فجرت زيارة الوفود الدولية لقيادات جماعة الاخوان المسلمين في مصر الفترة الماضية لغطا شديدا ، فهم ليسوا في الحكم الان وليسوا مسؤولين رسميين تقابلهم هذه الوفود في إطار البروتوكول ، ومما زاد الجدل زيارتهم لخيرات الشاطر في محبسه - كما تردد - ومع هذه الحالة تعالت أصوات تندد بهذه الزيارات وتعتبرها تدخلا في شؤون مصر الداخلية ، مطالبة المسؤولين برفضها ، محذرة من وجود صفقة سرية تقضي بإعادة إنتاج الجماعة وعودتها الي المسرح السياسي مرة أخري ، أهل القانون والخبرة الحقوقية أدلوا بدلوهم ، والسياسيون ورجال الاحزاب وشباب الثورة في هذه السطور : عصام شيحة القيادي بحزب الوفد يشير الي ان الزيارات الأجنبية الي مصر ومقابلة جماعة الاخوان المسلمين في هذا التوقيت يعكس مدي أهمية مصر كدولة محورية في الشرق الأوسط ومدي اهتمام العالم بما حدث في 6/30 ، 7/3، 7/26 وهو ما صدم المؤسسات الأمنية ومراكز الأبحاث الغربية بعدما عجزت عن تفسير او توقع ما حدث . ويشير شيحة الي ان هذه الدول تحاول قدر الإمكان ممارسة ضغوط علي النظام المصري الجديد للعودة الي شرعية ما قبل اسقاط الاخوان علي ان تستمر جماعة الاخوان تحكم من خلال المؤسسة العسكرية ما يمكن استثماره لصالح هذه الدول وبخاصة الولاياتالمتحدة يقول " عصام شيحة ": لأول مرة تحتل ارادة المصريين الصدارة كمفاوض لا يرغب في التفاوض مع الجماعة التي هي خارج القانون لا يقبل الشعب بخروج امن لقيادات الجماعة او رئيسها دون محاكمات جدية ورغم ارتفاع سقف المطالب الا ان كل ما تسعي اليه هو خروج مرسي خروجا آمنا وهو ما لا تملك الحكومة الموافقة عليه دون حكم محكمة ، فضلا عن ان هذه الضغوط الان تمارس لتحقيق مصالح هذه الدول التي جاءت الي مصر . مصالح ويري " اندراوس عويضة " منسق عام اتحاد شباب ماسبيرو ان زيارات الوفود الأجنبية والجلوس مع جماعة ارهابية يعكس مدي كيل هؤلاء الذين يدعون حقوق الانسان بمكيالين ورغبتهم في تحقيق مصالحهم علي جثث المصريين ، ذاهبا الي ان الدول الغربية سوف تنكوي بنار الارهاب في القريب العاجل ، فهي دول جاءت الي مصر لكي تحقق مصالحها في الوقت الذي لا يهمها مصالح مصر او حياة المصريين ولا يعنيها الشعب المصري او استقراره. ويذهب اندراوس الي ان هذه الدول الان تمارس ضغوطا علي مصر لمساندة نظام فاشل عجز عن النجاح وسقط في عام واحد بعد ان خرج المصريين واسقطوه وهم الان يحاولون إعادة إنتاجه مرة أخري دون مبرر لانه كان يمر. لهم كل مصالحهم دون ان يناقش ولان الجماعة كانت تعمل وفقا للكتاب وج الأمريكي المعد لها . ويتساءل عويضة : لماذا لم تكن مثل هذه الزيارات والمواقف مع نظام مبارك ؟، مؤكدا ان من نزلوا يوم 6/30 اضعافا مضاعفة عن الخامس والعشرين من يناير ، ولماذا هذا الموقف بينما تجاهل ما يحدث ضد الاقباط الا اذا كانت جماعة الاخوان تنفذ أجندة غربية ؟ مأزق أوباما اما مريم ميلاد رئيس حزب الحق فتري ان كل الزيارات تؤكد ان اتفاقا كان بين هذه المجاميع يتمحور حول امريكا واوباما الذي يعيش مأزقا وهم لبوا النداء الذي وصلهم من رابعة بعد ان استغاث بهم صفوت حجازي والبلتاجي ، مشيرة الي ان " باترسون " طلبت منهم ان يستمروا في الاعتصام في رابعة حفاظا علي اوباما لانه ثبت عليه انه كان يراهن علي جماعة ارهابية ، ذاهبة الي ان الزيارات كانت علي ، فزيارة اشتو ن اولا حتي يظهر الفترة التي ظل الاعتصام فيها ، فهم يحاولون المقارنة بين الاعتصامات لمعرفة النتائج والمكاسب واهم شيء في الحسابات الامريكية امن إسرائيل في المنطقة وتقطع" مريم ميلاد " ان زياراتهم ترتيب أوضاع مع أطراف سياسية لكن 80 مليون مستحيل ان يعود الاخوان للحكم حسب قولها . تقول " مريم ميلاد " مصر أرحب بكل الزيارات ولكن مقابلة مرسي كشخص متهم بالتجسس مرفوضة واذا تم التفاوض علي مرسي فسوف يخرج المصريين وعلي القوات المسلحة ان تعمل بدورها كحجر زاوية ، يريدون ان يطمئنوا علي مصالحهم وفقا لخطط وبرامج للمستقبل فهم لا يرون من القادم بعد المدة الانتقالية والثورة المصرية وضعتهم جميعا في مأزق وجلسوا مع التيارات السلفية التي تطرح نفسها ، واصفة الذين جاءوا لزيارة مصر فترة الاخيرة بانهم عرائس كارتون ، مستنكرة مقابلة الشاطر وهو مسجون ، فالكوكتيل الذي زاره له رؤيتان في الفكر السياسي قطر مع الإمارات وأوروبا مع امريكا والجمهوريين مع الديمقراطيين وهم يضعون الاخوان في مأزق والإخوان في مأزق واخرجوا تصريحات عن الوفد الذي سيلتقي وهم يريدون مرسي ان يتكلم كرئيس ويخرج من السجن لفض الاعتصام بعد إثبات قضية التجسس في عملية الكربون الأسود . قبلة الحياة الدكتور " سعيد صادق" - استاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الامريكية - يشير الي ان الهدف من هذه الزيارات والوفود الدولية هو إنقاذ جماعة الاخوان بعد الضربة القاتلة التي تعرضت لها للدرجة التي يمكننا ان نقول انها في طريق القضاء عليها تماماً ، مشيرا الي هذا التنظيم موجود في دول كثيرة ولديه كثير من العلاقات مع أجهزة مخابراتية عالمية في 80 دولة ولديه رؤوس أموال وفضائيات وشبكة علاقات ضخمة وهو ما يعني انهم دخلوا في علاقات مع الدول الموجودين بها الي الدرجة التي جعلت هذه الدول تقوم بزيارات مكوكية الي مصر لإنقاذ التنظيم ومنحهم قبلة الحياة وهو ما يبرر التدخلات المستمرة من قبل هذه الأنظمة لإشراك التنظيم بالعملية السياسية مرة أخري لتبعث فيه الروح من جديد. ويري " صادق " ان ما تفعله الأنظمة الدولية الان هو تدخل واضح في الشؤون المصرية يلام علي الحكومة ، ذاهبا الي ان اعتصامات الأخوان في رابعة والنهضة هدفها تقديم رسالة للخارج بانهم موجودون في الشارع ما يعطي أملا للجماعة بانها من الممكن ان تعود الي المشهد السياسي مرة أخري بعد ان أفل نجمها اتفاق سبق ينتقد الدكتور مصطفي كامل السيد - استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة - زيارات الوفود الدولية الي القاهرة ومقابلة رموز في جماعة الاخوان وبخاصة خيرت الشاطر في السجن ولقاءات في فنادق القاهرة ما يشير الي احتمال وجود اتفاق بين جماعة الاخوان المسلمين وهذه الأنظمة لكي تعود الي الحكم مرة أخري ، ذاهبا الي ان الجماعة تحاول ان توهم الغرب الان بعد سقوطها ان لديها تواجدا بالشارع السياسي وأنها قادرة علي توجيه السيطرة علي قطاعات من الناس بما يقول ان لها شعبية وان يكون لها قوة في فرض منطق التفاوض مع الدولة لإرجاع مرسي ولو شكليا الي الحكم وبعودة مجلسي الشعب والشوري وان تكون هناك حكومة توافقية تقوم الجماعة علي تفشيلها . يطالب الدكتور مصطفي كامل السيد بضرورة فض الاعتصامات الموجودة في مصر الان لكن بعيدا عن استخدام القوة حتي لا يحدث صدام ولضمان عدم استغلال الجماعة عمليات الفض لكسب تعاطف مرة أخري . 30 مليون ويري الدكتور " جهاد عودة - استاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان - ان الغرب قد صدم جراء ثورة المصريين وخروج الملايين للشوارع لرفض حكم الاخوان، فلم يكن يتوقع ان مرسي ليس له جماهير حقيقية في الشارع بعد خروج 30 مليونا لرفضه أعقبها خروج 35 مليونا آخرين . ويذهب جهاد عودة الي ان الدول الغربيةوالولاياتالمتحدة علي وجه الخصوص يريدون ان يتلمسوا القيادات الجديدة مثل الفريق السيسي بينما كانوا يفهمون انها قيادات ليست ذات شعبية ما أحدث لهم صدمة معرفية ، نافيا ان تكون هذه الزيارات بقصد البحث عن خروج امن لقيادة الجماعة ومحمد مرسي لاسيما وانهم الان يخضعون لمحاكمات سوف تقضي بعقوبات ضدهم سبب أدلة الثبوت المقدمة من النيابة ، مشيرا الي ان كل الذي يهم اوروبا الان هو تحسين العلاقات مع مصر وليس ممارسة ضغوط لتصحيح إطار العلاقات وهو ما ظهر عندما تأسف كيري لمصر عن عدم فهم الادارة الامريكية في البداية ان ثورة حدثت في مصر وليس انقلابا وما تلاه من اعتذارللمتحدثة باسم الخارجية الامريكية عن خطأ الادارة. يلبي النداء" ويذهب اللواء " مختار نوح " - احد قادة الفرقة 39 قتال بحرب اكتوبر والخبير الأمني والاستراتيجي - الي ان معتصمي رابعة استعادوا بالدول الخارجية فلبوا لهم النداء علي الفور رغبة من الإخوان ان يظهروا للعالم انهم قادرون علي الحشد والعودة للحكم مرة أخري وانهم اصحاب الحق في الحكم وهو ما يبرز من وجهة نظره استقواء الاخوان بالخارج وهو ما يطعن في الجماعة ويبدو موقفا سيئا منهم ، ذاهبا الي ان الشعب المصري قراره الان من داخله ولا يستطيع احد ان يملي عليه اية شروط ، نافيا ان تكون السلطة في مصر من الممكن ان تنزلق الي منح مرسي خروجا آمنا لانه اقترف جرائم كثيرة يعاقب عليها القانون وقت وجوده بالحكم حيث أساء بمصر وشعبها وجيشها وقضائها وإعلامها وكل مؤسساتها ، علاقة مشبوهة ويؤكد " مصطفي الحجري " - المتحدث باسم شباب 6 أبريل الجبهة الديمقراطية - ان ما يحدث من زيارات وفود أوروبية وأمريكية ولقاءات مع قيادات جماعة الأخوان المسلمين وبخاصة خيرت الشاطر هو خير دليل علي العلاقة بين الأخوان وهذه الدول حيث ان هذه الدول استفادت من وجود الاخوان في الحكم لأنهم كانوا ينفذون أجندتها بالحرف مقابل البقاء في السلطة ، ذاهبا الي ان الجماعة أعلنت بعد سقوط محمد مرسي انها علي استعداد لتقديم المزيد من التنازلات للغرب مقابل العودة للحكم مرة أخري ، مستبعدا ان تكون هذه اللقاءات سوف تسفر عن خروج امن لمرسي او قيادات الاخوان لان هذا الامر مرفوض من الشعب المصري الذي هو صاحب قراره الان دون وصاية اليه من احد ، مشيرا الي ان بعض الدول التي جاءت لتلتقي بقيادات الاخوان لازالت لم تعترف بعد بالثورة المصرية وموقفها انه انقلاب وهو ما يبعث برسائل مهمة حول الدور الذي يتم ترتيبه مع الجماعة الذي يبدو - من وجهة نظره - انه محاولة فاشلة لعمل صفقة مع جماعة الاخوان ان تكون موجودة باي شكل من الأشكال في المعادلة السياسية لاسيما وأنها نفذت الأجندة الغربية بحذافيرها . استقلال وطني ويؤكد عصام الشريف - منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمي - ان ما يحدث من زيارات الوفود الخارجية الي جماعة الاخوان وقياداتها غياب تام للشفافية ويتطلب ان تخرج السلطة الحاكمة لكي توضح كيف تسمح لمسؤولين أجانب ان يزوروا سجناء ؟، ونريد ان نعلم هل هناك صفقة بين النظام الحاكم والإخوان برعاية هذه الدول الغربية ؟، ذاهبا الي ان 30 يونيه كان ارادة الشعب المصري وتعبير عن الاستقلال الوطني ، بينما نري اليوم وفودا تزور مسجونين الامر الذي يؤكد ان هذه القيادات من جماعة الأخوان عملاء لديهم وانهم يبحثون عن مخرج لهم . ضد الاستقرار ويري الدكتور " محمود كبيش " - استاذ القانون الجنائي وعميد كلية حقوق جامعة القاهرة - الي ان السماح بالزيارة او منعها هو من سلطة المحقق ، مشيرا الي ان السماح للوقود الأجنبية او المحلية للمسجون هو أمر خاضع لسلطة المحقق وحده ولا احد يملك الحق في منحه سواه ،ذاهبا الي ان هذه الزيارات تقع في تصوره تحت بند ترتيب الأوراق لاسيما وأن الغرب كان يراهن علي جماعة الاخوان بتحقيق مصالحه وهو الان وقع في صدمة جراء خروجها من السلطة. ويذهب احمد الفضالي رئيس حزب السلام الديمقراطي ومؤسس تيار الاستقلال الي ان هذه الزيارات تؤكد تعمد الغرب دعم الاخوان المسلمين في الميادين واستمرار الدول الخارجية في دعم انشقاق صف المصري وتبعث برسالة مهمة الي الشعب ان الاخوان المسلمين لا يزالون يستقوون وانهم ضد استقرار البلاد . ويؤكد الفضالي ان هذه الزيارات تؤدي في نهاية الامر الي تأجيج الفتن ومشاعر الغضب بين المصريين ، داعيا الشعب المصري ان يرفضها تماماً ويفرق بينها وبين الزيارات التي تهدف الي مصلحة الوطن كزيادة وزير الخارجية الإماراتي الذي جاء لمصر ليعلن دعم بلاده لمصر وشعبها وليس لجماعة تريد الدول الغربية ان تستخدمها لتقسيم البلاد . ويقطع موسي مصطفي موسي رئيس حزب الغد ان هذه الزيارات خير دليل علي التنسيق الكامل بسن جماعة الاخوان في مصر والتنظيم الدولي في الدول الخارجية وبين إدارات هذه الدول لكي يأتوا الي مصر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، فهم يذهبون للقاء مرسي ويتحدثون عن المريات وآخرين لتقوم الشاطر ووفد ثالث يقابل بعض الاخوان في فنادق وسط القاهرة وهكذا مما يظهر ان هناك تنسيقا في الأدوار . ويتساءل موسي مصطفي : هل الهدف من كل هذه اللقاءات والمقابلات القضاء علي هذه الجماعة من جانب الغرب الذي يود ان يظهر انه يستخدم كل المحاولات الديمقراطية ، بينما هم يمسكون العصا من المنتصف للقضاء علي هذه الجماعة نهائيا من المشهد .