أري الناس الآن ثلاثة أنواع أو طوائف! طائفة رفضت الظلم منذ البداية.. سعت بكل ما لديها من عزيمة واصرار إلي التغيير.. دفعت ثمن النضال غالياً من أرواحهم وهم لايزالون يدفعون ثمن اخطاء غيرهم.. شباب في عمر الزهور وضعوا أرواحهم علي اكفهم وقدموها بنفس راضية من أجل مصر.. بعضهم من قضي نحبه وبعضهم من يعيش مشوهاً الآن برصاص الغدر التي انطلقت من فوق اسطح العمارات القريبة من ميدان التحرير سابقاً - الثورة حاليا - واخترقت بكل خسة ونذالة أعين وأجساد الشباب والفتيات! هؤلاء لايمكن ان يزايد أحد علي وطنيتهم وعلينا إما ان نعتذر لهم - لأننا أخطأنا يوما في فهمهم واتهمناهم بالسطحية والسلبية.. بل وصفناهم بأنهم شباب مقاهي النت ولن ينصلح حالهم أبداً.. أو نتواري خجلاً ونتعلم منهم كيف يثور الانسان علي الظلم؟! هؤلاء - وقبل ان انتقل إلي الطائفة الأخري - حققوا المعادلة الصعبة بكل اقتدار ونجاح.. استطاعوا ان يجمعوا بين اخلاق الثائر الذي يبدو في عيون ظالميه - كسفاح- في الحق.. وسماحة القديسين الذين لايعرفون سوي الدعاء لأعدائهم بالهداية! الطائفة الثانية.. وهم أصحاب القدرات الخاصة والمواهب الفذة في التلون واعتلاء الموجه - قبل ان يغرقوا في قاع البحر.. وابطالهم - للأسف الشديد - من الإعلاميين والصحفيين الكبار - أو الذين يطلقون علي انفسهم اسم »كتاب«!.. هؤلاء بالأمس القريب كانوا وبلا خجل - منظرين للنظام البائد.. يدافعون عن الظلم ويرونه حقاً.. من منهم كتب ودافع عن خالد سعيد؟!.. من منهم تجرأ ونشر تقريراً صادراً عن احدي جميعات المجتمع المدني رصد فيه بالكلمة والصورة تعذيب الابرياء والمدافعين عن حقوق الانسان داخل معتقل المغول - أمن الدولة سابقاً - وأقسام الشرطة - التي تحولت في وقت من الاوقات إلي أشبه بمغارة علي بابا.. الخارج منها مفقود!.. من منهم قال بجرأة - يقصد بها وجه الله تعالي - بعد انتخابات العار - أقصد مجلس الشعب - الأخيرة وكانت سببا في تفجير ثورة 52 يناير.. قال: »انها مهزلة«!.. بل ذهب البعض في غيهم وقالوا: »ان هذه الانتخابات كانت نصراً للديمقراطية وان الحزب الوطني - الذي احترق علي كورنيش النيل - هو المدافع الأول والمناصر للفقراء والمظلومين في بر مصر وبحرها وسمائها - كمان«! ولأن هؤلاء لديهم القدرة علي التلون - بلون ثورة 52 يناير - سرعان ما بدلوا جلودهم - بأخري لاتكتب سوي عن الثورة وانها كانت سبباً في القضاء علي الظلم! هم الآن - ولانهم لايستطيعون العيش بدون شخص يألهونه - تجدهم ينافقون المجلس العسكري - رغم ان المشير طنطاوي قال أكثر من مرة - ان المجلس العسكري لايحكم وانما يدير البلاد - حتي يتسلمها رئيس جمهورية مدني - لا عسكري! هم واهمون وسوف تسقط اقنعتهم - قريباً - ان لم تسقط فعلاً - امام الرأي العام كله.. واهمون لان رهان الرئيس القادم ستكون علي الشعب - لا علي اقلامهم وتصدر صور الرئيس صدر الصفحات الأولي في جرائدهم ومجلاتهم! في الماضي قالوا عن السادات الرئيس المؤمن.. وفي عصر الرئيس السابق.. اطلقوا علي مبارك: صاحب الضربة الجوية - وكأنهم اختزلوا حرب اكتوبر كلها في شخص واحد اسمه حسني مبارك! كلنا شاركنا في الجريمة.. كل حسب دوره في أصول اللعبة! الطائفة الثالثة والأخيرة من البشر هم الذين ارتضوا لانفسهم دور المشاهد وان غلق الباب الذي يأتي منه الريح - هو من حسن الفطن! نريد ثورة أخري - تكون هذه المرة اخلاقية - علي غرار ثورة كوبر نيقوس - في عالم الفلك عندما اكتشف دوران الأرض حول الشمس! وإنا لمنتظرون..!
اخشي ان تتحول البلطجة في مصر إلي اشبه بمافيا منظمة يحتل اعضاؤها شوارع واحياء كاملة! هل يقبل الأستاذ صبحي صالح ان اتزوج من اخوانية - طبعاً بعد ان أقوم بتنقية الدماء التي تجري في عروقي وشراييني؟! أزمة القضاة ووزير العدل المثارة الآن.. لا وقتها ولامكانها! نقوم بتغيير الدستور أولاً.. أم نجعل الانتخابات التشريعية نسبقه؟!.. تماما كالذي يسأل نسمع بأيدينا - أثناء الوضوء - علي شعر الرأس كله أم تكفي بضعة خصيلات؟! Alaa - [email protected]