من يكفكف دموع إيزيس.. من يلملم أشلاء أوزوريس.. أسمع صوت ست إله الشر مجلجلا بعد أن قتل شقيقه والقي بأشلائه في النهر.. وأري حورس محلقا يدحر قوي الشر.. ويعيد ميزان العدالة إلي وضعه الصحيح.. مصر تبكي دما علي أبنائها الذي يقتتلون من أجل كرسي العرش.. الدم المصري الغالي استبيح في كل المناطق من سيناء إلي الإسكندرية.. ومن أمام الحرس الجمهوري إلي بين السرايات.. الكل يحمل سلاحه في وجه أخيه.. يقتله بدم بارد بدعوي الحفاظ علي الشرعية سواء الرئاسية أو الشعبية. الأطياف السياسية تتصارع مع أجل اقتسام كعكة الحكم.. ولا يرغب أحد أن يسمع رأي الآخر.. إذا طرح اسم البرادعي أو زياد لتولي منصب رئيس الحكومة المؤقتة أو الانتقالية اعترض حزب النور بدعوي انهما من جبهة الإنقاذ.. وتطول المشاورات والحوارات بين الفرقاء للوصول إلي اسم يتوافق عليه الجميع بلا طائل حتي كتابة هذه السطور مساء الاثنين. شيخ الأزهر وبابا الاقباط بح صوتهما من أجل دعوة الجميع إلي نبذ العنف وعدم الاقتتال مؤكدين أن الدم المصري حرام ويضيع صوتهما وسط صرخات الأمهات الثكلي اللاتي فقدن أولادهن بالرصاص والمولوتوف وكل أنواع الاسلحة الثقيلة والخفيفة والبيضاء والنبال واسهم والسيوف والحجارة.. ويضطر الاثنان إلي إعلان اعتكافهما احتجاجا علي لامعقولية المشهد وعبثيته.. الملايين خرجت إلي الشوارع لتأييد ثورتهم السلمية التي استهدفت تصحيح مسار ثورتهم الأم في 52 يناير.. والآلاف خرجوا مسلحين ليعلنوا حرب عصابات ضد الطرف الآخر لإعادة الرئيس المخلوع إلي كرسي الاتحادية.. وقادة الجماعة يحرضون علي اندلاع حرب أهلية تمهد الطريق لتدخل أجنبي يسعي إلي تقسيم مصر إلي دويلات متناحرة لتنفيذ خارطة الشرق الأوسط الاكبر عن طريق الفوضي المدمرة. النفق المظلم الذي دخلنا فيه ليس فيه نقطة ضوء واحدة تنير لنا الطريق سوي حملة دعم الاقتصاد المصري عن طريق صندوق أعلن عن انشائه رجال الاعمال وشارك فيه أبناء الشعب بكل طوائفهم لانتشال الاقتصاد المنهار من وهدته لعدم الانصياع إلي تهديدات أمريكا بقطع المعونة. دعائي اليوم في شهر رمضان أن يجمع الله كلمتنا وأن يوحد صفوفنا.. وأن يعيد المارقين إلي جادة الصواب.. وأن يحفظ الدم المصري الغالي.. وأن يجنبنا الانقسام والاقتتال.. وأن يوفق ولاة أمورنا إلي ما فيه خير البلاد والعباد.. وأن يجعل مصرنا أمنا وأمانا كما وصفها في القرآن الكريم: »أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين» وأن يرزقنا نعمة العمل ويبعد عن بلادنا نقمة الجدل.. وأن يتقبل الله صلاتنا وصيامنا وقيامنا وأن يسبغ علينا نعمه.. وأن يجعل بلادنا سخاء رخاء ويرزقنا من حيث لا نحتسب أنه نعم المولي ونعم النصير. كلمات حرة مباشرة: إذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار فهل يسمع ويعي من يرفعون شعار الإسلام والشريعة والشرعية؟!