تابعت المحافل الاسرائيلية قرار رئيس السلطة الفلسطينية تعيين دكتور اللغويات في جامعة النجاح رامي حمد الله رئيساً للحكومة الفلسطينية خلفاً للدكتور سلام فياض، وقال المراقبون في تل ابيب ان حمد الله البالغ من العمر 55 عاماً دخل بقبوله المنصب حقل الغام، يمر فيه الواقع الفلسطيني بعدد ليس بالقليل من الاشكاليات المعقدة، خاصة ان الرجل لا ينتمي الي حركة فتح، ولا يدرك بحسب تقديرات صحيفة يديعوت احرونوت العبرية، واقع النفق المظلم في قضايا فلسطينية داخلية، خاصة الازمة الاقتصادية وما ينطوي عليها من حالة غليان غير مسبوقة بين الفلسطينيين في الضفة الغربية، فضلاً عن انعدام خبرته بواقع الخلاف بين فتح وحماس، ما يشي بانعدام قدرته في حلحلة الازمة العالقة بين الجانبين. رغم ذلك تري اسرائيل ان قبول حمد الله للمنصب يؤكد مدي اصراره علي خوض التحدي، واعتزامه تحطيم العراقيل التي قد تقف امام نجاحه في المهمة الصعبة، وربما يساهم في تعزيز هذا الانطباع ما اشيع حول انه وجه العملة الآخر لرئيس الوزراء المنتهية ولايته سلام فياض، خاصة ان حمد الله يلقي قبولاً من الدول الغربية، لا يقل بحال من الاحوال عن فياض، ولم تبعد اسرائيل عن تأييد رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد، لكن هذا التأييد كان مغايراً لموقف الحكومة الحمساوية المقالة في قطاع غزة، إذ نقلت الصحيفة العبرية عن المتحدث باسم حماس في غزة سامي ابوزهري استياءه وحركته من تعيين حمد الله في المنصب الجديد، وقال بحسب يديعوت احرونوت: "ان تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة يعد خروجاً عن اطار الالتزامات، التي تم الاتفاق عليها بين فتح وحماس في القاهرة"، واعتبر ابوزهري الحكومة الفلسطينية الجديدة غير شرعية، لانها لم تستق قانونيتها من المجلس التشريعي الفلسطيني. علي صعيد ذي صلة حاولت اسرائيل مجابهة الاراء الحمساوية في رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد، حينما قالت ان حمد الله عضو في اللجنة الادارية لصندوق ياسر عرفات المعني بالحفاظ علي تراث الرئيس الفلسطيني الراحل، كما انه عضو في اللجنة الادارية للبرنامج الفلسطيني ذ الاوروبي للتعاون في مجال التعليم، فضلاً عن منصبه كأمين عام للجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية.