تجري علي قدم وساق في الوقت الراهن الإعداد لإجراء مجموعة من الأبحاث العلمية المتقدمة والتي قد تمهد لثورة في عالم تشخيص وعلاج أخطر الأمراض . الأبحاث ستجري بالتعاون بين المراكز البحثية بمدينة زويل للعلوم وعدد من الجامعات المصرية في مقدمتها مركز الكلي والمسالك البولية بجامعة المنصورة. تلك الأبحاث المهمة تأتي مترجمة لأفكار عالم مصر الكبير الدكتور محمد غنيم رائد زراعة الكلي بالشرق الأوسط وعضو مجلس الأمناء السابق بجامعة زويل. هذا ماأكده الدكتور سامح سعد علي مدير مركز دراسات الشيخوخة والأمراض المصاحبة لها بمعهد حلمي للدراسات الطبية بمدينة زويل للعلوم. خطورة مرض السكر جاء ذلك علي هامش المحاضرة التي ألقاها بمركز أمراض الكلي والمسالك البولية بالمنصورة والتي شهدها لفيف من الباحثين بالمركز.. كما حضرها الدكتور غنيم. تناولت المحاضرة الطرق الحديثة لدراسة معدل تكسير الطعام في الخلايا البشرية وعلاقة ذلك بمرض السكر.. مؤكدا أن تبعات مرض السكري كثيرة جدا حيث يتسبب في الإصابة بأمراض القلب والكلي والتدهور الذهني وغيرها وذلك نتيجة خلل في تكسير الطعام وهضمه حيث إن الجسيمات الخيطية في الخلية هي المسئولة عن تحويل الطعام لطاقة وأن الخلل في أداء هذه الجسيمات يؤدي لإفراز مركبات ضارة تؤدي للإصابة بأمراض السكر والسرطان والشيخوخة وغيرها فهي باختصار مصانع الطاقة داخل الخلية. معمل نادر بالشرق الأوسط وأضاف أنه يجري حاليا تجهيز معمل هو الأول من نوعه بالشرق الأوسط داخل مدينة زويل سيمكننا من دراسة سلوك هذه المكونات الخلوية بدقة شديدة كما سيمكننا من فهم طبيعة الأمراض وآلية حدوثها واكتشاف طرق للتعامل معها وعلاجها. مؤكدا أن هذه الجسيمات الخيطية تعد سر مهما جدا من أسرار الصحة والحياة في الكائن الحي خاصة الإنسان. وأشار إلي أن هناك جهودا مكثفة للانتهاء من إنشاء المعمل في غضون شهرين تقريبا لتبدأ علي الفور عمليات البحث العلمي التي ستكون علي درجة عالية جدا من التقدم والأهمية في ذات الوقت. وقال إن هناك تعاونا وثيقا بين مركز الكلي ومدينة زويل في دراسة الجسيمات الخيطية وعلاقتها بحدوث الفشل الكلوي كما ستجري أبحاث مشتركة مع بعض المراكز البحثية بعدد من الجامعات المصرية لدراسة الكثير من الأمراض الخطيرة كالسكري والسرطان والكبد خاصة في ظل إنتشارها بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة. وأشاد بالجهود الكبيرة والمضنية التي يبذلها الدكتور غنيم في صمت ودون ضجيج لدفع هذه الأبحاث اقتناعا منه بأن البحث العلمي الجاد هو بوابة مصر الطبيعية لتحقيق أي تقدم .. من هنا كان حرصه الشديد علي استقطاب نخبة من أكثر الباحثين المصريين تميزا علي مستوي العالم للعمل داخل مدينة زويل ويبذل قصاري جهده لتذليل العقبات قدر المستطاع حتي يمكن أن نري ثمرة تلك الجهود بقدر هائل من الوطنية والتجرد.