اشتعل الفيس بوك غضباً وحزناً بعد دقائق قليلة من استشهاد الصحفية الشابة ميادة أشرف التى ماتت بعد أن انهت رصاصة الغدر حياتها .. ميادة صحفية شابة فى مقتبل حياتها لم تكمل الثالثة والعشرين عاماً تخرجت من كلية الاعلام 2013 .. ولم تفرح بعملها فى الصحافة .. وكانت أيام سعادتها قليلة بعد أن اختار الله سبحانه وتعالى روحها لتصعد إلى السماء لتكون الشفيع لأسرتها فى الآخرة . وميادة كانت تمتاز بالحماس وهى صفات يمتاز بها أى صحفى فى مقتبل حياته حيث كانت تسابق الزمن حتى تحقق الانفراد والسبق . وكتب القدر النهاية لميادة خلال تغطيتها لمظاهرات عين شمس الجمعة الماضية .. لم تكن أول مظاهرة بل كانت آخر مشاهدها فى الحياة بعد أن استقبل جسدها رصاصة الغدر والموت من قناص مصيره باذن الله نار جهنم . نزفت دماء ميادة بعد اصابتها وفى نفس الوقت نزفت عيون كل من عرفها بالدموع عند سماع خبر استشهادها .. ومن يعرفها يعرف انها عروس شابة لم تضحك لها الدنيا وأحلامها لم تتحقق بعد ، لم تشبع من حنان أسرتها التى اضطرتها ظروف العمل أن تتركهم للعمل فى مهنة البحث عن المتاعب وأصبح حالياً يضاف اليها كلمة الموت . والدة ميادة مثل ملايين الأمهات فى مصر مهما حققت الابنة من نجاح فى حياتها العلمية تحلم بأن ترى ابنتها ترتدى الفستان الأبيض يوم زفافهاولكن لم تحقق أمنية الأم وتحقق لها مشهداً آخر شاهدته بنفسها وهى أن ابنتها أحاط الكفن الأبيض كل تضاريس جسدها لتزف روحها إلى دار الآخرة .. وقاتلها ربما يكون حراً طليقاً فى الدنيا .. وربما يكون له ضحية جديدة غير ميادة . وفى وسط الأحزان على رحيل ميادة كان هناك من يريد أن يربح من استشهادها ويحولها إلى قضية يربح منها .. ولكنها من العالم الآخر تريد أن ترسل لنا كلمات تقول فيها تصارعوا فى الدنيا .. تركتها لكم وصعدت روحى إلى الملك العادل الذى سينتقم من قاتلى . ان شاء الله سيكون بفضل الدعاء الذى خرج من ملايين البشر مكاناً لميادة فى الجنة .. أما قاتلها ستكون نار جهنم هى المستقر له لأنه تجرد قلبه من الرحمة وقتل عروساً شابة كل ذنبها انها كانت تحب الحياة . فى نفس الاسبوع كان استشهاد مارى خريجة الحقوق التى راحت ضحية قاتل لا يعرف الرحمة، مارى قتلت وهى فى مهمة انسانية . كانت فى عزبة النخل فى مهمة لمساعدة الفقراء ، ومارى كانت لها معتقدات ان الانسان لا قيمة له إذا لم يشعر بهموم الآخرين .. يوم استشهادها خرجت لمساعدة الفقراء .. لكن كتب الله لها النهاية بعد أن اغتالتها رصاصة لا تعرف الرحمة. رحم الله شهداء مصر وحفظها من كل مكروه .