يقول المثل العربي »الشيء يظهر حسنه الضدّ» هذا المثل رأيته معبرا عن حالة الدراما التي قدمتها شاشات التليفزيونات خلال رمضان. وسط مستنقع من الانحطاط اللفظي الذي تدفق من معظم المسلسلات مقترنا بالايحاءات الجنسية المبتذلة، أو العنف الجسدي البشع، وسط هذا السيل الجارف من الوان السلوك المنحط والنماذج الإنسانية الشاذة جاء مسلسل «الداعية» بمثابة نقطة مضيئة وسط ظلمات الانحطاط الفني والخلقي. قدم المسلسل نموذجا محترما للاعمال الدرامية التي تساهم بوعي وبحرفية فنية ممتازة في تنوير العقول والارتقاء بحاسة التذوق. وكان نجاح هذا المسلسل جماهيريا هو الرد العملي علي أدعياء الفن الهابط الذين يبررون التدني الفني والاخلاقي لاعمالهم بان الجماهير تنجذب لهذه النوعية المبتذلة وبالتالي فإن هذه النوعية هي الجاذبة للاعلانات واكد بمستواه الفني المتميز ان الفن الحقيقي، فن يرتقي بمشاعر الانسان وان بالإمكان تحقيق الجاذبية الفنية لعرض الموضوعات المحترمة وباساليب راقية. ربما كانت هناك اعمال اخري لم يسعفني الوقت لمتابعتها لم تسقط في مستنقع الانحطاط الفني والخلقي الذي كان السمة الغالبة علي مسلسلات رمضان هذا العام، لكنني اسجل شهادتي عن متابعة ومشاهدة ما سمحت لي الظروف بمتابعته. ولا تكتمل الشهادة الا بتسجيل التقدير لكل من ساهم في تقديم هذا العمل تأليفا وتمثيلا واخراجا اما المنتج فله تقدير خاص لأنه قرر ان يغامر بالسباحة ضد تيار التفاهة والهبوط. تحية لآل «العدل» فمنهم المنتج والمؤلف والمخرج وآمل أن تكون هذه التجربة حافزا لآخرين من منتجي المسلسلات.