بعد ما يقرب من 170 يوم من ثورة 25 يناير. اصبحت الثورة في مفترق طرق إما ان تواصل طريقها وتستكمل اهدافها بنجاح وإما ان تخسر كل ما حققته من نجاحات وتعود الي نقطة الصفر.. الثورة انطلقت في البداية كالطوفان الهادر الذي اقتلع في طريقه اشجار يابسة ضربت بجذورها في الارض عبر 30 عاما حتي ظن الجميع ان تحريك الهرم من مكانه اسهل من اقتلاعها..واطاحت الثورة بنظام حكم حسني مبارك وتم حل مجلسي الشعب والشوري وتحول الحزب الوطني الي فقاعة صابون وتم القبض علي رموز النظام السابق وتقديمهم الي القضاء ليحاكموا بتهم الفساد والإفساد ..ولكن .. تجمد الوضع تماما بعد ذلك ولم يعد هناك اي جديد علي الاطلاق ..مبارك ينعم بالراحة والسكينة في شرم الشيخ ورموز الفساد يتمتعون بالاسترخاء في منتجع بورتو طره والضباط المتهمون بقتل المتظاهرين يباشرون عملهم في مكاتبهم ويطمسون ادلة ادانتهم.. اذا كانت هناك ادلة اصلا ..! كل هذا الجمود والتباطؤ ساهم في اشعال ثورة الغضب الثانية التي لم تهدأ حتي لحظة كتابة هذه السطورولم يفلح خطاب الدكتور عصام شرف في اطفاء نار الفتنة بل ساهم في اشتعالها اكثر وتحويلها الي عصيان مدني يهدد جوانب الحياة في مصر بالشلل التام الدكتور عصام شرف جانبه الصواب تماما في هذا البيان الذي رفض الثوار كل ما فيه..فأولا قراره بإنهاء خدمة الضباط المتهمين بقتل الثوار ليس من حقه..أولا لأن هؤلاء الضباط مازالوا يحاكمون امام القضاء ولم يصدر حكم بادانتهم حتي هذه اللحظة فبأي حق يتم طردهم من الخدمة ؟!.. وثانيا لأنه ليس من حقه قانونا اتخاذ مثل هذا اقرار وتخطي المجلس الاعلي للشرطة صاحب الحق في اتخاذ مثل هذه القرارات وجانبه الصواب ايضا باصراره علي اهانة اهالي الشهداء عندما اكد ان تعويضات الشهداء والمصابين سيتم صرفها فورا وبدون ابطاء وكأن كل ما يعنيهم هو المال ..لا يادكتور عصام ..اموال الدنيا كلها لا تساوي نقطة واحدة سالت من دماء زهرة شباب مصر وليست هي ماسيطفئ نار اهاليهم وانما القصاص العادل باختصار شديد.. لقد اثبتت الازمات الاخيرة ان الدكتور عصام شرف مع احترامنا وتقديرنا الكامل له ليس رجل هذه المرحلة ياسادة الفتنة قائمة..فمن يطفئها؟