ليس جديدا ما يحدث في الشارع المصري ولا مفاجئا لنا كما يدعي المحللون.. وتعفن أخلاقنا بدأ معنا منذ وقت طويل وفاحت رائحته بما حدث في "يناير" .. ولا أفهم كيف كلما زادت مظاهر التدين في الشارع ساءت أخلاقنا.. وكلما ظهر داعية من الصنف "المودرن" زاد الكرب بحياتنا واشتعل الشارع بأصواتهم عبر كاستات الميكروباصات والتكاتك بجانب أغنيات "هاتي بوسه يابت"..! واحتلالنا البلد الأول في التحرش بالفتيات والنساء طبيعي علي مستوي العالم.. وضرب من المستحيل ألا يخشي المرء علي نفسه أو علي ذويه وسط تناحة شيوخنا قبل شبابنا في الطريق ..كأننا لا نعيش في عالم انفق سنوات وسنوات حتي تحضر وبني علي أكتاف فلاسفته ومفكريه وقادته منظومة أخلاقية كللت بالدين ليتمكن بها الإنسان أن يتغلب علي رغباته الأنانية ويحيا ويتعاون ويحافظ علي أخيه الإنسان..! أليس عارا علينا ونحن أقدم شعوب الأرض وأقدم حضارة باهرة في حياة البشرية ان ننزل لهذا التخلف الاخلاقي المهين.. لماذا لا نشعر بالخزي .. أين ذهبت سنوات التعليم والتربية اين اختفي تدريس وتربية مدارسنا ومحاضرات جامعاتنا .. كيف تلاشي التدين الحقيقي من حياتنا واحتلتنا تجارة الدين .. أليس رسولنا الكريم من قال "انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق".. لماذا نتناسي ان التدين الحقيقي تغير في السلوك وليس في الذقون !! من حوّل حياتنا إلي جثة هامدة تعيث في الارض فسادا ..من تسبب في ان مؤسساتنا هياكل بلا روح مدارس بلا تعليم وجامعات بلا تقاليد جامعية .. جوامع وكنائس بلا تدين ينقذنا من شر أنفسنا.. مستشفيات بلا علاج حقيقي ينقذنا من أوبئة العصر...حكومة بلا حكومة ووزراء بلا فعالية .. وزير ثقافة بلا ثقافة ووزير بترول بلا سولار ولا بنزين ووزير تعليم بلا تعليم .. ويفتي الساسة الجدد إننا في فترة انتقالية وعادة ما يكون حال الدول هكذا بعد الثورات .. لكن هل "يناير" كان ثورة..؟! لا أظن. صدقني ما نحن فيه بسبب »اخلاق هاتي بوسه يابت»!