلع يحتل أجزاء كبيرة من رأسه التي تساوي الان عشرة ملايين دولار؛ وهو المبلغ الذي رصدته الولاياتالمتحدةالأمريكية لمن يدلي عن مكانه او بمعلومات دقيقة تقود الي القبض عليه حيًا أو ميتًا، المؤكد انه يختبئ في العراق الذي يقع كله الآن بين مطرقة التكفير التي يحملها تنظيم داعش، وسندان الطائفية؛ ذلك المنحدر السحيق الذي تهوي البلاد إليه الآن! والسؤال بعد ذلك: هل يوجد لتنظيم داعش وجود في مصر؟! المعلوم أنه لا توجد أخبار مؤكدة ولا حتى متواترة تشير الي وجوده في مصر، وسط ترجيحات تقول إن أبوحمزة المصري أو المهاجر - كما يُطلق عليه – ذلك الرجل ذو اليد النحاسية بعد بتر يده اليمني وفقدانه بصر عينه اليسرى نتيجة انفجار لغم فيه بأفغانستان، يقود عمليات إرهابية بنفسه في سيناء، وإنه وجماعته وراء اغتيال ضابط الامن الوطني الشهيد محمد أبو شقرة، وسعيهم الي جعل سيناء إمارة إسلامية، ذلك الحلم الذي لم يكتمل أيام مرسي! فذلكة لابد منها في النهاية: أسفل قبو تحت الأرض ينتهي بسرداب، أخذ التلاميذ أماكنهم داخل حجرة من حجراته؛ خلف مناضد خشبية لا تنبس شفاههم بكلمة، فالسمع والطاعة واجبان؛ حتى وهم يخلون الي أنفسهم لحظات ويدخل أستاذهم الذي يعلمهم دروس التكفير؛ الحصة هذه المرة عن كلمة داعش صرخ فيهم المدرس الإرهابي شارحًا: "داعش يا ولاد كما تعلمون تتكون من أربعة حروف حرف الدال وتعني دهس رؤوس الكفرة بكل غلٍ وبلا رحمة وحرف الألف معناها ان نطبق بالإكراه قواعد ديننا كما نفهمه نحن فالدين دستور وليس بهامش، ونأتي الي حرف العين أي عصفنا بكل مكيدة دُبرت ضدنا وأخيرا يا ولاد نصل الي حرف السين ومعناها سنكتب بالدم والرصاص نهاية دولة الكفر!" ... إلى معلومة العنوان: أنطق اسمك عاليًا بكل شجاعة فتنساب حروفه من فمي كقطرات رقراقه يمتصها جسدي [email protected]