يري المخرج مجدى أحمد على يرى أن حصول مخرج من أصل تونسى على السعفة الذهبية فى مهرجان كان هو دليل على أن المبدعين العرب يستطيعون الوصول للعالمية بأعمالهم، ويضيف: الأفلام العربية التى شاركت فى المهرجان كانت جيدة لكن السينمائيين المغاربة نظراً لعلاقتهم الوطيدة بأوروبا أصبحوا متفاعلين مع الحركة السينمائية هناك من حيث الأجواء والإنتاج والأفكار المطروحة، وهذا دليل على أن العيب ليس فى الفنانين العرب لكن فى الانظمة التى تحكم هؤلاء، والأمر يرجع لوجود الكثير من المغتربين فى دول اوروبا وهو نفس وضع مخرج الفيلم عبداللطيف كشيش الذى عاش فى فرنسا منذ أن كان فى الثالثة من عمره وتناول قضية تهم المجتمع الذى تربى فيه ، وعن غياب السينمائيين المصريين فى مهرجان كان قال: أننا لا نملك مصريين مقيمين فى الخارج مثل المغاربة، فكما قلت هم متفاعلون مع السينما الاوروبية بشكل وطيد . وعلى النقيض يرى المخرج محمد كامل القليوبى أن العرب عامة لم يكونوا متواجدين فى مهرجان كان هذا العام فالمخرج عبداللطيف كشيش ليس تونسياً لكنه فرنسى من اصل تونسي، ونحن كعرب لن نستطيع أن نقول اننا متواجدون الا عندما نشارك بأفلام عربية تتحدث عن قضاياً متعلقة بمجتمعنا العربى، فالأفلام عامة تنسب جنسيتها لجهة الانتاج، وفيلم بالأزرق اللون الأكثر دفئاً» هو من إنتاج فرنسى ومن تمثيل فرنسيين ويتناول قضية فرنسية . وأضاف القليوبى ان الفيلم حصل على هذه الجائزة لانهم فى الخارج يعطون الفرص للأفكار الجديدة للظهور للنور فمثلاً إذا كان هذا الفيلم فى مصر فلن يجد من ينتجه نظراً لجرأة موضوعه، ونستطيع القول بإن الإنجاز كان للفرنسيين وليس للعرب فهو بالنسبة لهم من إخراج شخص من اصول عربية وهوما تريد فرنسا تسويقه بأنها بلد الحرية وانها خالية من التفرقة العنصرية وهذا سبب نجاح الفيلم فى الاساس . ويقول المخرج أحمد ماهر والذى تربطه صداقه بمخرج الفيلم عبد اللطيف كشيش أكد فى بداية حديثه أن الفليم ليس عربياً من حيث المضمون، ويقول: كشيش له ثلاثة أفلام قدمها من قبل واحد منها فقط كان ناطقاً باللغة العربية حتى أنه لا يعرف النطق باللغة العربية على الرغم من أصوله التونسية، واالازرق اللون الأكثر دفئاً«هو فيلم يتحدث عن المجتمع الفرنسى بصورة مباشرة نظراً لقصته وشخصياته خاصة بعد صدور القانون الفرنسى الذى يسمح بزواج المثليين وموجة الإعتراضات المجتمعى بسبب هذا القانون ، وأضاف ماهروأضاف ماهر: هذه هى الجائزة الثانية التى يحصل عليها مخرج من أصول عربية حيث فاز هذا العام أيضاً المخرج الفلسطينى الأصل هانى أبوأسعد، وهذا يعد نقلة كبيرة للسينما العربية، وهو ما نحتاجه فى كافة المهرجانات العالمية سواء فى كان أوبرلين وغيرها فهذا يفتح ابواباً جديدة للسينما العربية تحتاج لقدر كبير من الحرية . وأعتبر الناقد السينمائى رؤوف توفيق أن اعتبر فوز المخرج التونسى عبد اللطيف كشيش بالسعفة الذهبية إنتصار ضخم للسينما العربية بشكل خاص وللعرب بشكل عام مؤكداً ان النهضة التى تشهدها السينما التونسية وظروف إنتاج هذا الفيلم من الأسباب التى اهلته للفوز بهذه الجائزة إلا انه رفض فى الوقت نفسه ما يردده البعض حول سحب السينما التونسية البساط من تحت أقدام السينما المصرية ويقول:الا يمكن ان تاخذ السينما التونسية أو غيرها دور الأم أو الرئادة من السينما المصرية ولكن للأسف الفن المصرى بشكل عام يمر بظروف إنتاجية صعبة كما ان المشاكل التى يعانى منها المجتمع اثرت على السينما بشكل كبير . واختلفت الناقدة خيرية البشلاوى مع الناقد روؤف توفيق حيث أكدت أن فيلم بالأزرق لون الأكثر دفئاً« ليس له أى علاقة بالسينما العربية لذلك رفضت ما يقال بإن هذه الجائزة تعتبر انتصار للعرب أو للسينما التونسية وتقول: لا أعرف سبب ربط البعض بين الفيلم وبين السينما العربية، فالقضية التى يناقشها الفيلم ليس لها علاقة بالعرب وأكبر دليل على ذلك الثورة والهجوم الذى شنه المجتمع التونسى على صناع الفيلم هذا بالإضافة إلى ان المخرج عبد اللطيف كشيش عاش سنوات طويلة فى فرنسا كما أن أفكاره لا تعبر عن المجتمع التونسى . ورغم تأكيد الناقد السينمائى أحمد رأفت بهجت بان فيلماالأزرق اللون الأكثر دفئاً«موجه لفرنسا والشباب الفرنسى إلا انه اعتبر حصول المخرج عبد اللطيف كشيش على السعفة الذهبية بالإنجاز الكبير ويقول:االجميع يعلم موقف المخرج الأمريكى ستيفين سبيلبرج والذى يرأس لجنة تحكيم هذه الدورة من العرب وبالتالى لم يكن أحد يتوقع فوز المخرج التونسى بهذه الجائزة، فحصول الفيلم عى هذه الجائزة بمثابة مفاجأة ضخمة لم يكن أحد يتوقعهاا. وتطرق بهجب عن حديثه معنا عن سبب غياب المشاركة الفعلية للسينما المصرية قائلاً : الأمر لا يتعلق بمشاكل إنتاجية، فنحن ننفق عشرات ملايين الجنيهات سنوياً على الأفلام التى تنتج ولكن للأسف المشكلة الحقيقية تتركز فى تقديم أفلام لا تناقش أفكار جادة أو قضايا مهمة تؤهلنا للمشاركة فى المهرجانات الدولية ويضيف: برغم اننا ننتج عشرات الأفلام إلا أنها أعمال ليس لها هدف ومجرد أحداث درامية متشابكة، فنحن نفتقد الثقافة والقراءة وهدفنا الوحيد أصبح الربح المادى و تقديم أفلام تجارية!