بسطاء وفقراء مصر يتوسمون كل الخير فى الوزارة الجديدة التى تحمل رقم 6 بعد ثورة يناير والتى يترأسها المهندس إبراهيم محلب وهو اسم يلاقى ارتياحاً من قبل الشارع بسبب مجهوداته السابقة كوزير للإسكان ، ورغم التعثر والشائعات التى صاحبت تشكيل الوزارة كان للبعض ملاحظات على استمرار بعض الوزراء من الحكومة السابقة التى فشلت فى التعرف على متاعب وأوجاع البسطاء . ولا أعتقد أن هموم المواطن البسيط غائبة أو غير معروفة لرئيس الوزراء .. هناك حالة حزن فى البيت المصرى سببها الخوف من حالة الفوضى التى تظهر بصورة يومية حيث أصبحنا نرى كل يوم صوراً على الفضائيات إما لحوادث اغتيال أو بلطجة اضافة إلى زيادة جرائم الاغتصاب والقتل بسبب الخيانة التى تعطى جرس انذار بأن هناك اهتزازا فى المكونات الاخلاقية لنا كشعب . والمهندس إبراهيم محلب فى موعد مع فرصة عظيمة فى أن يعيش فى قلوب الشعب مثل محمد على وجمال عبد الناصر إذا صدقت كل تصريحاته . البسطاء لا يرغبون فى سفر إلى أوروبا هروبا من حر القاهرة أو التسوق فى مهرجانات السياحة فى دول الخليج فأحلامهم بسيطة اهمها الأمان والستر واختفاء شبح البطالة الذى هو السبب الرئيسى فى مرض الضغط، فالأب الذى كرس كل ماله وجهده من أجل أن يتعلم ابنه بإحدى كليات القمة يجده فى نهاية المطاف تحول إلى عاطل وهو فى العقد الثالث من عمره، والابن الذى انجز وعده لأسرته تتسلل له الأفكار السلبية وهو يجد الأقل منه يحصل على وظيفة لأنه يملك النفوذ بينما هو لا والمحصلة النهائية الأب يصاب بالضغط والابن يقتله اليأس . والبسطاء لا يريدون من الحكومة الجديدة التبرير والاعذار بقدر ما تريد العمل والمصارحة التى تقودنا إلى نصف الانجاز . من بعد الثورة والشعارات ترتفع ونحن نعطى الاعذار للحكومة .. واحدة تلو الأخرى .. كل شىء معطل فى حياتنا حتى مجرد الحلم للغد أصبح ليس فى مقدورنا . وإذا كان القدر قد منح للمهندس إبراهيم محلب قبولا لدى الناس فعليه أن يحول القبول والارتياح إلى طاقة ايجابية تجعل ملايين البسطاء تساعده فى انجاز مهمته . وإذا أراد النجاح والتحليق فى أسراب التفوق عليه أن يبتعد عن ابواق النفاق ويعمل باجتهاد ويعى تماماً أن الثواب الأعظم سيكون له من الله الخالق سبحانه وتعالى . وعليه أن يعلم أنه من الممكن أن تخرج المظاهرات المليونية لاحقاً التى تهتف ببقائه رئيساً للوزراء بعد اجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. خروج الملايين هى شهادة نجاح كبرى له كمسئول طالب به الشعب بغض النظر عن حصص الأحزاب السياسية فى البرلمان . قد يكون المهندس إبراهيم محلب فى مهمة صعبة ولكنه أيضاً فى مأزق صعب لأن التاريخ سوف يؤرخ اجتهاده إما يكتب له النجاح ويدخل صفحاته من أوسع الأبواب .. أو تذكر سلبياته فى سطور قليلة خالية من كل الانجازات .