تابعت علي مدى ثلاث حلقات الابداع الرفيع والاسلوب الراقى والألفاظ الجميلة التى يطلقها الأستاذ باسم يوسف فى برنامجه البرنامج ...فلم أر في حياتي ابتذالاً ولا انحطاطاً فى مستوى الكلمات والتعبيرات والاسقاطات أكثر من هذه الحلقات ... والغريب ان الناس المأجورين الذين يحضرون تصوير حلقاته يضحكون وبشدة على تلك الافيهات التى لا تحاكى إلا الفكر المريض واسلوب الدون من أبناء الشوارع والمصطلحات التى يستخدمونها . هنا اكتشفت لماذا يتعمد الأخ باسم ان يدعم حلقاته بضيف أو اثنين من الشخصيات التى تتمتع بالاحترام لدى المصريين ... ولكنى لا أعتقد أنهم راضون عن تلك الالفاظ والتعبيرات التى تخدش حياء أصيع خلق الله ولا تترك فى قاموس البذائة لفظاً إلا واستخدمته وجاء على لسان هذا الباسم . أعتقد أنه بهذا الاسلوب وهذه الطريقة فى التناول يعتقد أنه أذكى من الجمهور وأقوى من الحكومة ونصب نفسه كراعى أعلى للاعلام المصرى يصول ويجول مسحاٍ بالبرامج والمذيعين وينتقد ويركب من الفيديوهات ما أراد للوصول إلى نقطة الهجوم التى يختارها ولم يراع أن هم أيضاً يمكن أن يحاربوه بنفس سلاحه ... ولكن أى اعلام هذا الذى يتخذ من الشاشات والجماهير والمتفرجين وسيلة لتصفية الحسابات والهجوم الشخصى على الناس . للأسف الشديد أصحاب البرامج والتوك شو سقطوا جميعا بالاعلام المصرى إلى هاوية سحيقة لا خروج منها.. فالكل يتصيد والجميع يرتجل ويؤلف الحكايات والقضايا والحوارات ولا يراعون ولو 1٪ للمواطن الغلبان الذى يجلس أمام الشاشة ليستفيد بمعلومة أو يضيف إلى معارفه قضية ... وأصبح همهم الأول ما يجلبه البرنامج من اعلانات وما يحققه من عدد مشاهدين . "بس مات وطن " هو برنامج هزلي ابتدعته قناة lbcاللبنانية ويقدم فيها العديد من الانتقادات للأنظمة العربية واللبنانية بأسلوب درامى وساخر جميل ويتناولون فيه موضوعات أكثر جرأة من موضوعات الأخ باسم ولكن دون خروج عن النص أو الاداب أو التشبيهات القبيحة التى لا تمثل إلا صاحبها ... وفى آخر الأمر يقول ان هذا البرنامج هزلى ... أعتقد أن الهزل الأكبر هو صاحبه والأكثر هزلاً هو استمراره ليبث سمومه وألفاظه وتلميحاته الغير بريئة فى عقول الشباب ... ليصفق له المخبولون فى النهاية . لا أطالب بإلغاء برنامج باسم يوسف ولكن أرجو من كل اعلامى له جزء من الضمير الحى أن يرد على هذا الأراجوز ويضعه فى حجمه الحقيقى الذى لا يتجاوز شباب تجمعوا على الناصية وتبارز كل منهم فى مقدرته على التهريج واسترجاع المغامرات والألفاظ التى تدل أنه واد صايع طحن ولا يشق له غبار . رحم الله أستاذتنا الدكتورة جيهان رشتى عندما شرحت لنا نظريات الاعلام والالتزام بحق المتفرج وتناول الحقائق وليس التشنيعات والاشاعات ....رحمها الله فلا أعرف ماذا سوف يكون موقفها إذا سألها أحد طلاب الاعلام عن معانى الكلمات والمصطلحات التى تناولها الأخ باسم فى مسرحياته الهزلية قليلة الأدب و قليلة الادراك لما تحتاجه مصر .... المهم ما يحتاجه سيادته لانتزاع الضحك من المتفرجين .