التعديات علي أملاك الدولة بالشرقية ظاهرة قديمة لم تجد من يتصدي لها.. واكتسب المعتدون شرعية بوضع اليد وبسداد القيمة الايجارية المحددة من الاجهزة التنفيذية الا ان هذه الظاهرة تفاقمت منذ اندلاع ثورة يناير وبالرغم من صدور قرارات لإزالتها الا ان تعذر تنفيذها نظرا للظروف الراهنة التي تمر بها البلاد وتأخر الدراسات الامنية وبذلك افتقرت المحافظة للاراضي المملوكة لها وتوقف العديد من المشروعات بسبب تداركها. يقول المحافظ المستشار حسن النجار تبلغ مساحة محافظة الشرقية 1194 كيلو مترا مربعا وهي ثاني محافظة علي مستوي الجمهورية من حيث المساحة وهي محافظة مترامية الاطراف واحدي محافظات الاقليم التخطيطي الثالث الذي يشمل محافظات القناة وسيناء. ورغم ذلك فإنها تعاني من قلة الاراضي المملوكة للدولة ليس لعدم توافرها بل لاعتيار المواطنين منذ قديم الازل علي وضع اليد عليها وزراعتها أو البناء عليها وتقنين اوضاعهم مع الجهة المسئولة بسداد ايجارات سنوية او شهرية.. وقد تزايدت تلك الظاهرة منذ بداية ثورة يناير وحتي الان حيث بلغ عدد حالات التعدي علي الاراضي المملوكة للدولة 243 حالة منها 072 حالة زراعة علي مساحة 43 الفا و124 مترا و27 حالة زراعة علي مساحة 713 فدانا و83 قيراطا و64 سها.. يتركز معظمها في مراكز ابوحماد والزقازيق وفاقوس والحسينية وبلبيس والابراهيمية وكفر صقر وأولاد صقر وههيا وأبو كبير وديرب نجم ومنيا القمح. وتتجسد تلك التعديات بصورة صارخة في المراكز النائية بالمحافظة والظهير الصحراوي لها.. ومن ابرزها اغتصاب 3 مساحات مخصصة للمنفعة العامة الاولي مساحتها 681 فدانا والثانية 13 فدانا والثالثة 61 فدانا وزراعتها. وقال المحافظ انه يتم حاليا اتخاذ اجراءات رادعة لوقف هذه الظاهرة التي تمثل الاعتداء علي هيبة الدولة تتمثل في اصدار مجموعة من قرارات الازالة وقد تم بالفعل ازالة 41 تعديا علي مساحة 9737 مترا مربعا وعلي مساحة 201 فدان و33 قيراطا و52 سهما.. ولم يتم ازالة 652 حالة من مساحة 721 الفا و24 مترا مربعا و761 فدانا و21 قيراطا و71 سهما والتي يتم حاليا اعداد الدراسات الامنية لذلك كما تقدر عدم التوسع في حالات التأجير الاسمي وان يكون الايجار قريبا من ايجار المثل وحسب ظروف المشروع ذي النفع العام المطلوب التخصيص له وخاصة ان بعض الجهات الخاصة اصبحت لها استثمارات كالنوادي الكبري أو اصبحت لها فوائض تقبل التوزيع كالجمعيات. كما تقرر حظر تخصيص او إعادة تخصيص للاراضي المملوكة للدولة الا من خلال المركز الوطني لاستخدامات ارض الدولة لما لديه من عناصر وخبرات فنية واجهزة متخصصة في تحقيق التخطيط الامثل لاستخدامها مشروعات الدولة التنموية المخطط لتنفيذها. ويقول اللواء احمد فيصل السكرتير العام للمحافظة ان الاراضي المملوكة للدولة بالمحافظة قليلة جدا ولذلك تتعثر المشروعات الخدمية قبل اسكان الشباب ومياه الشرب والصرف الصحي.. واشار الي ان التعديات تتجسد في المناطق الصحراوية وعلي زوائد خطوط التنظيم وان عدم ازالة تلك التحديات يرجع الي عدم الانتهاء من اعداد الدراسات الامنية ولعدم الفصل في القضايا المتبادلة بين المعتدين والمحافظة. ويقول محمد الهادي سليم مدير عام ادارة الاملاك بمحافظة الشرقية ان اهمال الوحدات المحلية وراء زيادة معدلات التعديات علي املاك الدولة حيث لم تتخذ الاجراءات اللازمة لتأمينها من المعتدين فور وقوع التعدي واقتصر دورها علي اصدار قرارات ازالة والتي يتعذر تنفيذها حاليا. وقال ان دور املاك الدولة هي حصر الاراضي التابعة لها واخطار المحليات بها للحفاظ عليها واستغلاالها في مشروعات المنفعة العامة وقال بالرغم من المعاناة التي يعيشها موظف الاملاك بسبب عدم صرف 3٪ حافزا من جملة المتحصلات المؤجرة لواضعي اليد منذ عام 3991 وقلة العمالة خاصة في مجال التحصيل وضعف امكاناتهم الا انهم نجحوا في تحصيل 03 مليون جنيه قيمة ايجارات وعقود بيع الاراضي لواضعي اليد لتقنين اوضاعهم خلال الأشهر العشر الماضية وطالب بضرورة صرف جميع مستحقات العاملين وان يتم الارتقاء بمستواهم الاجتماعي والوظيفي وان يوفر لهم مكانا لائقا لاداء عملهم الشاق.