يتميز جنوب البحر الاحمر بوجود عدد من مواقع الغوص الهامة ذات الشهرة العالمية نظرا لما تتميز به من اسماك وكائنات حية نادرة ومن تلك المناطق منطقة شعاب الفنستون جنوب البحر الأحمر حيث أن الصفة الأساسية لهذا المكان هوتواجد أسماك القرش في معظم الأوقات علي أعماق مختلفة وبأنواع مختلفة. يتردد علي شعاب الفنستون علي الأقل ثمانية أجناس بأنواع عديدة من القروش وقد ساعد قرب مثل هذه الأماكن من خط الشاطئ في اعطاء الفرصة للعديد من مراكب الغوص وخاصة مراكب السفاري وأيضا القوارب السريعة بالغوص بحثا عن أسماك القرش أكثر منها للشعاب المرجانية. تعتبر تلك المنطقة هي الاقرب لمدينة مرسي علم لذا تحظي باهتمام رحلات الغوص اليومية بجانب رحلات السفاري مما يجعل الضغط علي هذا المكان اضعاف باقي اماكن تواجد القروش مثل شعاب ديدالوس، جزيرة الأخ الكبير، جزيرة الأخ الصغير، جزيرة الزبرجد، جزيرة روكي، وحبيلي علي وهو ماجعل هذا المكان مهددا لما يعاني منه. وبدأت اعداد القروش تقل بشكل واضح في »الفي ستون »عن باقي مواقع الغوص الامر الذي يؤكد وجود تحديات تواجه استمرار التدفق والطلب السياحي علي هذا المكان بسبب احتمالية اختفاء القروش ويجعله مهددا باستمرار . يقول الباحث البيئي أحمد محمد شوقي انه في الماضي كان يعتبر هذا المكان مثل العديد من مواقع الغوص بجنوب البحر الأحمر لا يتعرض لأي تأثير سلبي من جهة التنمية السياحية مقارنة بشمال البحر الأحمر هذه الميزة أعطت لهذه الأماكن بأنها تكون غنية بالكثير من الموارد الطبيعية، ومنذ بضعة سنوات ازدادت التنمية السياحية بسرعة فائقة بجنوب البحر الأحمر، وكذلك أعداد مراكب غوص السفاري حيث أن هذه المراكب تعتبر المناسبة لظروف الغوص بهذه المناطق. ويرجع السبب الأساسي لزيادة هذه المراكب هو إنشاء ميناء جديد لمراكب الغوص وهوميناء بورت غالب الواقع بالكيلو70 شمال مرسي علم. هذا وقد وصل عدد مراكب الغوص بمنطقة شعاب الفنستون المحدودة الي حوالي 22 مركبا في الموسم السياحي طوال اليوم. واضاف شوقي انه تعتبر شعاب الفنستون أحد مواقع الغوص الرئيسية لكل من مراكب السفاري المارة بهذه المنطقة شمالا في نهاية رحلتها قبل دخول ميناء غالب مرة أخري بالاضافة الي الصيد الجائر باستخدام الشراك وانه بذلك يتواجد تأثير سلبي حقيقي يقع علي عاتق هذا المكان مشيرا الي أن »أسماك القرش في خطر». يشير الباحث البيئي أحمد شوقي ايضا أن أهم مايميز تلك المنطقة بجانب القروش هي الشعاب المرجانية حيث تتركز كثافة الشعاب المرجانية الصلبة علي سطح الشعاب ما بين عمق 3-5 أمتار وهذه منطقة غير مستغلة تماما بسبب حركة الأمواج الشديدة جدا فوق سطح الشعاب،كما انه غير مصرح بالسنور كل بأماكن تواجد أسماك القرش. بالنسبة للشعاب المرجانية الصلبة فهي قليلة وليست غنية بالإضافة لبعض المستعمرات الأخري مثل مراوح البحر والتي تتواجد بكثرة بينما تنمو المستعمرات المرجانية اللينة بصورة واضحة ومميزة. وأشار شوقي الي تواجد العديد من أسماك القرش المتنوعة بالمنطقة تختلف تبعا للموسم علي مدار العام ومن الأنواع الوافدة لشعاب الفنستون . وعن التحديات التي تواجه هذا الموقع الهام يقول شوقي أن عدد وضغط مراكب الغوص احد التحديات التي تؤثر علي هذا المكان حيث يعتبر شعاب الفنستون صغيرا من حيث المساحة السطحية الأمر الذي يحدد السعة الاستيعابية للمكان ويقلصها وهذا مالا يؤخذ في الاعتبار من جانب جميع مراكب السفاري المارة بالمكان التي تتخذ من شعاب الفنستون غطسة أساسية لها. من ناحية أخري تقوم مراكب السفاري بربط العديد من الحبال من 4-5 حبال للمركب الواحد علي الشعاب وذلك لطبيعة المكان الصعبة ولقله حبال الرباط في بعض الاحيان وقلتها في احيان اخري. كذلك من ضمن التحديات اطعام أسماك القرش حيث تقوم كثير من مراكب السفاري بتأكيل أسماك القرش وبصورة مهيجة لها فيتم ذلك بقيام مرشد الغوص أوأحد البحرية بالمركب بربط أجزاء من الدجاج بخيط سنار ورميه علي سطح الماء لجذب القرش Oceanic white tip والذي يفضل السباحة علي السطح فمثل تلك الأفعال لها تأثير سلبي وخطير حيث أنها تغير من سلوك الغذاء لهذا الحيوان بالإضافة لما تسببه من حالة هيجان لسمكة القرش هذا الهيجان له تأثير سلبي علي الغواصين بالمنطقة الأمر الذي يجعل الغواصين أحيانا يلغون الغوصة المقررة بالمنطقة بل أحيانا لا يستطيعون مغادرة المياه والصعود علي السطح لقيام أسماك القرش باعتراضهم. وأضاف حسن الطيب رئيس جمعية الانقاذ البحري أن هناك ايضا اخطار تهدد هذا المكان حيث تعتبر الزدايك اوالزوارق السريعة عصب الغوص للمراكب بمنطقة شعاب الفنستون وتعتبر الوسيلة الوحيدة والآمنة للإلقاء وجذب الغواصين من المياه نظرا للأمواج الشديدة والمتواصلة بالمكان فيقوم الزودياك بأخذ الغواصين لمكان الغوص المحدد بالمنطقة الشمالية التي تعتبر بداية الغوصة للجميع لتنتهي بالمنطقة الجنوبية. نظرا لشدة التيارات البحرية بالمنطقة فقد يحتمل صعود أحد الغواصين بعيدا عن المركب الخاص به أوبعيدا عن الشعاب عموما لذا يتطلب علي قائدي الزدايك الانتباه التام والحركة باستمرار بالمنطقة وهو ما يزعج القروش ويهدد تواجدها خاصه في ظل زيادة كبيرة في اعداد المراكب كذلك يتعين علي زائري شعاب الفنستون أن يكونوا برفقة مرشد غوص محترف علي دراية تامه بطبيعة المكان وخاصة الغوص تحت التيار العالي كما يجب عليه توخي الحذر عند التعامل مع أسماك القرش عند الاقتراب منه ويتعامل معها باحتراف. عند اقتراب أسماك القرش يجب الحفاظ علي المسافة المناسبة بين الغواص واسماك القرش لعدم إزعاجها هذا كله بجانب الصيد الجائر للقروش من قبل عدد من مراكب الصيد. وأشار الطيب الي انه تعتبر شعاب الفنستون بعيدة تماما عن الرقابة والسيطرة الأمر الذي أدي الي تفاقم المشكلة. واضاف محمود عبداللاه مدرب غوص أن شعاب الفنستون واحدة من أشهر مناطق الغوص بالبحر الأحمر بل علي المستوي العالمي خاصة مع إتاحة الفرصة لهواة الغوص سواء المبتدئين أوالمحترفين بالغوص مع أسماك القرش بالإضافة الي ذلك فان الموقع الجغرافي لشعاب الفنستون أتاح الفرصة أمام الجميع لزيارته فكان من المؤكد تعرض المنطقة لعدة تأثيرات سلبية تهدد باختفاء أسماك القرش من المنطقة لذا كان من الحكمة اتخاذ موقف حاسم مما يحدث في المكان للحفاظ علي الثروات الطبيعية المتحركة والممثلة في أسماك القرش بإنشاء خطة إدارة للمنطقة وبإقامة الأبحاث العلمية علي أسماك القرش كي يمكن تحقيق المعادلة الصعبة التي تشجع السياحة البيئية بالمكان كذلك لا يمكن جهل آراء كافة الزائرين للمكان.