كأنني في العام 1990 ،و بالتحديد في يوليو الرهيب ، حيث شوارع ملوي تكاد تخلو من المارة الا قليلا ، اربعة كنا " اكرام بشرى و عادل بشرى و ميلاد زكريا و كاتب هذه السطور " و انضم معنا فيما بعد شعراء و كتاب صاروا كبارا الان و قد كانوا كبارا ايضا وقتها ، امثال ،على سيد شحاته و سمية عسقلاني و عمر عبد الرازق و هشام ابو المكارم و اسماعيل حلمى و محمد العسقلاني و صفوت زكريا و ممدوح ابو العزائم ،و المغنى الجميل ياسر و الموسيقي الموهوب اسامة طه ، و عضدنا بزياراتهما وقتها ممن المنيا كل من الشاعر الجميل منير فوزى و هو الان استاذ النقد و البلاغة بكلية دار العلوم بالمنيا ، و الناقد و المثقف الكبير مصطفى بيومي . و مابين يوليو و اغسطس ،اقدامنا عبأت بصمة شارعى العرفاني و المجيدى و مابينهما شارع الصابحة حيث منزل الاخوين بشرى ، و مقهى دانيال ملجأ الجميع ، و بالقرب منها بيت ثقافة ملوى ، الذى تنسمنا فيه اولى نسمات الحياة الابداعية و الفكرية ، و شاءت فورتنا الثقافية ان تتحول الى ثورة على ماكنا نراه انذاك و نستشعره بزاويتى استشعار ،الاولى تمثلت في قيود فكرية و ابداعية توهمها فصيل ارثوذكسي تابع لكهوف في "وزارة الثقافة " ان الشعر و القصة " ليس باعتبارهما فنا يجب ان يكونا على " مثلث المازورة " الاخلاقية و الدينية و السياسية و زاوية استشعارنا الثانية كانت مأساة مجتمع ، و تمثلت فيما احسسناه بل و لمسنا تجليات له من البعض بأنه رفض عنصري ،لم تشغلنا الثانية كثيرا و لم نعوّل عليها ، و عذرنا ممارسيها انهم يفعلون مالا يدرون ،اذ هم ضحايا ثقافة توصي بذلك ! فى اسبوع واحد فقط ، استطعنا انشاء نادى فكري موازٍ للحكومي ، و رغم ان من استضافنا ايضا لم يكن بعيدا عن الحكومة او الدولة بمعناها الكلى ،و هو نادى ملوى الرياضي ، و اتذكر اصحاب الفضل في هذا " مدير النادي الاسبق المرحوم المهندس على رياض ، و المهندس مدحت عفيفي شقيق محافظ المنيا الاسبق و نقيب الزراعيين المصريين الاسبق فاروق عفيفي ، هما اللذان فتحا لنا الصالة الرئيسية بنادى العائلات بوسط المدينة ، و تعهد المهندس مدحت بأن الشاى و القهوة لكل الضيوف على حسابه الخاص كل ثلاثاء ، و نجحنا فى اصطياد بعض ذرات الاوكسجين من انياب دولة الحزب الوطني انذاك و فرحنا و احتفلنا " نقدا و دراسة ً" بالاديب الكبير ابن ملوى المرحوم محمد الخضري عبد الحميد في اولى ندواتنا و هو الوحيد الذي جاء معنا معضدا لرمزيته الكبيرة كشيخ ادباء الاقاليم من قصر الثقافة الحكومي ، قائلا فى كاريكاتير رسمه " لو كانوا همه حُمْْر انا احمر منهم ياسمية " فى اشارة الى اتهام مشرف لنا بالشيوعية و هى التهمة الوسام التى لا تزال صالحة للاستعمال في كل العهود اليوم 16 نوفمبر 2013 ، كأنه يوليو 1990 ، جوزيت خيرا و محبة ً يا رمضان ، أعدتنى الى زمن محبة مانعمل و الايمان به ،حتى لو استتفهه الاهل و المقربون ، .." صالون ملوى الثقافي " قرأت اللافتة او البانر " على فيسبوك ، ايتها السعادة كم انت رائعة حين يأتى بك الينا احباء ربما نشبههم ، رغم اننا لم نلتق بهم مرة ً!! هكذا تناثرت فى محيط الغرفة كل ازهار شجرة السنط المزروعة فى الطريق الى بيتنا ،و رائحتها الطيبة ! عرفت من صديقى فى الفضاء الافتراضي " محمد رمضان " انه و مجموعة من شباب المبدعين فى شتى المجالات يقيمون هذا الصالون الثقافي و بجهودهم الذاتية ، رفضوا تمويلات جهات تحاول استخدامهم سياسيا ، اتكأوا على مواهبهم لتنمية مواهب اجيال جديدة تخلفهم ، و لا أمتلك إلاّ تقبيل أيادى و اقدام هؤلاء الاحباء الذين يواصلون حمل صخرتك يا سيزيف و يصعدون بها الى ارض ملوى ارضك ايها الاله تحوت " اله المعرفة " الساكن ، بل الذى لا يزال نسغه المعرفي و العرفاني يسري فى جذور البشر بالاشمونين و ملوى كلها ، رغم انواء السياسة و الرجعية و ما افرزه مشرط الجراح الغربي باسم الثورات من صديد و قيح ..و بمثل رمضان و سفيان و دينا و رفاقهم سيتم تنظيف جرحك ياوطنى و السهر على شفائك من اى خلايا رديئة ارادت التهامك ..تحياتى الى هؤلاء الاحباء : محمد رمضان و بسمة ناجي و سفيان صلاح و عمرو ثابت و دينا بهاء السيد و محمد عبدالهادي و سيمون نسيم و نسرين عادل و محمد وهبة و محمد فاروق و أماني صلاح و رفعت اللباد و فادي نشأت و أحمد بحلس و حمادة زيدان و طوني صليب و بيتر اسحاق و مينا وليم و فيبي أنور و محمد فيض و مصطفى عبده و فارس فرغل و ديفيد مؤنس و باسم ثروت و اسحاق ابراهيم و وليد المنسي و تينا حامد و ساندرا نشأت و احمد شوقي عبد الهادي