في زمن الفن والطرب الأصيل ، كانت الأغانى الشعبية لسان حال الطبقة الكادحة، تعبر عما بداخلهم وتحكى همومهم وأفراحهم، وتتناول موضوعات هادفة تخاطب العقول، لكن بمرور الزمن ودخول ثقافة "التيك أوي" فى الفن تبدلت الأغنية الشعبية لتعتمد على الإستعراض والكلمات الخادشة للحياء والذوق العام، وظهرور أشباه مطربين يبحثون عن الشهرة بأى وسيلة سريعة دون النظر إلى المضمون. فى البداية، يقول الموسيقار محمد سلطان: "إنه امتنع عن سماع الأغانى الشعبية منذ فترة طويلة نظراً لإختفاء الإبداع بها"، مضيفًا أن المطربات الشعبيات كن يحرصن سابقًا فى زمن الفن الجميل على تقديم موضوعات لها معنى، وطابع خاص، وكانت تحتوى الأغنية على الإبتكار فى الكلمات واللحن والتوزيع، أمثال ليلى نظمي، عايدة الشاعر، فاطمة عيد ونادية مصطفى، وغيرهن من مطربات تميزن بالغناء الشعبي ويضيف الموسيقار حلمى بكر: "الغناء الشعبى اختفى تمامًا فى مصر، وما نستمع له الآن عبارة عن غناء بيئى يعبر عن فئة، وليس أكثر، والدليل على ذلك أن المطربات اللاتى ظهرن مؤخراً يدفعن عديد من الأموال كى يغنين، "وياريت بيغنوا"، والكلمات المستخدمة فى تلك الأغاني، عشوائية وفرضت على الشعب سيطرتها، ولهذا إنقرض الغناء الشعبى للمطربات والمطربين. أما الشاعر الغنائى ناصر الجيل قال، "فى نهاية التسعينيات كانت هناك أغانى شعبية راقية جداً، ولكن ما يحدث الآن هو عملية تبديل من الجمل الكلامية للجمل الإيقاعية التى تجعل الإستعراض عامل أساسى لأى مطربة شعبية، وبداية من عام 2000 بدأت الأغنية الشعبية تنحدر بشكل شديد من كثرة الإيقاعات، والمطربات الشعبيات حالياً يعتمدن على الحركة والإيقاع أكثر من الموضوعات التى يناقشونها". فيما أكد الموزع الموسيقى عادل حقى أن الأغنية الشعبية تكاد تكون إنحدر مستواها تماماً بالإضافة، قائلا: " افتقدنا الأغنية الشعبية التى أعتدنا على سماعها فى التسعينيات، وظهور موسيقى المهرجانات التى قضت تماماً على مُسمى الأغنية الشعبية وحلت محلها