لقد فتت قلبي صوتك الحزين، تلقيت مكالمتها علي الهواء منذ أيام ضمن مكالمات عشرات من الناس تمزقت افئدتهم من الهم وثقل الأمراض التي ألمت بهم وجعلتهم مكسورين، مقهورين، فاقدي الشهية للحياة، انها سيدة من الأقصر تبحث لزوجها المريض بسرطان الكبد عن شيء من المال يسير يكفيه العوز ويعينه علي تكاليف العلاج الذي ليس له آخر، وها هو علي وشك أن يفقد عمله المؤقت في إحدي مدارس قريتها، هل من مجيب، هل من رجل يحطم هذه الأصفار التي يرسف فيها الفقراء في بلادي، وها هم يتسولون لقمة العيش جهارا في ظل مرحلة جديدة ومظلة شاسعة من ثورة شعارها في المرتين.. عيش حرية.. عدالة اجتماعية، أين اذن هذه المقدمة التي أطاحت بنظامين فاسدين في غضون عامين، لقد أتت لنا بنفس المسئولين تقريبا، أم أن ذاكرتنا قد ضعفت إلي هذا الحد. إن المنظومة الصحية تحتاج إلي ثورة حقيقية تهدم كل ما كان من فساد واهمال وعبث باقدار الناس، خاصة هؤلاء الذين تحدثت عنهم هذه السيدة، فلا يمكن أبدا أن نتعامل بنفس أدوات وآليات بليت وافناها التقدم الهائل الذي يعيشه العالم، ونحن هنا في مصر تنقسم الخدمات الطبية إلي قسمين، رفيع المستوي باهظ التكاليف يتمتع به قلة لديها المال والجاه والسلطان، وآخر ينخر فيه الفساد وتهلك بين يديه الأرواح، ويعيش المواطن الفقير أسوأ تجاربه في الحياة حتي يريحه الموت أو تنقذه العناية الإلهية بمعجزة. فنحن لا نشعر بفداحة الأمر، الا حين تقع الكارثة وتحل قريبا منا، وليس هناك من غضبة كبري تعيد الكرامة الإنسانية لفقراء ومساكين الوطن حين يعصف بهم المرض، ان نظام التأمين الصحي في مصر هو أسوأ نظام في العالم بأسره، وليس من حل إلا بهدم هذا النظام واستبداله فورا بآلية تعم جميع المواطنين الفقراء منهم كالأثرياء، وإن كان ثمن ذلك أن نصوغ من جديد عقدا يضمن هذا الهدف الأسمي، مهما بلغ ثمنه.. فلا فائدة من إدارة الأوضاع الصحية الحالية.. لا فائدة.. لا فائدة. المنصف المرزوقي.. عيب عليك آلمني بشدة أن يتحمل المنصف المزروقي أوزارا فوق أوزاره عهد بها إليه راشد الغنوشي بعد أن أتي به رئيسا مؤقتا لتونس، والمنصف يعرف أنه انتخب من مجلس إخواني، بالرغم من تصنيفه مفكرا ليبراليا يدافع عن حقوق الإنسان، وكثير من الاسئلة تثور الآن بعد هجومه المشبوه علي مصر.. وأين؟؟ والأمم المتحدة، فلماذا لم يطالب حليفه الغنوشي من هناك بالكف عن سفك دماء المعارضين في تونس، وليسأله هل مفجر الثورة التونسية »البوعزيزي» شهيد أم «منتحر» كافر.. أولي لك فأولي أن تبعث برسالتك هذه إن كنت حقا قاصدا خيرا للمسئولين في مصر عبر الحقائق أو عبر مكتوب ورقي يعبر عن صدق مشاعرك نحو شركاء حليفك المؤقت، وتتحري عن حقيقة ما جري وهذا سهل ميسر لن يحتاج منك إلي مثل هذا الموقف المخزي الذي اذهب ببقية رصيدك عندنا نحن المثقفين والكتاب المصريين، لقد دافعت عنك في الماضي وأنت تهان في قناة الجزيرة ممن يوهمونك اليوم بالوفاق، ودافعت عنك يوم كتب الصحفي الفلسطيني أسامة فوزي في جريدة عرب تايمز يوم 7 يناير 2012 يتهمك بنقل ثلثي كتاب «المعجم الطبي الموحد» الصادر عن دار «مصطفي طلاس» السورية عام 1984.. نقلا حرفيا إلي كتابك.. المدخل إلي الطب المندمج «الصادر عام 1995، ودلل علي أن دراستك كانت أدبية، فكيف أصبحت أستاذا للأمراض العصبية.. لقد ندمت اليوم وأنت تشهر بثورة بلادي ونظافة ثوارها. رسائل غاضبة إليهم المستشار عادل عبدالحميد وزير العدل: «أناس يئنون من تأجيل القضايا بالشهور والسنين، فيزداد التكدس وتستمر مأساة العدالة المتأخرة.. كيف.. كيف لا تتحرك الوزارة لوضع حد لهذه الدائرة المستحكمة.. هل دفت الثورة أبواب العدالة أم ما تزال خائفة! د. درية شرف الدين وزير الإعلام: هل تظل البرامج السياسية والثقافية ضيوفها هم نفس الوجوه التي تدور علي الفضائيات الأخري بنفس الكلام ونفس المنطق.. لقد سئمنا.