اندلاع العنف ينقلهم علي الفور إلي موقع الصدارة، إنهم رجال الإسعاف الذين يتحملون الكثير من العناء وسط حالة الانقسام التي تسود الشارع المصري ويتحملون الكثير من التبعات وربما الاتهامات من كل الأطراف المتصارعة. الأخبار رصدت عالم الجنود المجهولين واستمعت إلي معاناتهم. يؤكد المسعف محمد سامي أن الكثير من رجال الإسعاف يعانون من مشكلة نفسية كبيرة حيث يهاجم من كل الأطراف وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلي حد تخوينهم واتهامهم بأنهم ذراع الأمن وسط المظاهرات دون مراعاة للدور البطولي والوطني الذي يقومون به رغم أن التجربة أثبتت أنهم يتعرضون لمخاطر كثيرة لانقاذ المتظاهرين ويضيف: رغم ذلك نتعرض لإهانات كثيرة تفوق الوصف يكون ألمها أشد من رصاصة في القلب وينسي الجميع شعار رجل الإسعاف وواجبنا بتقديم المساعدة الطبية لمن يحتاجها بغض النظر عن انتمائه السياسي أو سبب وجوده في المظاهرات وقال إن المشكلة أن الشائعة تنتشر كالنار في الهشيم ويتلقاها الجميع في ثوان معدودة دون أن يتحققوا من صحتها وهو ما حدث خلال مظاهرات سابقة فتم اتهام سيارات الإسعاف بنقل المتظاهرين إلي أقسام الشرطة للتحقيق معهم وسجنهم وهو ما ينافي الحقيقة تماما وفجأة تعامل معنا المتظاهرون بطريقة عدائية لمجرد أن أحد المتظاهرين ألقي بالشائعة. القصص الحزينة لرجال الإسعاف ومعاناتهم والمخاطر التي يتعرضون لها خلال المظاهرات تتدافع من أفواههم بمجرد السؤال عنها لترتفع نبرات أصواتهم ممزوجة بالألم.. يقول محفوظ السيد أنه تعرض لإطلاق خرطوش في قدمه خلال أحداث محمد محمود الأخيرة وأصبح طريح الفراش ولأنه كان يعمل بعقد مؤقت جلس في المنزل وقدمه تغلفها »جبيرة» طبية ولا يجد من ينفق عليه لولا أن زملاءه ساندوه في محنته وجمعوا المال له واعتبرها أزمة من يعمل في مهنة المسعف التي تعاني من ظلم المسئولين عن ملف الصحة وعدم تقاضيهم مرتبات مجزية تعادل ولو بقدر قليل المخاطر التي يتعرضون لها. وقول محمد فاروق: إحدي المشاكل التي نواجهها خلال الاشتباكات هي حالة العدائية الكبيرة خلال المظاهرات بين الطرفين والتي تصل إلي درجة منعنا من إسعاف المصابين ويتمني سعد عبدالله سائق سيارة إسعاف من الله أن يحمي مصر من الانزلاق في نفق الفتنة والاقتتال بين أبناء الشعب والمواجهة في الشارع بعد حالة الانقسام التي نعيشها حاليا واللجوء للحشد الجماهيري الذي لا يمكن أن يحسب عواقبه أحد خاصة مع زيادة الحشود بطريقة تصبح خارج السيطرة. وداخل إحدي سيارات الإسعاف المتمركزة بالقرب من ميدان التحرير قال مجدي أحد مسعف أنهم يسعون إلي الثقة بينهم وبين المواطنين التي اكتسبوها بعد الثورة والتخلص من الشائعات التي أحاطت بهم خلال أحداث الثورة بعد الادعاء بأنهم ينقلون المتظاهرين إلي أمن الدولة لاحتجازهم. وانتقد محمود عبدالرحيم أحد المسعفين المتواجدين داخل سياراتهم أمام قصر الاتحادية زي رجل الإسعاف الذي لا يوفر الحماية المطلوبة له وسط تعرضه لمخاطر إطلاق النيران والخرطوش رغم أنه ينبغي أن يرتدي الزي الواقي من الرصاص والكمامات لمواجهة الغاز المسيل للدموع. أما عن تأمين المظاهرات فيقول خالد أباظة مدير عام إسعاف القاهرة أن هناك 4 مراكز رئيسية هي المقر الرئيسي بوسط القاهرة وآخر في ميدان التحرير وميدان رابعة العدوية وأمام قصر الاتحادية تضم أكثر من 001 سيارة إسعاف و02 فريقا طبيا لاجراء الجراحات السريعة وتقديم الإسعافات الأولية والعاجلة وهناك 02 سيارة تحت الاستدعاء إذا تطورت الأحداث. وأكد أن مرفق إسعاف القاهرة في حالة طوارئ دائمة لحماية المتظاهرين وتقديم الخدمة الطبية العاجلة.