والقاعدة محفوظة: كل شيء يزيد عن حده.. ينقلب إلي ضده! هذا ما حققته الجماعات التي تجمعت مؤخرا في قاعة المؤتمرات. والصالة المغطاة، وميدان رابعة. لقد زادوها في التشدق باسم الدين، فاستحال الإسلام الحنيف، السمح المتسامح، الذين يحرم البغي، والإيذاء، ويعتبر قتل النفس البشرية كبري الكبار، ويحرم تكفير من ينطق بالشهادتين.. استحال ذلك كله إلي نقيض. فسمعنا منهم من يقول الذين سيخرجون يوم 03 يونيو »سنسحقه».. و»من يعارض الرئيس محمد مرسي.. كافر». و»اللي يرشه بالمية حنرشه بالدم».. و»قتلانا في الجنة، وقتلاهم في النار».. عدا الدعاء علي المعارضين باعتبارهم أعداء الإسلام! هذا اللعب، أو بالاحري العبث بالدين، كشف بوضوح صارخ الوجه الإرهابي لأولئك الذين يدعون أنهم شيوخ يرفعون لواء الإسلام. لقد انقلب السحر علي السحرة. وانكشفوا أمام الشعب المسالم والمتسامح صاحب التاريخ الحضاري المجيد، الذي لا يعرفه ولا يعترف به هؤلاء المتوحشون لسفك دماء المصريين. وعندما تصدي الأزهر الشريف مستنكرا هذا العبث الإرهابي بالدين، وأفتي بصحيح الدين، والحق في الخروج السلمي علي الحاكم، تطاول السفهاء علي الإمام الأكبر، لكن من سوء أدائهم، اضطرت قطاعات معتبرة من السلفيين لإعلان اعتراضها علي فتاواهم. المثير للسخرية ان يعلن ذلك الشخص الذي يريدون فرضه علي وزارة الثقافة، انضمامه لسفاكي دماء الذين سيتظاهرون يوم 03 يونيو، بقوله ان هؤلاء «المثقفين والفنانين» ستكون نهايتهم يوم 03 يونيو، ومهد لتهديده، بادعاء يكشف جهله بمثقفي وطنه، فيتساءل «باستعلاء»: من هم هؤلاء؟.. انهم غير معروفين.. هل فيهم «ماركيز» يا سلام! طبعا، انه لا يعرف مكانة كتابنا وشعرائنا وفنانينا.. عند قرائهم ومشاهديهم ومستمعيهم عند مواطنيهم أولا.. لا يعرف ان أعمال جمال الغيطاني وعلاء الأسواني وغيرهما، ترجمت إلي لغات عالمية عديدة.. لقد صحبت صنع الله إبراهيم في رحلة إلي المغرب، ورأيت وسمعت كم يعتز به كبار كتاب وشعراء هذا البلد العاشق للثقافة والفن. وهو بالتأكيد ليس البلد الوحيد الذي يعظم صنع الله. وهو لا يعرف ان أحمد عبدالمعطي حجازي ليس فقط قامة شعرية عالية في مصر والمحيط العربي.. لقد عاصرته في باريس وهو يدرس الأدب العربي في احدي جامعاتها.. مجرد عينة صغيرة. سلمت.. يارئيس تحريرنا كما عهدناك دائما، الصحفي المهني، المنطلق من خلق رفيع، وتدين مصري طبيعي، وايمان عميق بأن الصحافة ليست مهنة، وانما رسالة، وأن ولاء الصحفي أولا وأخيرا للفقراء، أي للشعب. هكذا عرفناك طوال عشرات السنين، أنت أنت.. الصحفي المحترم، محررا ومسئولا، ورئيسا للتحرير: محمد حسن البنا.