الفرق بين دموع"مبارك" ووعيد "البلتاجي" كبير،فرق بين "فاسد" استسلم للهزيمة من الشعب،"ودموي" يتحدي وطناً،ولن تشفع الدموع – لو ذرفها دما- ولن تجدي دعوات الفوضى شيئا ،القانون سيقتص لدماء الشهداء ،وينتقم من العابثين بالوطن. وحين رأيت دموع "مبارك" في جلسة السبت الماضي ،لم يتحرك بين ضلوعي سوى دعاء بحسن الخاتمة ،وشفقة على "شيخوخة" استسلمت للهزيمة،أما عندما هدد "البلتاجي" – قبل جلسة قضية مسجد الاستقامة- وردد أن "السيسي" لن يهنأ بحكم مصر ،قفز إلى رأسي تعليقا يعاقب عليها قانون الآداب ،واكتفيت بكلمة"حمرا". وهذه اللغة التي اعتادت الجماعة الدموية أن تخاطب بها المصريين ،هي تصرفات لمن فقد عقله ،لأن التجربة الحية بين أيدينا تؤكد أن المصريين لا يلتفتون إلى مثل هذه التهديدات،وأنهم كتبوا نهاية الفاشيين الجدد باختيار رئيسهم . والمشير عبد الفتاح السيسي لم يتم انتخابه كي يهنأ أو يتنعم – مثلما كان يفعل سابقوه- لكن هذا المقاتل تم استدعاؤه ليقود معركة وطنية ،هي من أهم معارك الوطن في التاريخ الحديث،معركة إعادة بناء مصر من جديد ،معركة القضاء على البطالة والفقر والحاجة والتبعية ،معركة ليس فيها عمالة ولاخيانة ولا انتفاع. السيسي يا عميان البصر والبصيرة ،يقود جيشا ،لا يعرف الهزيمة ،لايقصي ولا يحصص ولا يخصص،المعيار عنده العطاء والوفاء ،السيسي جاء بتكليف من شعب رأى فيه الخلاص من ماض قريب فسد وأفسد وتاجر بأحلام المصريين،ونهاية لماض أقرب خان وباع وهدد وتوعد وأكل "البط والسيمون فيليه" وترك شعبه يواجه آلام الجوع والمرض والحاجة. ومصر يا فاقدي العقول لم تعد وجبه وضيعة ،يمكن أن يهنأ بها حاكم ،مصر كبرت ونضجت وخرج شعبها من عنق الزجاجة وحطم القمقم وكسر القيود الحديدية التي كانت تكبل سواعده،وأصبح صاحب القرار في اختيار من يحكمه ويتولى مهام قيادته . والذين يعيشون أوهام أحلام بالعودة إلى المنافع والمكاسب ،أبدا لن يتحقق لهم مطلبا ،ولن يصلوا إلى مأرب ،اليوم صار الحصاد لمن يزرع ،وقطف الثمار لمن سقى ورعى واعتنى ،لا استغلال ولا "استهبال" ،انتهى بالمرة عهد "السماسرة" وكله صار "ع المكشوف وعلى عينك ياتاجر". يبقى دور الشباب – الدور الأهم- عليه أن يدرك حالة الوطن من كل الجوانب ،وأن يده لن يصلها الطعام إلا إذا جدت وكدت وعرفت وأنتجت ،عليه إدراك أن البيت الكبير يحتاج إلى طوبة جديدة تقوي البناء وتحفظه من السقوط ،عليه أن يدرك ويؤمن أن "مصر فعلا بتتغيرولن تتغير إلى الأحسن إلا بسواعده" رسالة: ماقام به المناضل حمدين صباحي ،يلزمني أن أعتذر له عن كل إساءة صدرت من إعلامي أهوج ،لايعلم كيف تكون الوطنية ولا دور الإعلام ،لكنه مجرد "مطبلاتي وواحد من محترفي التلميع ،لايحمل قلما ،لكنه يعلق في عنقه صندوق بويا" عمر حسانين [email protected]