أثارت زيارة الرئيس محمد مرسي الي السودان الأيام الماضية جدلا كبيرا قد يصل إلى أزمة بين البلدين حول هوية المنطقة الحدودية بين مصر و السودان حلايب و شلاتين . جاء ذلك بعد أن أدلى ربيع عبد العاطى مستشار الرئيس السوداني عمر البشير،بتصريحات أشارت لوعود من الرئيس محمد مرسي بإعادة مثلث حلايب وشلاتين إلى الحكم السوداني بالأضافة الي نشر موقع حزب الحرية و العدلة خريطة تشير الى ان حلايب و شلاتين سودانية و ليست مصرية ليعود و ينفى كل منهم ما قاله فيما بعد وهو ما أثار حالة من التشويش لدى المصريين حول مصير تلك المنطقة . يعود النزاع الاكبر بين مصر و السودان على أحقية حلايب و شلايتن الى عام 1992عندما حصلت السودان على حقوق التنقيب عن البترول في المياه المقابلة لمثلث حلايب بالتعاون مع شركة كندية، وهو ما أعترضت علية مصروذلك لخضوع حلايب و شلايتن الى مصر أداريا و قامت الشركة بعد ذلك بالفعل بالأنسحاب و لكنة لم يكن النزاع الاخير ففى أكتوبر 2009 نشب خلاف أيضا على مثلث حلايب وشلاتين بين مصر والسودان بعد قرار من رئيس لجنة الدوائر الجغرافية بمفوضية الانتخابات السودانية بضم المثلث إلى الدوائر الانتخابية لها، والبدء فى حملات حصر وتسجيل أسماء الأهالى، وهوالقرار الذى أثار أستياء الحكومة المصرية، وقابله أهالى حلايب وشلاتين بحالة شديدة من الرفض والاستنكار، مؤكدين هويتهم المصرية، وأعلن شيوخ القبائل الذين يعيشون هناك اعتراضهم على القرار وتمسكهم بجنسيتهم المصرية رافضين أى محاولة من جانب السودان للتدخل فى شئون المنطقة. يذكر ان الحدود بين مصر و السودان تم وضعها من قبل بريطانيا عام 1899، وضمت المناطق من دائرة عرض 22 شمالا على خط الأستواء لمصر وعليها يقع مثلث حلايب داخل الحدود المصرية، ثم أعيد ترسيم الحدود بعد ثلاثة أعوام من هذا التاريخ ليجعل مثلث حلايب تابع لإدارة السودان لقرب المثلث للخرطوم منه عن القاهرة، ما دفع السودان إلى اعتبار مثلث حلايب ضمن سيادة أراضيها، وتناست السودان نفسها أنها ظلت ضمن السيادة المصريةحتى 21 فبراير1953عندما وقعت الحكومتان اتفاقية يتم بمقتضاها منح السودان حق تقرير المصير وذلك بعد قيام ثورة يوليو ورحيل المللك فاروق عن مصر . وتقع حلايب وشلاتين جنوب مدينة الغردقة بمسافة 520 كم بمحافظةالبحرالأحمر وتبلغ مساحتها 20,580 كم2،وبها ثلاث مناطق كبرى هي حلايب وأبو رماد وشلاتين، وتعد شلاتين الأكبرمن حيث الحجم ، وتضم في الجنوب الشرقي جبل علبة وهى منطقة تحتوي على كميات هائلة من الذهب، والمنجنيز وخام الحديد والكروم ومواد البناء والجرانيت بالأضافة الي محمية طبيعية بها وديان وغابات ونباتات طبية وحيوانات نادرة، وتتبع مصر إداريا. يسكن هذه المنطقة حوالى مائة ألف نسمة يسودها نظام قبلى أغلبيتها من قبائل البشاريين،والشنيتراب والعبابدة وعدد من الأمرار والرشايدة وهي قبائل من أصول مصرية وسودانية يعيشون على التجارة مع بقية أهلهم البدو الرحل المنتشرين فى الجبال والصحراء المحيطة.