نموذج نقابله يومياً ونحتك به في مختلف المواقف اللقاء معه يبدأ بالترحاب و الهشاشة و البشاشة وفي النفوس ما فى النفوس .... صندوق أسود يملؤه كل ألوان الشرور والأحقاد وكل أنواع الاختفاء والتمويه ... إذا طلبت منه المشورة أشار عليك وادعى الإخلاص والحب وإذا تركته سفه بآرائك وفضح أسرارك وتندر بأفعالك ... لا يحفظ عهدا ولا يتكلم إلا من خلال مصالحه الشخصية التى لا تتوائم مع الكثير مما تعلمناه ونحاول أن ننقله للأجيال من بعدنا. كالطبلة إذا كانت فى زفة عزفت أحلى ألحان الزفاف و إذا كانت فى جنازة أبدعت وأبكت الناس ... هذا هو النموذج الجديد من البشر ... على كل لون دون أى تمييز أو حساب وكأن تلك القاعدة هى أساس التربية والاخلاق الجديدة فأصبحت دستور المتعاملين ومنهج المتآمرين .. والغريب أنهم يمارسون تلك الأدوار بكل بساطة وسلاسة وكأنه يتنفس أو يشرب كوباً من الماء. تخيل إذا كانت هذه الاخلاق هى مؤهلات الحصول على المراكز والمناصب العليا وتخيل إذا وصل اخينا إلى أحد تلك المقاعد فماذا ستكون خطته للحفاظ على القمة .. فأهل الفن يقولون أن الوصول للقمة صعب ولكن الاحتفاظ بها هو الأصعب... بالطبع سوف تتنوع الأسلحة والأساليب التآمرية لكى يحافظ صاحبنا على قمته المزعومة على حساب أى من يكون من البشر وعلى أنقاض كل من يراه سداً أمامه من القيم والاخلاق والعادات التى تحافظ للناس على كرامتها و أخلاقها ...فهو لم يتعود على هذا النوع من القيم ولا يعترف بهذه الاخلاق ... لذلك فهو يحارب معركته وهو مؤمن بأن ما يفعله هو عين الصواب وما عاداه إما حاقد أو جاحد أو متسلق يريد أن ينقض على كرسيه. اعتذر لك عزيزى القارئ عن هذه الهجمة التشاؤمية البحتة ولكن للأسف هذا الشخص قابلته فى الفترة الأخيرة كثيراً وعانيت من تكوينات البشر من هذه النوعية معاناة تحبط العزائم وتهد من حيل الرجال وتحبط كل الجهود التى تحاول الاصلاح أو الوصول إلى بر النجاة ... فكل الناس مذنبون إلا هو، والكل فاسد وهو المحارب الأول والرجل الشريف الأوحد، وللأسف هو مجرد طبلة صوتها عالى يدق عليها أصحاب المصالح يستغلونها فى الفرح بمنظورهم وينشرون بها شرورهم على عباد الله .. والغريب أنه يعرف أنه طبلة ويلجأ لأصاحب العصا فى الأزمات لكى ينقذه أو يمارس شروره على الناس لتحقيق بعض المكاسب للطبلة على حساب الآخرين. لحسن الحظ أن جلد الطبلة هش ورقيق وسهل خرقه ولكن الطبلة لا يعى ذلك وفى أول المنحنيات والأزمات سوف يضطر صاحب العصا أن يخرم الطبلة حتى لا تؤذيه هو ويصبح هو نغم الطبلة الجديد ... فنحن فى زمن لا الطبلة يستطيع أن يظل طبلة على طول الخط ولا العازف يمكنه أن يستمر على نفس الألحان لفترة طويلة فألحان الطبلة قد لا تعجب أسياده فيضطر لتغييرها أو تغيير الطبلة ذاتها وشراء طبلة جديدة تفى بمتطلبات المرحلة لعل العازف يستمر فى القيام بدور العازف أو أن يرزقه الله بمايسترو يلقى به إلى سلة المهملات فيصبح هو الطبلة فى انتظار من يدق عليه .... مع كامل احترامى لكل طبلة شريفة تحاول توصيل صوت الحق و ليس صوت سيدها وصاحب العصا طارقها.