توقفت في مقالي أمس الاول عند قضية الابتزاز والتي قد يكون سببا اساسياً وراء الضجة المثارة حول السد اكس أو سد النهضة الاثيوبي. المواصفات المعلنة للسد تؤكد انها مجرد دعاية رخيصة حيث يصل ارتفاعه إلي 150 مترا و موقع السد وارتفاعه يزيد عن ارتفاع مدينة الخرطوم السودانية بنحو 700 متر وهو ما يؤكد أنه في حالة اي انهيار للسد فان مدينة الخرطوم سوف تمحي تماماً من الوجود. أكد العلماء أن صخور منطقة السد صماء وذات قابلية كبيرة للتحرك عند اقل درجات للزلازل والمنطقة كلها معرضة لمثل هذه الزلازل. الجانب الاثيوبي لا يمتلك الاموال اللازمة لانشاء السد ولا يمتلك ايضا الملفات الفنية المطلوبة لمؤسسات التمويل الدولية في حالة طلب اثيوبيا المساعدة. العلماء يؤكدون ايضا أن هناك خطورة قصوي علي اثيوبيا في حالة انهيار السد بمواصفاته الحالية . اعلان الجانب الاثيوبي عن مدة امتلاء بحيرة السد تعني توقف معظم مياه النيل الارزق وهو ما يلحق اضراراً بالغة بالسودان ومصر وفي حالة اي تفريغ مفاجئ فان المياه المتدفقة سوف تدمر مجموعة من السدود الصغيرة بالسودان وصولا لتدمير خزان أسوان والحاق الضرر بالسد العالي وتذبذب معدلات الكهرباء المنتجة وفقا لسنوات الملء ومعدلات التفريغ. من هنا اعود للتأكيد علي ضرورة الاسراع بمفاوضات التعاون بعيدا عن الابتزاز والذي يمكن أن يمتد إلي إنشاء محطات للطاقة الكهربائية بدعم فني مصري وتمويل دولي تدعو اليه مصر. التفاوض سوف ينجح ولكن من حيث النقطة الحالية حيث بدأت الاعمال التمهيدية لانشاء السد والتي سوف يستغلها الجانب الاثيوبي مطالبا بتعويض عن الاموال التي يكون قد تكبدها. التفاوض سوف ينجح بنفس النجاح الذي قد نحرزه في عرض أوراق الضغط التي نملكها والخيارات التي قد نلجأ لها وبعيدا عن الحوار الفضيحة الذي عقده رئيس الجمهورية.