تأثير البيئة الحاسم علي تشكيل فكر البشر ومعتقداتهم بات لا خلاف عليه .. وما حدث في البيئة المصرية الجديدة خير دليل.. فالبيئة التي بنيت أخيرا علي عجل وعلي جهل قسمت الشعب المصري فرقا وشيعا علي اساس ديني.. وأبدلت التفكير العقلاني بالتفكير الغرائبي.. واستبدلت ما تربينا عليه واستوعبناه من حرمة الدم والعرض ومن قتل نفسا كأنما قتل الناس جميعا..إلي أن قتل المعارضين في الرأي من تمام الإيمان..! وغلظت قلوبنا وتحجرت عقولنا وصمتت عن التفكير.. وبات مشهد الدم الانساني لا يحرك ضمائر الكثيرين ويدفعهم لمزيد من الدم تحت غطاء ديني يروج له البعض.. وببساطة وبدم بارد يسحل أربعة مصريين لمجرد مخالفتهم في الرأي والرؤية.. وكأن البلاد نسيت القانون واستبدلته بشريعة الغاب. أنسينا هول الصراعات الدينية طول تاريخنا وكم كلفتنا من القتلي وتخلف عن الركب الحضاري.. اشتم رائحة الصراعات تملأ البيئة الجديدة .. نعرة طائفية كنت أظن أن مصر بمنأي عنها بطبيعة تكوينها الحضاري الذي عاش سنوات طوال تحت مقولة الدين لله و الوطن للجميع. نفس الحروب الدينية لم نكن متفردين بها فقد عانت منها أوربا حروباً طاحنة بسبب اختلاف المذهب الديني وكان الفهم الديني المغلوط في تلك الفترة هو المحرك الرئيسي للحرب وكانت الحروب تعد نزاعات يتجلي فيها تفوق آلهة بعض الشعوب علي البعض الآخر وكانت تعتبر حروبا خاصة بالآلهة نفسها وبيانا لتفوقها..ان لم نغير أجواء البيئة وما تخزنه في عقول ووجدان شعبها فلا خير فينا وقل علينا السلام.