الأمن في حلايب وشلاتين تلك القطعة الغالية من ارض مصر من اهم العوامل لبقاء هذا المجتمع فعلى الرغم من الفقرالمدقع إلا أن نسبة الجرائم بالنسبة للفقر لاتكاد تذكر فجرائم مثل القتل والاغتصاب والخيانة لايعرفها هذا المجتمع المسالم فخلال 3 سنوات كاملة كانت هناك جريمة قتل واحدة طرفاها ليسا من اهل المدينة فأحدهما من اسوان والآخر سوهاجى اختلفا حول شراء قطعة من مخدر الحشيش ولانهما ليسا فى حالاتهما الطبيعية طعن احدهما الآخر فى قلبه بسكين مطبخ كبير ليسقط قتيلا .. وانقلبت الدنيا فى شلاتين فكيف يحدث هذا فى هذه المدينة المسالمة .. واجتمع شيوخ القبائل واصدروا حكما على القاتل وأسرته كلها بالنفى خارج المدينة حتى لايحدث ما لايحمد عقباه وبالفعل خلال اقل من عدة ساعات كانت اسرة القاتل تخرج من المدينة كلها ليسود الهدوء مرة اخرى شوارع المدينة اما بالنسبة لاول عملية سرقة فى تاريخ المدينة فيحكيها لنا بعض من الاهالى الاصليين فهى وقعت خلال عام 1989 لشخص سودانى جاء من الخرطوم للعمل فى شلاتين واستقبله اهل البلد بالترحاب كعادتهم دائما وبدأ العمل لكنه بدأ فى سرقة بعض المحلات وعمل على تخبئة مسروقاته داخل الصحراء ... وعندما كثرت السرقات لجأ الشيوخ لقصاص الاثر والذى بدأ فى تقصي اثر السارق وعلى الرغم من قيام السارق بتغيير حذائه اكثر من مرة إلا أن قصاص الاثر استطاع ان يتوصل الى السارق الحقيقى وسط عشرات من الاهالى ليتم الحكم عليه بالرحيل عن المدينة بعد أن اعترف واحضر المسروقات التى استولى عليها ... ومدينة شلاتين بها قسم شرطة وحيد يقع بالقرب من السوق وعلى بعد خطوات من محطة الكهرباء التى تغذى المدينة بالكهرباء به مجموعة من العساكر وامناء الشرطة لايتخطوا العشرة اشخاص فى الوردية الواحدة .. مكان متواضع البناء فهو دور واحد .. المكاتب متلاصقة والحجز مقابل لباب القسم الذى لايحرسه احد فمن يحرسون واقصى قضية يتم ضبطها هى قيام احد الباعة بعرض اسلحة بيضاء "خناجر" والتى يتزين بها اهالى البلدة فيتم القبض عليه لجلبه اسلحة بيضاء .. رئيس المباحث هناك برتبة نقيب ويدعى كمال محمد كمال من مشاهدتنا خلال الايام التى قضيناها لاحظنا ان الاهالى هناك يحبونه ويقدرونه وهذا غريب بالنسبة لرجل شرطة ومواطنين لكن ليس هناك شئ غريب او عجيب فانت فى حلايب وشلاتين . عصابات الذهب لكن المشكلة الوحيدة التى تعانى منها مدينتى حلايب وشلاتين هى عصابات التنقيب عن الذهب فى الجبال والتى انتشرت خلال العامين الماضيين بعد اكتشاف وجود الذهب فى المنطقة فبدأ بعض ضعاف النفوس فى تكوين عصابات تتكون من عدة سيارات تخترق الجبال اولهم تكون سيارة ذات دفع رباعى محمل عليها سلاح متعدد كل هدفه حماية العصابة من المخاطر التى تهددها فى الطريق سواء اشخاص عاديين او قوات حرس الحدود او الشرطة العادية اذا تصادف وجود احدهم ثم تتبعها سيارتين نصف نقل بها حوالى 5 او 7 من عناصر العصابة من بينهم صاحب الجهاز الذى يكشف عن الذهب ثم سيارة اخيرة تكون لمراقبة الطريق اثناء عملية التنقيب على الذهب والتى لاتأخذ وقتا طويلا لان اغلب الجبال الموجودة فى المنطقة غنية بالذهب الخالص والذى يستطيع الانسان العادى ان يجده فما بالك بعناصر تمتلك الامكانيات اللازمة للبحث ويتم تقسيم الذهب بين هذه العناصر الثلاثة بمقدار الثلث لكل طرف وهذه العصابات لاتتكون من مصريين فقط بل هناك عصابات سودانية تستغل الطرق الجبلية الوعرة لتبدأ فى التنقيب على الذهب وحدثت العديد من المواجهات خلال الفترة الماضية بين قوات حرس الحدود وهذه العصابات والاهالى لديهم العديد من الحكايات حول هذه العصابات التى حصلت على اموال طائلة خلال الفترة الماضية مما ادى زيادة عملها ورواج هذه التجارة المحرمة والتى تحدث على الرغم من الدولة ليكون السؤال هو الى متى تظل ثروات مصر منهوبة.